أزمة المرتزقة.. وورطة العدوان
جابر شيعان
من يتابع ضجيح المرتزقة وعيال سلمان والهوس الذي أحدثته أنباء المفاوضات مع العدوان الأخيرة تشعر وكأنهم قد انسلخوا عن هويتهم اليمنية وذابوا في هوية بعران الخليج.
توالت المواقف تباعا من فنادق الرياض في محاولة لتبرير التصرف السعودي وتلميعا لقذارته التي طالت العام الكامل وانساقوا يكيلون التبريرات للموقف السعودي ودخول الوفد الوطني للأراضي السعودية على اعتبار انه رضوخ أو استسلام أو رغبة في تناول الكبسة متجاهلين أو متناسين دخول الأراضي السعودية في لباس الذل هو الخطوة الأولى للارتزاق غير أن دخول المفاوضين كان بصيغته اليمنية التي تعودت أن تدخل السعودية تحت النار وفي وضح النهار .
وتناسوا أيضا رغبة العدوان في وقف الحرب التي دخلوها مختارين وأصبح خروجهم منها بيد شرفاء اليمن ورجاله وهم وإن كانوا بجبروتهم وغرورهم قد امتلكوا البداية إلا أن النهاية نحن من سيقررها ونحن أبطال المشهد الأخير من فصول الحرب .
المرتزقة اعتقدوا أن الإجرام لا يمكن أن ينهزم وان السعودية كواجهة للعدوان لا يمكن أن ترضخ للحوار المباشر ولم يعلموا للآن أن الكلفة الباهظة للمتهور المهفوف وأسرته فاقت كل الحسابات المرصودة والتوقعات المسبقة للنفقات وان المملكة ولفيفها قد أصبحت في ورطة اقتصادية ناهيك عن الورطة الأخلاقية التي قد لا يشعرون بها الآن. إضافة إلى المأزق العسكري والذي قد لا يستطيع التحالف الخروج منه بماء الوجه .
ومراهقو المملكة يشعرون الآن بثمن تهورهم غير المبرر وعبء المرتزقة الذين أتخمتهم موائد الاسترزاق مما حدا بالنظام السعودي إلى تقليص النفقات المخصصة للمرتزقه الذين وزعتهم على فنادق الرياض وأجبرتهم على الدخول المباشر في المعركة على الحدود السعودية .
المنطق يقول أن السعودية لم تنج بمعجزة من تبعات هذا العدوان وان تلك الهالة المصطنعة لقوتها العسكرية مرغها اليمنيون في التراب وأصبحت مجرد وهم ووهن تحت ضربات اليمانيين وزحوفاتهم .
وما كان بالأمس متاحا لم يعد اليوم ممكنا للعدوان ومرتزقته .
وبحسب القاعدة النفسية التي تقول ( تكرار الاستثارة تنهك الاستجابة) فان صمود الشعب وتلاحمه وثباته الذي أذهل العالم قد جعل الحياة في ظل الحرب طبيعية ووطن اليمنيين أنفسهم على توقعات طويلة للحرب قد تستمر إلى يوم القيامة.
إلا أن ما يحز في النفس هو وجود هذا الكم الهائل من المرتزقة والعملاء والذي نحس معه أنهم قد فقدوا الكثير الكثير من قيم اليمنيين وأصالتهم ونخوتهم وعزتهم وأصبحوا يدافعون عن الهزيمة السعودية وعجزها وكان السعودية في مواجهة مع دببة القطب الشمالي وليس شعبهم وأرضهم ووطنهم .
مع العلم ان التاريخ السعودي يقول بأن المملكة تتخلى عن حلفائها إذا أدركت أنها تتجه نحو الهاوية وتاريخ الاسترزاق يشهد بان المرتزقة هم الخاسرون الأكثر وان العملاء هم يظلون مجرد أحذية يخلعون دائما خارج الأبواب .
ومع العلم بأن المملكة وأذيالها أمام خيارات قد لا تبدو عديدة أمام هذه المعركة أعلى هذه الخيارات هو الرضوخ للحوار المباشر وأدناها الاستسلام .
كما انه ليس أمام اليمنيين إلا خيارات قليلة أعلاها الانتصار وأدناها الانتصار كنتيجة حتمية لقوانين الصراع والحرب على اعتبار إننا الأشد بأساً والأقوى صبرا والأكبر ثباتا والأعلى مظلومة والأرسخ قناعة بأن لأخيار أمامنا إلا النصر.