أم الإرهاب.. أمريكا

أمة السلام القاسمي
عرف الإتفاق الدولي  في جنيف (1937/11/16 ) عمليات الإرهاب بأنها الأفعال الإجرامية الموجهة ضد دولة من الدول والتي من شأنها بحكم طبيعتها أو هدفها إثارة الرعب في نفوس شخصيات معينة أو جماعات من الأشخاص أو في نفوس العامة.
ورغم كثرة التعريفات سواء من هنا أو هناك لمفهوم الإرهاب إلا أنه يتمحور في العادة حول التهديد باستخدام العنف أو استخدامه للتخويف أو الإكراه لتحقيق غايات سياسية في معظم الأحيان.
وتوصيف كهذا لا يكفي إذ لا يفرق بين العنف من أجل الدفاع المشروع عن الأوطان  أو العنف غير المشروع في احتلال الأوطان أو إبادة الشعوب واسترقاقها واستغلالها.
فهاهي ليبيا على سبيل المثال سبق وأن طالبت في (1987/10/21) باسم المجموعة العربية في الأمم المتحدة بوضع تعريف يميز بين الإرهاب ونضال الشعوب المشروع ضد المعتدين ولكن دون جدوى.
فليس من حق العرب والمسلمين كما هي العادة لدول الإستكبار العالمي  أن يطالبو أويفاوضوا أو حتى يقترحوا  فهم في مكانة أبعد من ذلك لاترقى إلاإلى  التبعية المطلقة لتلك الدول  إن لم تكن هي مرمى الهدف من تلك التعاريف للإرهاب  بدليل أن الشعوب العربية والإسلامية كانوا وما يزالون هم أول ضحايا الإرهاب الغربي الاستعماري  إلا أنهم ونتيجة للتزييف الأمريكي والصهيوني أصبحوا أول المتهمين بالإرهاب  وتحول ما يسمى بالإرهاب الدولي كأحد ظواهر العصر، كما يقول الراحل محمد حسنين هيكل الى صحيفة اتهام للأمة العربية اكثر من غيرها  في وقت ضاعت معها الحقوق والحقائق واختلطت فيها الأحداث والوقائع وضاع معها مفهوم الإرهاب الحقيقي.

الإرهاب بين المكابرة والإستكبار
الإرهاب الذي يروجون له في الغرب محض مبررات صنعتها أمريكا لتحقيق مصالحها وأهدافها في دول العالم العربي والإسلامي.
فالدول العربية والإسلامية هم أول ضحايا الإرهاب الغربي ودول الاستكبار العالمي واستعمارها، سعت إلى استغلالها والهيمنة عليها وعلى حرياتها ونهب ثرواتها.
فمنذ القرن التاسع عشر تعرض وطننا العربي الى احتلال وسيطرة مباشرة من قبل دول الاستكبار العالمي.
المغرب العربي تعرض لاحتلال فرنسي وإيطالي واستخدمت هذه الدول العنف والقتل والتشريد للشعب العربي وما  قدمه من تضحيات وشهداء من أجل الحرية والكرامة حتى سميت الجزائر بلد المليون شهيد.
وتعرض مشرقه أيضاً إلى احتلال واستعمار فرنسي وبريطاني أضف إلى ذلك ما قامت به هذه الدول الاستعمارية من تقسيم للوطن العربي لإضعافه لتسهيل السيطرة عليه عن طريق اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور المشؤوم حين قامت من خلاله بريطانيا بتسليم فلسطين لليهود والصهاينة من أجل بنا وطن قومي لهم على أرض عربية مغتصبة.
وهنا نجيب على سؤال يفرض نفسه إن كنا نحن المقصودين من مصطلح الإرهاب باعتبار أن أفعالنا ترتكز على الحق المشروع في مقاومة عدو ذي طبيعة كونية وحشية.
العدو الإسرائيلي الأمريكي
كونها أعمال مقاومة تحررية قد تختلف من منطقة إلى أخرى  فنحن لا ننكر ذلك ومرحبا بهذا المصطلح  مثلا يوصف حزب الله في لبنان بأنه حزب إرهابي في مقاومته للاحتلال الإسرائيلي على أرض لبنان خاصة وفلسطين بشكل عام.
ثم تبعه في هذا التوصيف جماعة أنصار الله.
أليس شر البلية ما يضحك! !!
الشعب اليمني المقاوم الممانع يقصف وتشن عليه غارات العدوان البربري السعوأمريكي بحجة محاربة الإرهاب.
في حين يتغاظى النظام العالمي عن جرائم الإبادة الجماعية للشعب اليمني.. اليس هذا هو الإرهاب بعينه.. لماذا هذا الصمت الدولي المخزي! !! وما هو المصطلح الحقيقي للإرهاب الذي يتطابق مع الواقع؟.الإرهاب بدلالته اللغوية ليس وليد اللحظة أو العصر.
إنه صنو التاريخ وظاهرة الاجتماع الإنساني  فمظاهر الإرهاب دائما ماتختلط بالحروب والثورات والصراعات التي هي سنة الله في خلقه (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) البقرة 251، فمتى ما تطابق مصطلح الإرهاب مع الواقع وتزيا به الباطل في عدوانه على الحق الذي لا شك سيزهقه ولو بعد حين فحينئذ يكون الباطل أولى بهذا الوصف ولو تلبس بغيره (رمتني بدائها وانسلت).

أمريكا أم الإرهاب
جرائم الإرهاب الأمريكي دوليا أشهر من أن يذكر بها في حين تحظى بدعم كامل من الأمم المتحدة إن دعم أمريكا لأكبر منظمة إرهابية عرفها التاريخ  هو جريمة بحق الإنسانية وإن قيام دولة اسرائيل على أرض عربية إسلامية واستمرارها كارثة إرهابية في حد ذاته فما حصل من مذابح للسكان وتهجير وأعمال الإغتيالات التي قام بها هذا الكيان الإرهابي  وبدعم أمريكي غربي خير دليل على أن الاعتداءت المتكررة على وطننا العربي  جزء من الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية في العالم بشكل عام والمنطقة بشكل خاص.
فقد قامت الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية بمحاربة القيادات الربية والإسلامية المناهضة للهيمنة الإسرائيلية والأمريكية على الوطن العربي، كعبد الناصر الذي حاولت اغتياله..
* ففي تموز يوليو عام 1956م كتب الرئيس ايزنهاور إلى وزير خارجيته جون فوستر دالاس : (عزيزي فوستر من أجل التقليل من شأن ناصر….ثمة فكرة واردة هنا وكنت قد حدثتك عنها كثيراً وهي إضعاف ناصر).. وكان البريطانيون يسعون إلى اغتياله دعما للصهيونية.
*وهكذا جاء العدوان الثلاثي سنة 1956م الذي قامت به بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني.
*1958م كان الإنزال المظلي في لبنان لمواجهة المد القومي ومحاصرته.
*1958م كان التآمر الحاقد على الوحدة المصرية السورية وتصويرها بأنها توسع مصري وغزو لسوريا.
* أيدت أمريكا الدعوة الصهيونية لدى مجلس الأمن ضد مصر للسماح للكيان الصهيوني بحرية الملاحة في قناة السويس عام 1954م.
*شاركت أمريكا في العدوان على الأمة العربية عم 1967م وسخرت قمرها الصناعي  تلستار للتجسس لصالح إسرائيل
* شاركت أمريكا بشكل فعلي في بناء القوة النووية الإسرائيلية.
* عند ما حرب الإستنزاف في عام 1969م على وشك  أن تقضي على القرار 242 انقذت واشنطن الموقف بطرحها لمبادرة روجرز ودبرت مجازر أيلول الاسود بالأردن.
*في يونيو عام1982م كانت القوات الإسرائيلية تحرق الأخضر واليابس في جنوب لبنان وفي طريقها لمحاصرة بيروت  أعلنت أمريكا إنها قررت إرسال قوات الانتشار السريع في كافة انحاء العالم مسانة لإسرائيل في غزوها للبنان.
*وقفت المخابرات الامريكية المركزية وراء تدبير هجوم إرهابي على منزل الزعيم الديني محمد حسين فضل الله ببيروت مما أدى الى مقتل ثمانين  شخصاً وإصابة مائتين آخرين.
*في عام 1981م قامت أمريكا بحملة لعزل ليبيا دوليا وتهديدها إقتصاديا وفي  عام 1982م أعلنت أمريكا الحظر على استيراد النفط الليبي وشنت هجومين إرهابيين على ليبيا عام 1982م  ثم امتد الإرهاب الأمريكي إلى فرض الحصار عليها ففي عام 1992م اصدر مجلس الأمن قراراً يحمل الرقم 748 بفرض حظر جوي وعسكري على ليبيا.واليوم قامت الإمبريالية الاميركية بإسقاط لبييا في مستنقع القاعدة وداعش.
* كانت أمريكا هي وراء تدمير البنية الحضارية والاقتصادية والعسكرية للعراق وعزلت العراق تحت حصار بشع منذ نهاية حرب 1991م.
ثم وصل الأمر بها إلى غزو العراق واحتلاله في 20 /3/ 2003م وانتهت هذه الحرب بأكبر خسائر بشرية في تاريخ العراق في 15 ديسمبر  2011م.لكن بعد تدمير العراق ونشر الفتن الطائفية وبدخول القاعدة وداعش  لا زالت العراق تعاني من الإرهاب.
*و في سوريا  يمتد الإرهاب الأمريكي ليدمر الأخضر واليابس ففي عام 2011م ومع ثورات ما يسمى الربيع العربي   قامت  التنظيمات الإرهابية المدعومة   من قبل أمريكا وحلفائها السعودية وتركيا عن طريق شن  حرب استنزاف للجيش السوري بدخول داعش والنصرة والجيش الحر محاولة  إسقاط  سوريا لأنها تعتبر من دول الممانعة الرافضة للوجود الإسرائيلي ونتج عن ذلك تشريد للشعب السوري وضحايا بالآلاف وما زالت سوريا  تقاوم  عدواناً  عالمياً مستكبراً إلى اليوم.
الخاتمة
وهاهي جرائم أمريكا من جديد…. لكنها هذه المرة سقطت في مستنقع اليمن…الذي أسقط كل رهاناتهم ومرغ أنوفهم في التراب.
وجعلهم يتلوون غيظاً حتى مستوى الإنهيار النفسي والجنون الهستيري  الذي زاد من وحشيتهم ليملآوا الأرض مذابح ضد الإنسانية بعد انكشاف خداعهم وخبثهم أمام شعب وقف صامدا حين وجد نفسه يتيماً أمام أعتى عدوان وحشي سعوأمريكي صهيوني.
قصف جوي مسعور بأفتك الأسلحة المحرمة…..حصار جائر…..فتن طائفية وشراء ذمم…….اغتيالات…دمار شامل…….إعلام مشوه لنقل صور زائفة تبرر عدوانهم…..
وما تصريحات وزير خارجية أمريكا جون كيري إلا لتؤكد أن أمريكا هي من تقتل الشعب اليمني بأيدي وأموال سعودية…
ونحن كيمنيين أملنا يتجدد  بالله وجيشنا ولجاننا الشعبية وبشعب يخوض معارك مصير وبقاء من أجل إعادة صياغة مستقبل حقيقي…
فكيف يتراجع من لبس ثوب العزة والكرامة.

قد يعجبك ايضا