وجهة نظر
محمد النظاري
بحكم وضعنا الاقتصادي، نسمع من زمان عن المهندس المغترب، والدكتور الدكتور، وهلم جر من المهن، التي رحلت عن الوطن بحثاً عن لقمة العيش..
من كثر ما سمعنا عن الاغتراب، انضم إلى القاموس الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء، ورؤساء الاتحادات، ومعهم أيضاً اغترب منتخبنا الوطني لكرة القدم.
الذي أعرفه أن المغترب يعود بالسعادة على أهله وذويه، ولكن منتخبنا قاطع هذه العادة، وأصبح يرسل لنا من موطن اغترابه الحزن والأسى.
لاعبونا يبدوا أنهم يعملون في بلد الاغتراب حجر وطين، بدليل أن ركبهم يا دوب تسمح لهم بصلب طولهم، أما الجري خلف الكرة، واقتناص الهدف، فلا علاقة لهم بذلك أبداً، ولعلنا شاهدناهم أمام البحرين يخسرون بثلاثية نظيفة، وكأنهم مكبلون بالأغلال، ويجرون على أرضية مفروشة بالمسامير.
متى سيسجل منتخبنا المغترب فوزه الرسمي، أعتقد أن ذلك لن يحدث إلا إذا لعب ضد نفسه في حصة تدريبية، فالمنتخب البحريني سيئ، ولكن يبدوا أننا أسوأ منه بكثير.
كل المنتخبات أبدت تحسرها الكبير في نهاية التصفيات المزدوجة لنهائيات آسيا والعالم، حيث لم يحالفها الحظ أن تلعب في مجموعة منتخبنا المغترب، وبذلك فوتت فرصة الفوز وهم في غرف تبديل الملابس.
نكتب كل ذلك مع تألمنا، ونحاول أن نكسر الألم بالنكتة، ولكن هيهات تنسينا ألمنا، والمبكي أن هناك من سيظهر معللا خسائرنا بالظروف، وكأننا نلعب ضد ساعي البريد.
لم يتحصل منتخب في السابق على الاغتراب طويل المدى، كما حصل عليه منتخبنا الأول، ومع هذا كانت الهزائم هي عنواننا الأكبر.
قلناها مراراً كان بإمكاننا حفظ ماء وجه كرتنا، والاعتذار بسبب ما نعاني منه من عدوان خارجي واحتراب داخلي، ولكن الرغبة في الإقامة الدائمة خارج الوطن، كان ثمناً لأن يدفع منتخبنا فاتورته المخزية.
خسارة منتخبنا جاءت مع نهاية العام الأول من الحرب، ويبدوا أننا نقترب من نهايتها، ومتفائلين بذلك خير، ولكن تفاؤلنا بفوز المنتخب هو أصعب من التفاؤل بنهاية الحرب نفسها..
الحشود التي شهدتها العاصمة صنعاء عبرت عن صمودها وقدرتها على التأقلم مع الوضع المأساوي خلال عام كامل، وهي رسالة للعالم أجمع، أن اليمنيين يستحقون أن يعيشوا بسلام مثلكم.
بما أننا على ولجنا عام من الألم، فإننا ننقل للأخ عبد الله بهيان نائب وزير الشباب والرياضة ،إيفائه بوعده تجاه الزميل عبد الكريم الرازي، بإعادة راتبه عن الأشهر الماضية، وإرجاعه لعمله كمدير للإعلام في الصندوق.
Next Post