يحيى بن يحيى المراني
تختلف ألوان البشر وصفاتهم من مكان إلى آخر على سطح الأرض وكذلك تختلف اللغات الرئيسية واللغات المحلية البدائية الخاصة بالقبل والشعوب المختلفة، إذ أن كل قبيلة أو شعب له أو كان له لغته الخاصة به نتيجة لوجود كل منهم في مكان منعزل عن الآخر، ويقال بأنه كان هناك أكثر من 7200 لغة تضاءل الكثير منها نتيجة لغات الاستعمار القديم الفرس، الروم، الدولة الإسلامية ولغات الاستعمار الأوروبي في دول أفريقيا والأمريكيتين واستراليا نتيجة إنشاء دولها من عدة قبل أو شعوب ذوي لغات مختلفة.
ويرجع إنشاء اللغات المحلية المختلفة إلى العزلة الطويلة التي عاشتها القبل والشعوب البدائية كون إنشاء اللغات تحتاج إلى مئات بل آلاف السنين إذ لم يكن من مهام أفراد القبل أو الشعوب إنشائها بل جاءت اللغات تدريجياً للحاجة إليها للتفاهم بين أفراد القبيلة أو الشعب كما هو حالها في اليمن فاللغة المهرية والسقطرية اللتان أنشأتا للتفاهم بين أفراد القبل المهرية وبين الأفراد في جزيرة سقطرى.
ونتيجة لوجود القبل والشعوب في نفس أماكنهم التي وجدوا فيها ولم يغيروا أماكنهم منذ الأزل وهو الموطن الذي كونوا في لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم، فإنه لا بد أن يكون إسلافهم قد وجدوا فيها.
وعندما نتأمل في أحد الأفلام الوثائقية في سلسلة عالم البحار الذي يروي قصة فريق علمي في علوم الأحياء البحرية (الذي نزل في وسط قاع المحيط الأطلسي للإطلاع عليه فوجدوا فيه بروز / مرتفع في وسط قاع صحراوية مترامية الأطراف، عجبوا من وجوده منفرداً في هذا المكان وقرروا العودة لرؤيته لاحقاً.
وعند عودتهم لرؤيته بعد ثلاث سنوات وجدوا إنه قد تجول إلى بركان عندها قرروا البحث عن ما إذا كان هناك نوافير للمياه المعدنية والكبريتية الحارة التي تظهر في مثل هذه الحالات، فوجدوها وأذهلهم ما وجدوا جوارها، وجدوا حياة بحرية من نوع السرطانات وغيرها تعيش في مياه الينابيع الحارة جداً، فقالوا يستحيل أن تكون هذه الحياة قد أتت من أي مكان آخر إذ أن اقرب حياة بحرية تبعد عنها قرابة 3000 كيلو متر).
وليس هناك من سبيل لوجودها إلا أنها قد وجدت عند اندفاع مياه الينابيع المعدنية والكبريتية الحارة عند اندفاعها للمرة الأولى إلى مياه المحيط، كون الاندفاعات الأولى تكون غنية جداً بالمكونات الأساسية.
ونتيجة لوجود الينابيع المعدنية والكبريتية في كل مكان من على سطح الأرض ونتيجة لطريقة وجود السرطانات المذكورة في مياه أعماق المحيط الحارة فلا بد أن يكون أسلاف البشر الأوائل قد وجدوا بنفس الطريقة عند الاندفاعات الأولى لمياه الينابيع المعدنية والكبريتية الحارة على سطح الأرض في ظروف معينة.
أنتقل البشر بعدها للعيش في أقرب الأماكن التي يتوفر فيها المأكل والمشرب والسكن الآمن.
وظلوا يعيشون ويتكاثرون حتى تم الكشف عنهم أو كشفهم الآخرين.
أما بالنسبة للألوان والسمات البشرية فإنها ربما تكون عائدة لمكونات الصخور القارية التي نزلت منها المياه إلى باطن الأرض أو اندفعت من خلالها المياه المعدنية الحارة إلى سطح الأرض.
Prev Post
Next Post