
استطلاع / ساري نصر –
تمر اليمن خلال هذه الفترة بمنعطف خطير ومفصلي خاصة مع اقتراب بدء مؤتمر الحوار الوطني الذي سينطلق في الثامن عشر من هذا الشهر والذي يعلق علية الكثير من أبناء الوطن الكثير من الآمال والطموحات التي قد تخرج الوطن من عنق الزجاجة فهل تعي وسائل الإعلام خطورة هذه المرحلة وهل ستستمر بانتهاج السياسات السابقة التي لا يعود منها على الوطن إلا بالدمار أم ستسلك بالوطن مسلك النجاة من خلال وضع سياسات تعمل على تهدئة الأجواء وتعمل على تقريب وجهات النظر وخاصة الصحف والمواقع الالكترونية نظراٍ لأهميتها وتأثيرها على المجريات وما يجب عليها أن تقوم به لإنجاح مؤتمر الحوار وما الذي يجب أن تتجنبه أثناء ذلك والذي كان محور الاستطلاع الذي أجرته دنيا الإعلام وكانت حصيلته كالتالي :
” إدراك للمسؤولية “
محمد العلواني – مدير تحرير موقع الصحوة نت : الحوار الوطني محطة مفصلية في تاريخ اليمن المعاصر الكل معني بإنجاحه للخروج بالبلد من دائرة الأزمات والمضي نحو اليمن الجديد وهو في نظري آخر فرصة أمام اليمنيين للجلوس على مائدة الحوار ومعالجة قضاياهم والتخطيط لمستقبلهم بعيدا عن العنف والتشظي والاقتتال وذلك لأن فشل الحوار يعني حضور النقيض وهو العنف ودخول اليمنيين في موجة صراع دامية قد تأتي لا قدر الله على البلد بأكمله وتقضي على أحلام أجياله عقودا من الزمن ومن هنا تأتي أهمية أن يعمل الجميع على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني وفي مقدمة ذلك الإعلام بكافة توجهاته ومن بين تلك الوسائل تأتي الصحف والمواقع الإخبارية -موضع السؤال- باعتبارها من الوسائل المحلية الأكثر متابعة والمطالبة اليوم أن تدرك أهمية الحدث وأن تكون على مستوى المسؤولية الوطنية التي تحتم عليها الإسهام في إنجاح هذا الاستحقاق الوطني الهام وذلك من خلال تهيئة الأجواء المناسبة لانعقاد مؤتمر الحوار باعتباره مؤتمرا يهم كل اليمنيين وليس فعالية تعني هذا الحزب أو ذاك وهو ما يحتم على تلك الوسائل أن تتبنى خطابا وطنيا مسئولا يغلب مصلحة اليمن ويساعد اليمنيين على التحاور حول مشاكلهم والخروج بحلول تحفظ اليمن ووحدته واستقراره وتعيد الحقوق وترفع المظالم عن الشعب وتستعيد الدولة ومؤسساتها الغائبة وأعتقد أن أي خطاب إعلامي يخرج عن هذه القاعدة يعد في نظري خيانة لتضحيات اليمنيين وفي مقدمتهم شهداء الثورة السلمية التي يعد مؤتمر الحوار أول مداميك بناء اليمن الجديد الذي خرج من أجله اليمنيون في 11 فبراير 2011م.
” تعرية وفضح “
ويردف العلواني : كما أن الصحف والمواقع مطالبة بالإسهام في تعريف القاعدة العريضة من اليمنيين بأهمية انعقاد المؤتمر وأهمية ما يصدر عنه من نتائج على واقع اليمن أرضا وإنساناٍ وهناك مهمة أكثر إلحاحا في اعتقادي يتوجب على وسائل الإعلام التصدي لها وهي كشف وتعرية القوى التي تسعى لإعاقة وإفشال مؤتمر الحوار وفضح مخططاتها ومشاريعها الطائفية والمناطقية الصغيرة على الرأي العام حتى يعرف اليمنيون جميعاٍ تلك القوى التي تقف حجرة عثرة أمام لم شمل اليمن وعودة الاستقرار لهذا البلد الذي عانى طويلا من تلك المشاريع الصغيرة ودفع ثمنها باهظاٍ عند أكثر من محطة على مدى تاريخه الطويل.
“جوانب ايجابية”
أما الدكتورة صباح الخيشني أستاذ مساعد بكلية الإعلام فتقول : بشكل عام يجب على كل وسائل الإعلام أن تحرص على تعزيز الجوانب الإيجابية وتكريس لغة الاحترام والتقدير والرغبة في تجاوز الخلافات ومحاولة تجاوز أي سوء فهم أو إساءة والابتعاد عن إعادة إنتاج أي صورة من صور الصراع.
” خطابات راقية “
إسماعيل زيدان – مدير عام الإعلام بوزارة التربية والتعليم : تقع على وسائل الإعلام بكل أشكالها سواء كانت مرئية أو مقروءة أو مسموعة أو الكترونية رسمية كانت أو حزبية أو أهلية في التهيئة الايجابية لإنجاح الحوار ويجب على المؤسسات الإعلامية استشعار المسئولية الوطنية والتاريخية بتقديم خطاب إعلامي موحد يسهم في إنجاح المؤتمر وأن يكون هذا الخطاب راقياٍ من خلال الرسائل الايجابية التي تبثها وأن تكون على أرضية واحدة قوامها الثوابت الوطنية وتعمل على نشر ثقافة التسامح والتصالح والإخاء بين الأطياف السياسية وأبناء الوطن الواحد والتفاؤل بالمستقبل والبعد عن المناكفات السياسية والحزبية والشخصية الضيقة باعتبار أن الوطن اكبر من ذلك , فاليمن يمر بمرحلة مفصلية في أن يكون أو لا يكون كون الحوار سوف يرسم الخطوط العريضة لمستقبل اليمن أرضاٍ وإنساناٍ ونحن مع الدعوات التي تنادي بعمل ميثاق شرف مهني تحدد فيه الخطوط الحمراء التي يجب على الإعلاميين عدم تجاوزها .
” روح المسئولية “
محمد راجح سعيد صحفي بصحيفة الثورة يقول : بالرغم أنه لم يتبق سوى أيام قليلة على انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي سينطلق في الـ18 من الشهر الجاري إلا أن الخطاب الإعلامي وخاصة عند أجندة الأحزاب والقوى السياسية وتبادل الاتهامات وإطلاق الإشاعات لا زالت في أوجها فما السبب يا ترى¿ , السبب في نظري هو عدم استيعاب روح المسئولية ومتى ما تم استيعاب روح المسئولية فسوف يتم وفق كل المهاترات والمكايدات الإعلامية حتى ينعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل وكل الظروف مهيأة لنجاحه وخاصة على المستوى الإعلامي.
ويضيف محمد : إن نجاح المؤتمر الوطني الشامل سيعود بالفائدة لليمن ومتى ما استفادت اليمن فينعكس ذلك على مستوى القوى السياسية كلها بما فيها الأحزاب والتنظيمات السياسية والمستقلون وكل أفراد اليمن لذلك على الجميع الإيمان والالتزام والامتثال للفرصة التاريخية التي أتيحت لليمن بانعقاد مؤتمر الحوار الشامل وعلى الإعلام أن يقطع دوراٍ كبيراٍ وريادياٍ في تهدئة الأجواء حتى انتهاء المؤتمر وبعد ذلك يكون للإعلام رأي فيما سوف يسفر عنه مؤتمر الحوار, فالعالم يقف مع اليمنيين ويتمنون نجاح المؤتمر لأنه سيحدد مستقبل اليمن الجديد في كل المجالات فإذا كان العالم كله يقف بجانب اليمن فالأحرى أن يكون اليمنيون هم الأحرص وخاصة في المجال الإعلامي وتجسيده .
” تسخير للإمكانيات “
وأشار محمد إلى أن معظم الأحزاب في اليمن لها صحف خاصة بها كذلك إذاعات وفضائيات وهذه ميزة ديمقراطية ولذلك يجب أن تسخر لمصلحة اليمن أولا ومن ثم للأحزاب والتنظيمات السياسية وتجدر الإشارة إلى أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل لم يستثن أحدا فالحوار مفتوح ومهيأ للجميع وبإمكان أي طرف مشارك طرح ما يريد وخاصة فيما يتعلق بإصلاح مسار الوحدة كالمواطنة المتساوية للقضية الجنوبية وبمعنى آخر سيعالج مؤتمر الحوار الوطني الشامل كافة القضايا اليمنية والمشاكل العالقة وعلى الجميع استثمار هذه الفرصة التاريخية مع العلم أن المبادرة الخليجية والقرارات الدولية جاءت باسم الجمهورية التي انبثقت عن كيانين توحدا في الثاني والعشرين من مايو 1990م ولقيت التأييد والاعتراف من المجتمع الدولي كله.