تحرير مأرب
أحمد يحيى الديلمي
لم أندهش ولم أستغرب وصاحبي يتحدث معي بلهجة شبه هستيرية طابعها الانفعال والانبهار . ما إن شاهد مسيرة الجمعة الجماهيرية الحاشدة في شارع النصر جولة آية ، بداية الطريق من العاصمة إلى مأرب لفت انتباهه شعار ( الحملة الوطنية لتحرير مأرب ) لم يكتف الصحفي المصري المعروف ( ع.. ح ) بالحديث معي عبر الفيسبوك كعادته المشهد هز كيانه جعله يتخطى صفة البخل ويتحدث عبر الهاتف بدون مقدمات قال بنزق ( ما هذا يا أخي اربكتونا يأأهلنا في اليمن أكثر من شهر ونحن نعيش حالة رعب وقلق نشفق على صنعاء عاصمة العروبة ومحور ارتكاز الأمة وقبلة الحضارة الإنسانية.
البيانات والتصريحات النارية جعلتنا نتوقع لحظة السقوط لهذه المدينة العريقة التي نكن لها كل الحب فجأة أنقلب المشهد رأساً على عقب انطفأ لهيب التصريحات المبشرة بسقوط المدينة . غاب الرهان على الجبهة الشرقية ، توارت من شريط أخبار القنوات أخبار الانتصارات الساحقة ..
تطورت الأمور بعد ذلك ونحن نشاهد انتصارات وتحولات كبيرة لصالح الجيش واللجان الشعبية في كل الجبهات وأخيراً سمعنا عن حملة وطنية لتحرير مأرب ما الذي يحدث ؟
شكرت لصاحبي اهتمامه الكبير وتعاطفه مع اليمن بحسب الوعد بعثت له برسالة عبر (الوتس آب) جاء فيها :
عزيز ع . ح ..
ها نحن نقترب من العام وبلادنا اليمن تتعرض لعدوان همجي سافر تتصدره السعودية بمشاركة أربع المشرة عشر دولة .. إضافة إلى استقدام آلاف المرتزقة ومحترفي الحروب .. الضربات الجوية الهستيرية لم تتوقف لحظة استخدمت كل آلات الفناء والقت القنابل المحرم استخدامها دولياً .. قصف جوي عشوائي قتل الشيوخ والأطفال و النساء ، هدمت البنية التحتية وكل مقومات الحياة .. استهدف الهوية الوطنية من خلال ضرب المعالم الأثرية والتاريخية . بالمقابل أشترت كل وسائل الإعلام العربية والدولية وسعت إلى خنق أي صوت يكشف الحقيقة لجأت إلى كل أساليب التدليس والزيف .. وظفت فائض المال لشراء الضمائر وضمان صمت العالم أباحت المحظورات واستطاعت قلب المعايير معبرة عن إفلاس أخلاقي وقيمي مريع .
مقابل كل هذا التآمر والصلف هناك عامل هام غير قواعد اللعبة .. مشاعر الاستياء والكراهية لدولة بني سعود تحولت إلى حقد مركب وموجات ثار عارمة ألهبت الحماس ورفعت درجة الاستعداد للصمود والتحدي .. لم يتخلف أحد إلا قلة بسيطة من العملاء والمرتزقة وقف الشيخ المسن والطفل والشاب والمرأة كلهم على استعداد للتضحية بأغلى ما يملكون للدفاع عن حياض الوطن من بلغ عتياً من الآباء لا يتردد عن إرسال فلذات كبده إلى جبهات القتال ويمدهم بالسلاح والمال لا ينتظر من أحد جزاءً ولا شكوراً .
هذا التلاحم والصمود أصاب الأعداء في مقتل ووضع اليمنيين في صدارة المشهد يدافعون عن كرامة الأمة العربية ويفشلون مخططات الأعداء لذلك فشلت كل محاولات تركيع اليمنيين رغم الفرق الكبير في العدة والعتاد سقطت محاولات الأعداء في كل الجبهات لم تصمد أمام صلابة وعزيمة وقوة بأس رجال الرجال من أفراد الجيش واللجان الشعبية وكل الشرفاء من أبناء اليمن يطرون تاريخ مجيد للأمة ومن خلال الانتصارات المتتالية التي يحرزونها ستستمع قريباً إن شاء الله عن تحرير مأرب وطرد الغزاة والعملاء من كل المدن اليمنية مؤمنين بتلاحم الشعب ووعد الخالق سبحانه وتعالى بالنصر إن شاء الله .
مع صادق التحية
صنعاء صباح السبت 20/2/2016م