الخالدون

كالبرق لاحوا، وكأشواق الندى مروا كراما، يعطرون الأرض بنزيف جراحاتهم، ويزرعون وديانها مشاتل حرية وثورة وكرامة، تقودهم إلى ميادين العزة والشرف مواكب النبيين ورايات الصديقين، وتوقد شعلة الفداء في قلوبهم جرائم الشياطين ومؤامرات أنذال العالم على بلد الإيمان والحكمة…كالبرق لاحوا مأخوذين بعدالة القضية ونشوة الحق وعبير وعد الرحمن “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين”.
ظن شياطين العدوان الهمجي على بلادنا أن الإفراط في التوحش والإجرام يمكن أن يرهب اليمنيين فيدفنون أسلحتهم تحت التراب ويرفعون في أيديهم شارات استسلام ، فراحوا يقصفون المنازل على رؤوس ساكنيها ، ولم يراعوا حقا لطفل أو حرمة لشيخ أو امرأة، بيد أن النتيجة جاءت على عكس ما كانوا يأملون، فقد بعثت هذه الجرائم في نفوس اليمنيين مشاعر الذود عن الوطن والدفاع عن كرامة البلاد فتراهم يتدافعون مع كل جريمة جديدة يقترفها العدوان زرافات ووحدانا .
لقد شاهد العالم أحدث أسلحة العدوان تخر صريعة تحت أقدام المقاتل اليمني (الحافي)، فرسموه في جدران الخلود شاهدا على أن عدالة القضية أقوى من حداثة الآلة العسكرية وأن من يدافع عن وطنه قادر على هزيمة الغازي المعتدي حتى لو كانت تقاتل معه قوات العالم .
على أن من أهم ما ينبغي الإشارة إليه في أسبوع الشهيد هو التأكيد على أمرين مهمين أولهما: ألا يقتصر الاحتفاء على شهداء هذه المرحلة، وأن تشمل الفعاليات شهداء الوطن في كل المراحل من تاريخه المعاصر وكذا ضحايا الإرهاب من المدنيين والعسكرين وكل قطرة دم سقطت في سبيل عزنه ورفعته وتحرره، والأمر الثاني يتعلق برعاية أسر الشهداء ابتداء من التسريع في اعتماد مرتبات الشهداء لا سيما إذا ما علمنا أن بعض هؤلاء الشهداء كانوا يمثلون مصدر الدخل الوحيد لأسرهم ولا معيل لها غيرهم، فما قيمة أن ترفع صوره وأسرته لا تجد قيمة كيس قمح، مرورا بتقديم الامتيازات الحقيقية لأبنائهم في المدارس والجامعات والكليات العسكرية وغيرها احتراما لقداسة الوطن ووفاء لتضحيات آبائهم .
ظلال شعرية:
لا تسألي يا ريحُ، كيف تلبَّستْ
حلفَ الغزاة هزيمةٌ نكراءُ
كيف اعتلى الحافي يدكُّ حصونَهم
ويفرُّ قبلَ قدومِهِ الجُبَنَاءُ
وتهاوَتْ (الإبرامز) صرعى تحته
فكأنها في أخمصيه حذاء
. فالنصر ليس تحالفا متكبرا
آلاتُهُ مغرورة عمياءُ
النصر مَجْدولٌ بعدل قضيةٍ
ترجو الخلاصَ وفتيةٌ شرفاءُ
إن يلتقوا بالمجد هم فرسانه
أو يلتقوا بالموت فالشهداءُ

قد يعجبك ايضا