الوطن سفينة النجاة

علي محمد قايد

ولكل منا حكاية وماض وحاضر ولكل منا شعور بالوجود ولكل منا سلبياته وايجابياته ولكل منا أشياء يرتبط بها ويرتبط وجوده بوجودها ومن تلك الأشياء الوطن ،الوطن كلمة تتكون من ثلاثة حروف(وطن )سهلة النطق والكتابة ولكنها كلمة لا يعادل أو يكافئ وزنها جبال الأرض كلمة لها الكثير من المعاني والمدلولات التي يجهلها الكثيرون، الوطن يعني الوجود والوجود يعني الحياة فالشجرة لن تنمو وتكبر وتزهر وتثمر مالم تحصل على التربة الغنية بالمعادن والمواد العضوية والماء والضوء وكذلك الوطن بالنسبة لنا فيعني لنا تلك التربة والماء والضوء ولن نعيش ويكون لنا وجود مالم يكن لنا وطن ووطننا هو اليمن ،البلد الطيب الذي وصفه الله في كتابه الكريم بقوله(بلدة طيبة ورب غفور )وأهلها هم أهل اليمن من وصفهم الرسول الأعظم بقوله (أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة ،الإيمان يمان والحكمة يمانية)ولنا نحن اليمانيون ركن في الكعبة اسمه الركن اليماني ولنا أربعون حديثا عن فضائل أهل اليمن .
اليمن موطن الحضارات القديمة حضارة سبأ وحمير وبلد لها موقع جغرافي متميز فهي تقع في وسط العالم وتشرف على أهم طرق التجارة العالمية وتشرف على مضيق باب المندب ولها شريط ساحلي يمتد لأكثر من 2500كيلو متر متمثلة في الشريط الساحلي على البحرين الأحمر والعربي ولها العديد من الجزر الاستراتيجية مثل جزيرة سقطرى وهكذا هي اليمن أطلق عليها العربية السعيدة ولكنها اليوم تتحول إلى العربية التعيسة ولماذا كل هذا ؟؟؟
اليمن هي اليمن ولكن تختلف رجالها على مراحل الزمن فهناك رجال صدقوا الوطن ورفعوا شأن اليمن وهناك من لم يعرفوا قيمة اليمن فصارت اليمن وبسببهم تنزف دماء الجراح وتبكي حزنا لما آل  إليه حالها بسبب بعض أبنائها، سابقا طمع الطامعون باليمن فحتلوها ولكن اليمن مقبرة الغزاة فتحررت منهم بفضل تضحيات وبطولات أبنائها ولم يتوقف لعاب الطامعين والغزاة وأعداء اليمن فعملوا على تحقيق وتنفيذ أجندتهم بطريقة غير مباشرة وهذا ما يحدث اليوم ،عملوا على تطبيق السياسة الاستعمارية (فرق تسد )فنشروا ثقافة الأحقاد والكراهية والنعرات الطائفية والتعصبات الحزبية والمناطقية فتفرق أبناء الوطن وتهدمت أركان الدولة فانتشرت الصراعات وتوغلت الثقافات الخبيثة والدخيلة حتى حانت الفرصة لضرب اليمن عسكريا وتدمير بنيتها التحتية عن طريق تحالف الشر والعدوان وتحت أسباب وذرائع واهية فكما تم احتلال العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل فاليوم يتم احتلال اليمن بحجة محاربة التوسع الإيراني في المنطقة وبمساعدة جهات داخلية دون اعتبار لوطنهم فيعلنون تأييدهم لعدوان خارجي على وطنهم وبدون خجل وحياء .
وهكذا نجد من يغرقون سفينة الوطن من الداخل والخارج ولا ندري إلى متى ستستمر تلك الصراعات والمكايدات والمزايدات على حساب الوطن  دون تقديم التنازلات من أجل إنقاذ السفينة من الغرق فالكون وطن الجميع والسفينة التي يبحر عليها الجميع فإن غرقت غرق الجميع فالوطن سفينة النجاة ولن يكون للخونة والعملاء وطن آخر.

قد يعجبك ايضا