كلمة الشعب

ضرار الطيب

الحشود الهائلة التي خرجت يوم ٢٦ مارس ،هي رسالة الشعب للعدو السعودي وتحالفه العالمي أولا بأن اليمن ليست اللقمة السهلة التي كانوا يتوهمون ابتلاعها قبل عام ، وظلوا يقنعون أنفسهم بالسيطرة عليها طيلة هذا العام.
من تحت الأنقاض ومن بين الأشلاء ومن وسط النار ، خرج الشعب اليمني أقوى وأكثر تلاحما مما كان عليه قبل العدوان . لم تستطع كل أنواع الأسلحة المحرمة التي استخدمت ضده ، أن تجعله حتى يفكر مجرد التفكير في مراجعة حساباته الوطنية أو التنازل ولو عن قيمة واحدة من قيم انتمائه لهذه الأرض الكريمة .
ليسأل ملوك الخليج بعضهم عن الأموال الخرافية التي صرفوها لشراء الإعلام والأسلحة والذمم والقرارات ، وليضربوا رؤوسهم عرض الحائط وهم يشاهدون الطوفان البشري الذي خرج مدفوعاً برفضه القاطع للعدوان ، كي يغرق كل آمالهم وتهويماتهم الخرقاء سياسياً وعسكرياً .
وليسألوا عطان ونقم والنهدين وكل الشواهق التي بذلوا كلما لديهم من خبث ليدغدغوا أحجارها الخرساء بلا فائدة .
هذه هي اليمن بمنتهى البساطة والعنفوان ، وهذه هي الإجابة التي قالها كل الأحرار الذين احتشدوا في ذكرى مرور عام على العدوان ، وليفهم الأغبياء إذا كانوا مازالوا يستطيعون الفهم. الرسالة الأخرى التي أوصلتها تلك الحشود ، كانت -في رأيي- لبعض قادة السياسة في الداخل ، بأن يراعوا هذا الشعب ، إذ لا يصح التصرف بصبيانية عندما نكون جميعاً على الحافة.
نعم أيها القادة ، هنالك الآلاف من الأسر التي تشردت وفقدت أفرادها وخسرت كل شيء ، وليس من العدل ولا من اللائق استثمار هذه الأوجاع أو محاولة اختزالها باستعراضات سياسية في غير وقتها ولا مكانها.. يستحق هذا الشعب أكثر من مجرد الإفتخار به . أكثر بكثير من ذلك ، يستحق احترام تضحياته والتضحية لأجله .

قد يعجبك ايضا