في بيشة تهدر كرامة المواطن اليمني حياً وميتاً ” الذارحي أنموذجاً”
حسن الوريث
في بيشة أنت يمني إذاً فأنت مهدور الكرامة سواءً كنت حياً أو حتى ميتاً فلا كرامة لك طالما وصلت بطائرة الخطوط الجوية اليمنية ذلك المكان المقفر الذي تم اختياره بعناية من قبل نظام بني سعود ليكون مقراً لإهانة المواطن اليمني وإذلاله.
وقد يتساءل القارئ ويقول هذه مبالغة إذ كيف يتم إهدار كرمة المواطن اليمني حياً وميتاً فالحي فقط هو من يتعرض للإهانة أما الميت فكيف تتم إهانته وقد مات وشبع موتاً ولا يشعر بأي إهانة ويمكنني القول بأن الأمر يتعلق بما يحصل في مطار بيشة من معاملات استفزازية من قبل المخابرات السعودية لكل المواطنين الذين يضطرون إلى التوقف في هذا المكان عند سفرهم إلى أي مكان في العالم على اعتبار أنه تم إلزام الطائرات اليمنية بالنزول في مطار بيشة للخضوع للتفتيش وسأنقل هنا تجربتي التي كانت أسوأ تجربة يمكن أن يمر بها مواطني يمني شريف يغار على كرمة وطنه وشعبه.
لقد سافرت خلال الأسبوع الماضي إلى الأردن وكانت المحطة الإجبارية هي بيشة التي تتوقف فيها كل الطائرات اليمنية التي تسافر من وإلى صنعاء وخلال رحلة الذهاب والعودة تأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك أن هؤلاء الذين يدعون الشرعية والذين باعوا الوطن لم يكتفوا بما تقوم به الطائرات والحصار بل إنهم يمعنون في إذلالهم للشعب وإهانتهم له وتأكدت أن الغرض الأكيد من هذا ليس التفتيش فالإجراءات التي تتم لا تدل على ذلك وما يقوم به أولئك الذين يصعدون الطائرة من الجانب السعودي أنها للتفتيش بل تدل على أنها إجراءات الغرض منها استفزاز وإهانة الناس فقط إذ لا داعي لكل ذلك ففي العاصمة الأردنية عمان تقوم المخابرات الأردنية الحليفة لهم بالواجب وزيادة من تفتيش ودقة ومضايقات لكل من هو في القائمة السوداء التي يتم نقلها لهم من المخابرات السعودية والحكومة المزعومة وهي بدورها تقوم بالواجب بل وأكثر ولم يكن هناك أي مبرر لإضافة محطة بيشة إلا لغرض العبث بكرامة المواطن اليمني والنيل منها .
فكل التصرفات التي كان يقوم بها أفراد المخابرات السعودية في الطائرة وكنت شاهداً عليها تؤكد ذلك حيث أن أول شخص يصعد إلى الطائرة يدخل وهو يتبختر ويختار عشوائياً من يفتش جوازه بشكل مقزز ثم يخرج ويدخل بعده شخص آخر يقوم بنفس الدور ثم يصعد ثالث مهمته اختيار حقائب عشوائية للركاب لتفتيشها ثم يخرج ويصعد شخص ثالث يمر على كل الركاب يقوم بأخذ جوازاتهم لا لتفتيشها لكن لإبراز عضلاته حيث أنه يكتفي فقط بفتح الجواز وإغلاقه دون التدقيق فيه ومن ثم إعادته لصاحبه والمصيبة الكبرى الشخص الأخير الذي يدخل للطائرة حيث يلزم أحد المضيفين بقراءة أسماء المسافرين دفعات كل دفعة من عشرة إلى 15 مسافر وفي كل دفعة يقوم ذلك الشخص بالمرور على جميع الركاب ليرفع كل من سمع اسمه يده كأنه في فصل دراسي ومن ثم يعود للدفعة الثانية وهكذا إلى أن ينتهي الكشف وفي حالة اعترض أحد المسافرين على خطأ في قراءة اسمه تقوم قيامة ذلك الشخص ويغادر الطائرة حتى يتم مراجعته والاعتذار له وهكذا يتم معاملة اليمنيين الذين يسافرون إلى الخارج.
طبعاً سأذكر هنا واقعة حصلت خلال عملية التفتيش حيث كان معنا في الرحلة جثمان الشيخ حمود الذارحي رحمه الله وهو أحد قيادات التجمع اليمني للإصلاح الذي توفي في العاصمة الأردنية عمان حيث كان يعالج هناك وتم استكمال إجراءات نقل جثمانه إلى اليمن وكان معنا على متن الطائرة وخلال عملية التفتيش للأمتعة والأغراض تم إخراج الصندوق مع تلك الأمتعة الخاصة بالركاب إلى مدرج المطار وتركها هناك ليتم فحص الصندوق هذا الأمر بالطبع أثار استياء جميع الركاب الذين استهجنوا هذا التصرف الأحمق من هؤلاء الناس الذين لم يراعوا حرمة الميت رغم أن الشيخ حمود رحمة الله عليه ينتمي إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح وهو الحزب الذي يقبع معظم قياداته في الرياض يؤيدون العدوان على اليمن بمعنى أن بني سعود لم يعملوا أي حساب لأحد والذي يهمهم هو إهانة الإنسان اليمني سواء كان معارضاً لعدوانهم أو مؤيداً له ولم يكن هناك رجل رشيد عاقل من اليمنيين الذين يعيشون الآن في الرياض يقول لهذا النظام كفى وعيب عليكم أن تنتهكوا حرمات اليمنيين الأحياء والأموات.
ثم هل يعرف أولئك الذين يقبعون في فنادق الرياض واسطنبول والقاهرة ما يتعرض له المواطن اليمني في مطار بيشة من إذلال وإهانة واستفزاز ؟ وهل يعرف أولئك الذين يقولون أنهم يمثلون الحكومة الشرعية المزعومة أن المواطن اليمني تهدر كرامته في هذا المطار ويتم العبث به وبمشاعره ؟ وهل يعرف أولئك من الذين كانت لهم اليد الطولى في الموافقة على توقف المواطنين اليمنيين الذين يسافرون من وإلى صنعاء في مطار بيشة أن هذه الخطوة لا تهدف إلى تفتيش المسافرين بقدر ما تهدف إلى إهانة المواطن اليمني فقط ؟ وهل تعرفون أنكم بدعم هذا النظام العفن في هذه الخطوة تجعلنا نكفر بكم وبشرعيتكم وبنظامكم وتجعلنا نزداد يقيناً أننا على حق حين وقفنا ضدكم.
فما يتعرض له المواطن اليمني في بيشة من إهانات واستفزازات وإذلال هو وصمة عار في جبين كل من وافق على إخضاع المسافرين اليمنيين للتوقف في هذا المكان وبالتأكيد أن كل من وافق عليه لا يمتلك ذرة من أخلاق ولا ينتمي إلى هذا الوطن الذي تحاولون إذلاله وتركيعه بكل الطرق والوسائل فمن القصف الجوي واستخدام كل الأسلحة المحرمة في القتل إلى الحصار الجائر الذي يمنع الغذاء والدواء إلى كل ما تقوم به السعودية وما تسمى بالحكومة من محاولات في بيشة وفي أماكن كثيرة .