> اليمنيون يقدمون للعالم درسا في الصمود الاستثنائي
وديع البعسي
ببساطة لو أنهم أعملوا مراكزهم العلمية والبحثية العسكرية والمدنية ودرسوا نفسية الإنسان اليمني.. لو أنهم قرأوا تاريخ الإنسان اليمني لكانوا اكتشفوا ان فرص إخضاع اليمنيين تكاد تنعدم، ولكانوا بدلوا اتخاذ قرار شن الحرب على اليمن بآلية أخرى لا تعتمد على منطق القوة.
في لحظة ما من قصف اليمنيين ومقدراتهم رأى المتحالفون على العدوان ان الحصار يمكن أن يسرع من عملية الحسم.
ضاقت على اليمنيين كثيرا, لكن النتيجة كانت صادمة للتحالف حين وجد نفسه أمام شعب عجيب، شعب مثير واستثنائي, قادر على التكيف مع كل الظروف، وهكذا هو الإنسان اليمني دائما.. ابن ظروفه وبيئته. على أن التعاطي معه بنغمة الاستعلاء والاستقواء تمنحه دافعا أقوى لاستحضار نموذجه التاريخي قوي البأس (نحن أولو قوة واولو بأس شديد).
الكثير من وسائل الحياة انحسرت حتى الانعدام وبدا الواقع في صورة الحياة البدائية القاسية للإنسان الأول، لكن ذلك لم يكن الضربة القاصمة لظهر اليمني على القبول أو الرضوخ لمنطق القوة القادم من جيرانه في الجزيرة العربية ومن دول بعيدة مستأجرة.
الصمود كان فقط حليف اليمنيين، والبدائل هي وسيلتهم في الحياة، ولذلك فشل العدوان في تحقيق اي انتصار طوال عام كامل وهو الذي امتلك قوة الجو والبر والبحر وتحكم في كل ما يدخل ويخرج من وإلى اليمن.
راهن العدوان كثيرا على كسر اليمنيين بالتجويع وتهيئة الظروف لحياة ضنكا, علها تجبرهم على القول بأن العدوان حق وان فرض الشروط حق.
خرجت الأم لجمع الحطب، وخرج الطفل مع أبيه للبحث عن الماء، أوقدوا الشمعة، وأكلوا نصف الوجبة وهم يضحكون على لحظات المعاناة في رحلة البحث عن لقمة العيش في ظل الحصار.
الشعب هو من ينتصر في هذه المعركة بصموده الخرافي.. الشعب هو (كف) القوة الذي صفع المجتمع الدولي المتخاذل واثبت لهم أن حركتهم المرتهنة إلى (من يدفع) فشلت في توفير أسباب انتصار العدوان.. ومن هول هذه الصفعة المدوية بات المجتمع الدولي يدرك حد الإيمان بان امة بهذا الجلًد, بهذه القدرة العظيمة على الصبر وتحمل المعاناة لا يمكن الانتصار عليها بصواريخ الطائرات والبارجات والقذائف العنقودية ولا يمكن إخضاعها بالتجويع والحصار لمخططات دولية قائمة على مصالح الدول الكبرى, وإنما الكلمة الطيبة فقط هي السلاح المنسي والمهمل الذي يمكن أن يحقق ما عجزت عنه الآلة العسكرية، هذا هو الإنسان اليمني الصامد دائما في وجه التقلبات يلين قلبه من الكلمة الطيبة التي تراعي مصالحه وتتعاطى معه باعتباره إنسان له الحق على أرضه.
يرى الإعلامي الجزائري فوزي حوامدي أن من عوامل صمود اليمنيين تماسك الجبهة الداخلية، وفشل العدوان في اختراقها.