اليمنيون هم العرب الأقحاح .. !
عبدالخالق النقيب
a.alnageeb@yahoo.com
“كن بطلاً ولا تكن كومبارس..!” أخبروا البان كي مون بهذا ..
الأمين العام للأمم المتحدة يدين مجرزة بحق مدنيين وقعت في نهم شرق صنعاء ، هذا “البيكمون” حاول المستحيل أمام الكاميرات وفعل كل ما لديه ليبدو كائناً مؤدباً أمام الناس ..! وكأنه يقول عليكم أن تثقوا بي ، هذا يكفي لنفقد شغفنا بالإنسانية الذابلة لنكف عن مناشدتها طويلاً ، ويكفي أيضاً لندرك أنها قد تشربت بدناءة الثروة وقبح هيمنتها التي أجربت مجلس الأمن ليتخلى عن مهابته ودوره الفعلي إزاء إنسانية تنتهك وبشر يموتون كل لحظة في هذه البقعة..
حين يتصاعد لهب الحرائق في الخارج بفعل غارة جوية ، لا أحد من اليمنيين يفكر في البان كمون وما الذي سيقوله في اليوم التالي عن المجزرة الجديدة التي ارتكبت بحقهم ، هم فقط يعرفون أنهم يدفعون ثمن إصرارهم على حرية تجري في عروقهم ويفاخرون بها حباً وشغفاً أكثر من حبهم وشغفهم للحياة ذاتها .
الرجل الذي انتشل طفلة العاشر من تحت الأنقاض لم يفكر في نخوة العربي وما الذي ستفعله جامعته العربية المندثرة ، تمر من أمامنا المآسي المؤلمة وتفوح نخوة اليمنيين وشهامتهم وهي تقف بوجه ترسانة الحرب التي تصب عليهم حممها ، ويتصدون لها بصلابة وصمود لم يتزحزح مقابل طائرات تجثو بعد عام وتشكو “ينقصنا الوقت..!”.
إن لم يكن اليمنيون هم العرب الأقحاح فمن العرب إذاً..؟ لايزالون يرتادون أسطح المنازل ليلاً بانتظار انحطاط جديد لأشرار البشر، سيسقط هذه الليلة ضحايا جدد لكنهم يحظون ببلدهم ، يقرأون لمحمود ياسين وهو على السطح ينتظر الطائرات القادمة واصبعه مرفوعة بكبرياء ويقول ” أنا يمني .. كنا نحن وروما فقط دولاً على هذا الكوكب..!” ، عام ولا زال اليمنيون على الأسطح يقولون للعالم : ” نحن هنا على الحافة ندخن ونحرس شرفنا الذي لا ينام ..!”