عروبة الخزي والعار
عبدالفتاح علي البنوس
منذ 11شهرا على بدء العدوان الأمريكي سعودي على اليمن ونحن نشاهد حالة مخزية ومذلة للدول والأنظمة العربية تجاه هذا العدوان، فأغلب هذه الدول مشاركة في العدوان والبعض مساند له ولو من بعد ووحدها سلطنة عمان رفضت المشاركة ووقفت ضد التدخل السافر في اليمن وأيدت الحل السلمي للأزمة اليمنية وهناك دول تتفرج على شعب يباد ووطن يدمر وأرض تحرق بالقصف الهمجي لطائرات وبوارج العدوان الأمريكي سعودي في الوقت الذي لا تمتلك الشعوب العربية الجرأة على الخروج في مسيرات غضب عارمة للتنديد بهذا الصلف وهذا الإجرام الذي لا سقف له .
ومن الطبيعي أن يكون هذا هو موقف عرب اليوم تجاه معاناة أصل العروبة وبلد الإيمان والتاريخ والحضارة ما دامت الأنظمة قد باعت نفسها للبيت الأبيض والخزينة السعودية ومادامت جامعة الدول العربية هي التي أيدت وباركت وساندت ودافعت عن هذا العدوان على لسان أمينها العام نبيل العربي, ذلكم المسخ العبري الصهيوني الهوى والهوية حيث ظهر هذا الأفاك منافحا عن خطيئة أسياده الأمريكان وآل سعود في واحدة من أقذع صور العمالة والارتزاق وفي مشهد يكشف حقارة هذا الكيان وسقوطه السافر في وحل العمالة والخيانة والارتهان للحبر السعودي ونجله المأزوم .
لم يعد للعروبة في هذا الكيان أي حضور على الإطلاق, فلم يعد هذا الكيان جامعا للعرب ولم تعد فيه تلكم النزعة العربية بعد أن أحكم السلوليون القبضة عليه وبعد أن تحول إلى أداة بأيديهم فكان استمرار الدعم السعودي لهذا الكيان هو ثمن التأييد المطلق للعدوان على اليمن وكأن هذه الأسرة الصهيوسعودية المسنودة من أمريكا تريد أن تقول لليمنيين سأشتري العالم بالمال من أجل القضاء عليكم فإما أن تركعوا لنا وتقدموا قرابين الولاء والطاعة وتتخلوا عن رجولتكم وكرامتكم وعزتكم وشموخكم وتاريخكم وحضارتكم ووحدتكم وإما أن تموتوا تحت قصف طائراتنا وبوارجنا وبأيدي مرتزقتنا، وهو موقف متغطرس يشبه إلى حد كبير موقف فرعون وتعاليه وغروره وغطرسته التي تحولت إلى نقمة عليه .
عروبة اليوم يمثلها نبيل العبري وسلمان وغره الأبله وعيال زايد بن سلطان وولد موزة وبن خليفة والمهجن محمود عباس والعميل عبدالله الثاني والزول البشير ومحمد السادس وصباح الأحمد والسيسي والصومالي وهؤلاء ومن على شاكلتهم لا يمتون للعروبة بصلة وكل أعمالهم تصب في خدمة أعداء العروبة, فلم يحصل أن قام أحدهم بدعم الشعب الفلسطيني بطلقة نار واحدة ولم نسمع عن عاصفة حزم أو شدة تجاه الكيان الصهيوني بل تسابقوا على تطبيع العلاقات مع هذا الكيان طاعة للبيت الأبيض ولكنهم تجاه اليمن تسابقوا على تأييد العدوان والمشاركة فيه طاعة للبيت الأبيض أيضا وطمعا في الريال السعودي .
فعن أي عروبة نتحدث اليوم??!! وعن أي قومية عربية نفاخر بها في ظل هذه الحثالة الجاثمة على صدور الشعوب العربية??! وعن أي جامعة عربية نتحدث وليس فيها عربي نبيل بل نبيل العبري وجل وقته خدام وأحذية الدواوين الملكية والقصور الأميرية الخليجية??!! عروبة اليوم مدعاة للسخرية والاحتقار وعنوان للذلة والمهانة والعبودية للبيت ا?بيض وأمراء النفط, فهل يا ترى سيكون خلاص هذه الأمة وبداية تغيير مسارها من اليمن بدحر العدوان وإعادة رسم خارطة المنطقة من جديد وسقوط مملكة الشر??!! من يدري كل شيء وارد ومشيئة الله هي الغالبة وهي من تحدد الكفة الراجحة في معادلة الانتصار للمظلوم من الظالم . وحتى الملتقى ……دمتم سالمين