شهيد الإنشاد والمنشدين
ياسر محمد المفتي
القحوم ، صاحب الصوت الجهوري القوي المعبر عن الشجاعة والبطولة ، صاحب الصوت المتميز الدافئ الممتلئ بحب الوطن.
فماذا أقول في رحيل هذه الهامة الوطنية وهذا العلم البارز في مجال الإنشاد والقصيدة والزامل الشعبي. فقد كان “رحمة الله ” منذ اللحظة الأولى للمسيرة القرآنية مجاهداً بالكلمة ، فكان يصدح ويترنم بصوته القوي وأدائه المتميز للقصيدة والزامل الشعبي الذي أضاف للإنشاد بصمة جديدة تضاف إلى رصيد الإنشاد اليمني . حيث أن القصيدة والزامل الشعبي جزء من التراث والموروث الثقافي اليمني الأصيل.
وفي ظل العدوان السافر والغاشم على بلادنا من قبل آل سعود وتحالفهم ” تحالف الشر والسوء ” فإن الشهيد المنشد لطف يحيى القحوم قد شكل هو ومن معه من الزملاء المنشدين أمثال المنشد المبدع ” عيسى الليث” وكذا المنشد المبدع ” عبدالعظيم عز الدين” وغيرهم من المنشدين ، شكل هؤلاء جبهة قوية في مواجهة العدوان .
فكانت القصائد والألحان التي يؤديها الشهيد القحوم كأنها صواريخ وقنابل تنهال في وجه العدوان ، كما كان لها الأثر الفاعل والايجابي لدى المجاهدين في ميادين القتال والشرف حيث تبعث فيهم روح الشجاعة والبطولة والإقدام .
لقد عاش الشهيد مجاهداً بصوته معبراً عن صمود وثبات الشعب اليمني ، فقد سمعناه في قصائده ” جينا على منهج القرآن – حيا بداعي الجهاد – أعظم تحية للشهيد – يا دهر يا تاريخ” والكثير الكثير من القصائد والألحان التي حازت مكانة كبيرة في قلوب الناس ، وأصبح الصغير والكبير يرددها.
لكنه ” رحمة الله تغشاه ” لم يكتف بجهاد الكلمة والصوت والإنشاد بل أراد أن يكون في مقدمة صفوف المجاهدين وأن ينال شرف الشهادة ، فجاد بروحه فداءً وتضحية ودفاعاً عن هذا الوطن وعن أبنائه ، ودفاعاً عن العزة والكرامة ، فكان جهاده في الميدان مطابقاً لأقواله وقصائده وأناشيده وإن رحيله اليوم ليمثل خسارة على الوطن في الجانب الإبداعي والثقافي والاجتماعي ولكن ما يواسي قلوبنا على فراقه ورحيله أنه نال شرف الشهادة، هذا المقام الرفيع والمكانة العالية والأجر والثواب العظيم من الله تبارك وتعالى.
“ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون”
فكما انك عند المولى عز وجل حي ترزق فإنك ستظل حياً في قلوبنا وسنظل نردد قصائدك وأناشيدك وألحانك ونقول كما قلت:
الوفاء ما تغير عهد الأحرار باقي
يا رعى الله نفس تعيش في العمر حرة
فهنينا لك الشهادة يا صوت الأحرار.