دفعتم للعالم .. فادفعوا للتاريخ .. !!
نبض
اليمنيون أعتى مما تظنون ، وبمقدورهم مجدداً جعل هذه الأرض مقبرة للغزاة .. هكذا يقول التاريخ ..!
ليس بوسعنا أن نتخلى عن ثوابتنا الوجودية لنختبر النخوة العربية ونبالغ في تصديق من جاء لإنقاذنا ، حصص النخوة انتهى توزيعها قديماً ونفذت ، قبل أن تصل هذه الجيوش كانت قد أخذت وقتها الكافي لتعمل بنظام الدفع المسبق ، وتقايضت الأثمان بدقة عالية ، هذه الحرب ليست مجانية ، إنها قادمة بدافع الضغينة ودحر إيران ، لا أسخف من أن يبحث الأغنياء عن إيران هنا .. على أرض اليمن !
نحن أمام غطرسة واستقواء ، وقطع الإمدادات اليومية وتعطيل أوتار الحياة الاعتيادية ، هذا لا يضمر لنا سوى القتل واستباحة الدولة والأرض والإنسان ، لم يسبق لأحد أن أخضع اليمنيين لفكرة السيطرة والقمع والتبعية المطلقة ، عصيون على الرضوخ والإذلال ، جيوش الغطرسة ستتلقى صفعات مدوية ، حتماً هذا ما سيحدث ،لا أدري ما الذي يجعلني مغموراً بثقة كبيرة كهذه ..! ما أعرفه جيداً أنني يمني ودمي الحميري يفوح ولم يجف بعد ..
الرفض المحتدم لأي وجود يبدو فطرياً ، كرهنا لتواجد أي طرف محلي بقوة السلاح وبلا كيان سياسي ليس كافياً لنراهن بوطنيتنا دفعة واحدة ونقدمها لرعونة المملكة وفجورها على أطباق من ذهب وفضة ، هكذا وبكل سذاجة ، سنقف بوجوههم ولن نبتهج بجندي أبله يتبختر على عربة عسكرية متطورة نشأت لتوها وهي الآن تخوض معركتها الأولى ، ما يحدث يبدو ثأرياً وأفعالاً انتقامية ، ليس هيناً أن نخوض مغامرة لسحق البلد من أجل استرداد شرعية مغتصبة ، هادي ليس أحد الأبطال الذين عثر عليهم الوطن ، ولا هو أسطورة تاريخية نادرة الحدوث ، إنه بؤرة للخسة والانحطاط :
من قتل الرئيس الحمدي وحاول أن يقتل كل الأشياء الجميلة فينا فكيف لك أن ترجو منه شهامة الجيرة والنصرة ، إنك لن تلمحها على سحنة أحدهم ، هم يعتقدون أن رعب الطائرات اليومي والإنفاق المعتوه سيمنحهم طوق النجاة ، وأن الكلفة الباهظة ستبتلع جذورنا الضاربة في أعماق آلاف السنين ، ولم يعد لدينا ما يمكن أن نتسلى به .
لا شيء أبشع من الحرب ومن كل هذا الحزن الذي نقوم بتوزيعه ليل نهار ،سوى أن نصبح جزءاً من مقتنيات المملكة ، وكأنه قد صار من الممكن شراء أي شيء حتى نحن ، شعور مهين ومخزٍ للغاية أن يتباهى بشرائك رجل أحمق غادر أحد البارات وفي يده عاهرة اعتاد أن يصطادها نهاية ليلة مخمورة .
دفعتم للعالم وللضمير ولكل من حاول أن يقف أمامكم ، فادفعوا للتاريخ ..! وإن استطعتم حينها سنسبح بحمد جيش الفتح والتحرير وسنثق أنكم قادمون في مهمة خيرية تنشد الإنسانية والسلام ..
a.alnageeb@yaho