صراع نفوذ في القرن الإفريقي.. والسعودية لاعب جديد بالمنطقة

قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إنه في عام 2002 صاغ ملس زيناوي، رئيس وزراء إثيوبيا، ملامح السياسة الخارجية والأمن القومي الخاصة بأديس أبابا على ورقة بيضاء، مؤكدًا أن هناك انقلابًا في توازن القوى بمنطقة القرن الإفريقي.
وأضافت المجلة أنه في الوقت نفسه نجد مصر استيقظت مؤخرًا من سبات عميق، دام عدة عقود، كانت غائبة فيها عن القضايا الإفريقية، موضحة أن مصر اليوم لديها أزمة كبيرة مع إثيوبيا؛ بسبب إقدام الأخيرة على بناء سد النهضة، مشيرة إلى أن مصر تحاول تحجيم نفوذ إثيوبيا بمنطقة القرن الإفريقي عن طريق السعي لإقامة علاقات قوية مع إريتريا والصومال.
وأكدت “فورين بوليسي” أن السعودية اتجهت مؤخرًا لضخ موارد مالية ضخمة؛ لدعم خصوم إثيوبيا ورعاية الجماعات الوهابية التي تتحدى الصوفية المهيمنة على منطقة القرن الإفريقي، عبر خلق الصراعات وتعزيز التشدد داخل المجتمعات الإسلامية.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن التنافس بين مصر وإثيوبيا أصبحت توتراته متفاقمة في منطقة القرن الإفريقي، التي قد تتحول إلى صراع عسكري، لا سيما وأن ما يحدث لن يكون مجرد كارثة على المنطقة، بل يمكن أن يكون كارثة بالنسبة للاقتصاد العالمي بشكل عام.
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن منطقة القرن الإفريقي تمثل حلقة الربط في التجارة البحرية بين أوروبا وآسيا، بحوالي 700 مليار دولار سنويًّا، حيث تمر عبر باب المندب، ومضيق المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، من خلال قناة السويس.
وأشارت إلى أن ثمة أزمة في القرن الإفريقي الآن تتمثل في المنافسات الإقليمية، التي بدأت منذ عام 1869، ولا تزال مستمرة حتى اليوم، معتبرة أن اتفاقيات مياه النيل التي وقعت في عامي 1929 و1959 عملت على استبعاد إثيوبيا من أي حصة من المياه؛ ونتيجة لذلك أصبحت مصر وإثيوبيا متنافستين في المنطقة.
وأوضحت “فورين بوليسي” أن زيارة السيسي العام الماضي لإثيوبيا فشلت، ولم تحقق أي تفاهم يُذكَر بين البلدين، مضيفة أن الأزمة تعمقت في منطقة القرن الإفريقي؛ بسبب إعادة تقييم السعودية لاستراتيجية أمنها، بعد أن أصبحت تشعر بالقلق من أن الولايات المتحدة انسحبت من دورها كضامن للأمن في المنطقة.. وتابعت المجلة الأمريكية أن التواجد السعودي على طول ساحل البحر الأحمر في إفريقيا أصبح الآن أكثر وضوحًا منذ تدخلها العسكري في مارس 2015 باليمن، ثم في يناير من هذا العام بضغط من السعودية أعلنت جيبوتي والصومال والسودان عن قطع كافة العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
وأوضحت “فورين بوليسي” أنه حتى الآن تُعتبَر السودان أهم تلك الدول التي صعدت قطيعتها مع إيران؛ لأنها منذ أمد طويل كان لديها علاقات سياسية وعسكرية مع طهران.
موقع البديل المصري

قد يعجبك ايضا