من ينقذ النظام الدولي ؟!!
أحمد يحيى الديلمي
( صمتوا دهراً ونطقوا كفراً ) هذا المثل المتداول على الألسنة خير ما يوصف به مواقف بعض الدول أثناء مناقشة المأساة والكارثة الإنسانية في اليمن الناتجة عن العدوان السعو أمريكي في مجلس الأمن .
البعض تطرق إلى ما يجري على استحياء . فيما لا يزال البعض الآخر يصر على المكابرة والعناد . أما ثالثة الأثافي فقد جسدها ممثل الفار هادي الذي يدعي أنه يمثل اليمن حيث أمعن في التحريض على القتل وسفك الدماء بأسلوب همجي عكس الإفلاس والانحطاط الأخلاقي وحالة الإحباط التي ألمت بالمرتزقة والعملاء إلى درجة أنه بات بإمكان الأعداء استخدامهم بسهولة كأدوات لتبرير الجرائم البشعة لقوى التحالف الشيطاني وما يرافقه من غزو يدنس تربة الوطن الطاهرة ونقل فلول مرتزقة الحروب وقوى الشر وجماعات التطرف والإرهاب من أصقاع الأرض في محاولة يائسة لقهر إرادة الإنسان اليمني . أختتم المشهد المريب من المسرحية الهزلية بعنوان (إرادة المجتمع الدولي ) المؤتمر الصحفي الذي عقده مندوب بني سعود في الأمم المتحدة المدعو المعلمي .
لا أتحدث عن حالة الاستكبار ولهجة الغرور والغطرسة التي تحدث بها الرجل بقدر ما استفزني منطق الاستعلاء والتوجيه المباشر للدول الأعضاء في مجلس الأمن كمن يخاطب موظفين لديه يحدد لهم برنامج مالهم وما عليهم أن يفعلوه الأمر مخيف كشف حالة الاستسلام لبريق المال السعودي والخليجي بشكل مزري ويبشر بانهيار النظام الدولي أخلاقياً وقيمياً وعن حالة الفشل الذريع الذي مني به مجلس الأمن الدولي إلا أنه لم يعد قادراً على تنفيذ المهام المنوطة به ليبدو الموقف أكثر من واضح ومفاده أن أمريكا وشركاءها المستفيدين الأساسيين من هذه الحرب الظالمة لم يحققوا الرغبات المبيتة وما فرضته من نوايا عدوانية . قد تكون التقت مع أحقاد ورغبات انتقام متراكمة لدى الجانب السعودي محور الفعل في ما يسمى بقوات التحالف العربي إلا أن كل هذه القوات تقوم بالأعباء و المهام الموكلة إليها من مركز الهيمنة الدولية الأكثر حضوراً في المشهد الدولي وفي المقدمة أمريكا و بريطانيا وإسرائيل .
هؤلاء هم السند القوي الذي جعل المعتدين يوغلون في التوحش ويفرطون في استخدام الأسلحة الفتاكة والمحرم استخدامها دولياً كأن القضية سمسرة وارتزاق رخيص بالغ الفحش على كافة المستويات .
في ظل الدعم المباشر وغير المباشر والتعتيم الإعلامي على ما تشهده الأرض اليمنية من حرب إبادة همجية تحدث المعلمي بلغة الواثق من قدرته على تمرير إرادته وفرضها على مجلس الأمن وهو ما يمثل تحدياً صارخاً لإرادة المجتمع الدولي والضرب عرض الحائط بكافة القيم والمثل الإنسانية التي اشتمل عليها القانون الدولي .
المشهد برمته يعكس صورة قاتمة ومظلمة عن مستقبل العالم . فالدول المغلوبة على أمرها ستفقد الثقة بنظام الطاغوت ومجلس الخوف الدولي إلى حد الكفر بهذه المسميات بعد أن سقطت في هاوية الضلال واستسلمت لسلطان المال والقوة العسكرية الغاشمة وكأن الهدف العودة إلى شريعة الغاب ، خاصة حينما تسللت مفاهيم القوة والمصالح الذاتية إلى عقول ووعي القيادات في الدول الممسكة بتلابيب القرار الدولي.
النتيجة : تدمير معاني الحياة الإنسانية وإسقاط معاني التعايش السلمي بين الشعوب والأمم قبل أن يسقط النظام الدولي وتتكشف عوراته ، هل آن للعالم أن يصحو من سباته ويعيد لمجلس الأمن دوره ؟ وللمواثيق الدولية فاعليتها ؟
هل يتم إصلاح النظام الدولي قبل فوات الأوان ؟
* زلـــــــة قـــــــرار
ما يثير السخرية إلى حد الاشمئزاز أن السعودية بقوتها المالية احتلت موقع الاستشارة في المنظمة الدولية لحقوق الإنسان والأغرب أنها مع بعض الدول الخليجية باتت تدافع عن ما يسمى الشرعية والحريات العامة وحقوق الإنسان في دول المنطقة بمباركة أمريكا ومعظم دول العالم الحر . أليست من سخرية القدر ؟
دول موغلة في التسلط والغلو والتطرف ملفاتها متخمة بجرائم انتهاك الحقوق والحريات تتصدر المشهد بكل صلافة .. أين جثث المئات من الضحايا في العراق وسوريا واليمن ؟ أين أشلاء مئات الأطفال والنساء التي تتناثر عقب كل غارة يشنها الطيران السعودي وما يسمى بقوات التحالف في اليمن ؟ أين ؟ أين ؟ ..
أسئلة كثيرة تضع علامات استفهام عن طبيعة الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يتحدث عنها الغرب ؟ كل الشواهد تؤكد أن السعودية ودول الخليج مجرد مخلب قط وحلقة طيعة لتسويق السياسات وخطط الاستدراج المعدة سلفاً …