فؤاد عبدالقادر
تتألق الشعوب والدول بتطور أبنائها بعلو ثقافتهم ووعيهم التي تعكس نفسها على المجتمع وتطوره .. تعمل الدول على خلق ثقافة متميزة بجانب التعليم العام مع اهتمامها بالبناء والتنمية الثقافية … كأن تهتم ببناء المسارح والاهتمام بالحركة المسرحية والسينمائية.
بناء دور السينما والمعاهد الفنية والمعارض الفنية ومراكز للفنون الشعبية وأخرى للتراث والفنون التشكيلية تشجيع تشكيل الفرق الموسيقية والدفع بالعملية الإبداعية الآداب بأشكاله المختلفة.
تضع الحكومات من أجل كل ذلك ميزانية أو ميزانيات مهولة سنويا تعود في الأخير بالنفع على الثقافة والمثقفين.. وهذا ليس عيبا ولا خارجاً عن المألوف فقد أهتمت بهذا الجانب دول إسلامية في أوج الحضارة الإسلامية خلال حكم العباسيين في بغداد والأمويين في سوريا الشام. حدث أيضاً خلال الحكم العربي الإسلامي للأندلس.. أسبانيا وقد شجع الإسلام الثقافة بأشكالها المختلفة وكان أكثر انفتاحاً فحدثت بذلك شهرة وطفرة ثقافية.. تألقت فيها الآداب والفنون والفلسفة والشعر.
واشتهر خلالها رجال لا تزال سمعتهم عطرة إلى يومنا هذا.. شعراء.. وموسيقيين .. وعلماء دين فبها جمعوا بين الدين والدنيا كأمثال ابن خلدون.. ابن رشد، لسان الدين الخطيب .. ابن زيدون ولا تزال كتبهم وتراثهم تحفة الأبصار .
كانت الأندلس والمغرب حسب ما قاله هيكل .. رحمة الله في كتابه كلام في السياسة يشبه مسرح تاريخي واسع… جرت عليه مواجهات إنسانية وحضارية هائلة.. تداخل فيه الصوت والصدى والفعل ورد الفعل والنصر والهزيمة والنور والظلمة؟
إذن التنمية الثقافية من أولويات بناء الشعوب.. وتطور المجتمعات وقد قيل أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.. والثقافة جزء هام ومكمل للتعليم..؟