لحظة يا زمن…السؤال الحائر ..!
محمد المساح
هناك سؤال معلق يملأ آفاق هذه المنطقة منذ ستين عاماً وأكثر، هناك محاولات لم تنقطع لحل لغزه وكشف سره ، لكن معظم المحاولات طاشت سهاماً في الفضاء لم تصب هدفاً ، ولم تحقق طلبا.
صميم المشكلة أننا دائماً أمام سؤال لا جواب عليه ملخصه:
كيف يمكن أن تكون مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط جميعها في حوزة العرب من المواقع إلى الموارد ؟!
ثم تكون سياسة الولايات المتحدة في معظمها انحيازاً ضد العرب إلى درجة الجفاء والخصام .
إن هناك قاعدة بديهية – وعلمية في نفس الوقت – تؤكد أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية ، تمضي بإصرار على طريق صدام مع هذه القاعدة البدهية والعلمية ، بمعنى أن مصالح الولايات المتحدة الكبرى ، والحيوية في هذه المنطقة عند العرب يقيناً .
لكن هوى السياسة الأمريكية منجذب إلى ناحية إسرائيل دوماً ، وبغير تنبه أو توازن يعطى للتصرفات مصداقية المنطق والعقل وذلك هو السؤال اللغز المعلق !
إن الانحياز الأمريكي الجارف نحو إسرائيل تسبب في إساءات بالغة إلى العلاقات العربية الأمريكية ومع ذلك فإن العرب في ارتباكهم ، وبالتحديد بعض الكبار من ساستهم ، لم يقصروا في لوم أنفسهم ، حتى ظهر بينهم من رأوا أن مسؤولية هذه الأحوال تقع بكاملها على هذه الناحية ، وليس على الناحية الأخرى مسؤولية شيء منها ، وعليه فإنه ، بدلاً من الحيرة والارتباك . يكون الأجدى للعرب ترويض الذات وتهيئة المستقبل لعصر يظهر أمامهم زماناً أمريكياً له سلطانه وأحكامه .
” محمد حسنين هيكل – من مقال له”