بياتريس بييراس
دخلت الحرب التي تقودها السعودية، شهرها الحادي عشر. وسقط في هذه الحرب العديد من الضحايا المدنيين بينهم نساء وأطفال، ولا زال العدد في ازدياد بشكل يومي.
وبالنسبة لدور الأمم المتحدة، فقد نددت بما يجري في اليمن من حرب دامي، حيث أن البريطاني ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، قد دعا من جانبه في مجلس الأمن جميع الإطراف إلى وقف إطلاق النار .
وقال ستيفن اوبراين، خلال إحاطته الأسبوع الماضي أمام جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع القائم في اليمن، أن ” القصف العشوائي من قبل قوات التحالف منذ مارس 2015م، أدى إلى وقوع أكثر من 35 ألف ضحية بما في ذلك 6000 حالة وفاة وثقتها المرافق الصحية في جميع أنحاء البلد، وان الأمم المتحدة أكدت أن من بين ضحايا ما يقارب من الـ 3000 ألف شخص من المدنيين، وأكثر من 5600 جريح “. وعلى ضوء ذلك، طلب ستيفن أوبراين من مجلس الأمن والمجتمع الدولي الضغط ” لتسهيل الوصول غير المشروط والدائم لجميع أنحاء اليمن ” .
وبالإضافة إلى ذلك، فان اليمنيون يعانون جراء الحرب التي تقودها قوات التحالف بقيادة المملكة السعودية، حصارا على الموانئ اليمنية، وهو ما زاد من تفاقم أوضاع المدنيين. و قبل الحرب التي بدأت منذ مارس الماضي في اليمن، كان اليمنيون يستوردون ما يقارب من الـ 90 بالمائة من المواد الغذائية الأساسية.
ووفقا لتقارير الأمم المتحدة، فان الحرب على اليمن، تستهدف المدنيين بدرجة رئيسية، كما أن بعض الهجمات قد ترقى إلى أن تكون جرائم ضد الإنسانية. وفي الأسبوع الماضي، قصفت الطائرات السعودية مواقع بمدينة كوكبان التاريخية، التابعة لمديرية شبام بمحافظة المحويت ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى وعشرة جرحى .
في الواقع، لقد تصعدت اللهجة بين السعودية والأمم المتحدة، عندما طلبت الرياض من العاملين في المجال الإنساني في اليمن أن يبتعدوا عن المناطق الشمالية، وقالت بان طيران التحالف سيكثف من ضرباته الجوية على مواقع وتجمعات ؛ الأمر الذي رفضته الأمم المتحدة. لكن في حقيقة الأمر، ليس هذا هو الخلاف الأول بين الأمم المتحدة السعودية فيما يخص تقديم المساعدات الإنسانية .
في المقابل، هناك ما نسبته 80 بالمائة من السكان اليمنيين يعانون نقصاً حاداً في المواد الغذائية وغياب في الرعاية الصحية. كما أن هناك العشرات من المراكز الصحية في اليمن أغلقت أبوباها بسبب الصراع الدائر في اليمن. ومنذ عشرة أشهر من الصراع، تضاعف عدد حالات المصابين بسوء التغذية. ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) فان هناك 1.3 مليون طفل يمنى يعانون من سوء تغذية حاد جراء الحرب على اليمن المستمرة منذ مارس الماضي.
( موقع “يورونيوز” الاخباري الفرنسي – ترجمة : وائل حزام – سبأ)