في معنى أن يكون الحزب حياً!!
عبد العزيز البغدادي
حين يكون الحزب نابضا بالحياة تكون البيانات الصادرة عنه معبرة عن إرادة غالبية أعضائه ويكون صدورها وفق آلية ديمقراطية ينص عليها نظام الحزب وتتفق مع معايير الديمقراطية المتعارف عليها بحيث لا يقال (بيان صادر عن الحزب الفلاني) لأن الحزب أي حزب له هيكلية معروفة ولكل هيئة فيه اختصاصات وصلاحيات، ولأن نشر بيان باسم أي حزب يتيح لأي كان إصدار بيانات باسمه كما يساعد المتلاعبين على تبني مواقف مخالفة للسياسة المعبرة عن قناعات غالبية منتسبيه.
وإذا كان هذا ينطبق على البيانات الصادرة عن الأحزاب فإن الواجب أن تكون مواقفها من القضايا الوطنية الحساسة التي تقفها أكثر احتكاما والتزاماً بالتعبير عن ضمير ووجدان منتسبيها ، على سبيل المثال المواقف التي اتخذها أشخاص محسوبون على الحزب الاشتراكي أو الناصري أو البعث أو غيرها من الأحزاب سواء في الذهاب إلى تأييد المبادرة السعودية المسماة بالخليجية أو الموقف من سيناريو إخراج تقسيم الأقاليم المشبوه واللجنة التي شكلت لهذا الغرض بما يخالف مخرجات ما يسمى بالحوار الوطني ! وكذلك اللجنة الدستورية المشكلة غالبية أعضائها من غير المختصين ومن فاقدي الإحساس بالمسؤولية الوطنية والتاريخية والذين تم تهريبهم إلى ألمانيا ثم إلى دولة خليجية من أبرز دول الخليج مشاركة في العدوان على اليمن ومن أكثر دول المنطقة بعداً عن الديمقراطية لإبعادها كلياً عن الشارع اليمني وعن تحسس ما يريد في دستور مستقبله أو من خلال حضور بعض قيادات تلك الأحزاب المكرتنة مؤتمر أو مؤامرة الرياض الذي أعلن تأييده للعدوان.
مثل هذه المواقف ما كان ينبغي أن تتخذ إلا بناء على آلية ديمقراطية تعبر عن موافقة أغلبية أعضاء هذه الأحزاب لأن كل حزب هو شخص اعتباري يستمد نبض حياته من إيقاع نبض حياة كل عضو من أعضائه ، وحين تكون آلية اتخاذ القرار سليمة ومسؤولة ويتخذها من يمثل الحزب بقدر من الحرص على ما ينص عليه روح نظامه وهويته الوطنية والإنسانية تكون النتيجة مزيداً من العلاقة والتلاحم بين الحزب كشخص معنوي سياسي وبين المجتمع الذي ينتمي إليه ويستمد جزءاً مهماً من حياته من طموحاته العامة نحو الحياة الحرة والكريمة التي تستمد وجودها وحياتها بدورها من الحرص على الحرية والسيادة واستقلال القرار ولأن هذا هو الإطار العام فإن هذا الإطار هو الإطار الذي لا يحق للأمين العام للحزب أو لغيره بداهة أن يتجاوزه بالذهاب إلى واشنطن أو الرياض أو لندن أو دبي بناءً على أجندة لا علاقة لها بالإيقاع الوطني ومع ذلك علينا أن نستقبلهم ليعلمونا معنى الوطنية وهم أذناب الأذناب !!،
ومن مظاهر الاستهتار بهذه الضوابط صدور بيانات عن بعض الأحزاب يستشف منها الاستمرار السخيف في التبرير للعدوان السعودي الأمريكي الخليجي الهمجي ضد بلاده، ولأن هذه الكيانات الحزبية هلامية فإن غالبية بياناتها لا تنسب إلى هيئة من هيئاتها ما يوحي للمتابع عدة احتمالات ونكون بذلك أمام بيان صادر عن شخصية وهمية تهرباً من المسؤولية التي لا يبدو أن لها في حياتنا الحزبية والسياسية أي قدر من الاحترام ! ،
إننا نتوق في حياتنا كلها إلى الوصول إلى قدر من الاحترام للمسؤولية وبدون ذلك لا يمكن أن نتجاوز أزماتنا أو نحل مشاكلنا لأن بداية الطريق أن نقف بشجاعة ووطنية أمام كل المعتدين على سيادة وطننا وحريته ونقول لهم كفى نحن أحرار وأحزابنا جزء من مجتمع دفع أغلى التضحيات من أجل الحرية فاحترموا أنفسكم ولا تتدخلوا في شؤوننا لنحترمكم ولا نتدخل في شؤونكم لا يوجد أي مسوغ أو مبرر لأي دولة أو كيان مسخ ولا لأي قوة في الدنيا أو قانون يبيح التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى أما أن تقوم بالاعتداء عليه بكل هذه الوقاحة والجرأة وتجد بين أبنائه أو أحزاب الدولة المعتدى عليها من يبرر الاعتداء عليه فهذه مصيبة لا يعدلها مصيبة ؛
ما أحوجنا إلى أن نتعلم ثقافة وطنية تميز وتوازن بين حقوق الفرد وحقوق المنظمات والمجتمع وتوازن بينهما !!!!…
حلمت بأنك بعضي
وأني بعضك
وأن السموات والأرض لله
من قبل أن تستبيح التجارة بالدم
باسم الإله
وأنك حتماً ستركع للحق عما قريب …