وتريات.. مؤلمة
محمد المساح
الحاضر مسلخ والحضارة فرن ذري.
أشكال آدمية حيوانية من كل نوع تذبح وتمد نيئةً على موائد الزمن دم يراق كأنه ينبجس من جنائن الله.
هل هذا الإنسان موجود حقاً في الإنسان؟
لا ثأر بل عدالة: هكذا تكلم اسخيلوس.
الثأر أولاً: هكذا تتكلم نيويورك.
أحسنت, جيم موريسون في كلامك عن “الليل الأمريكي” إمرؤ القيس, المتنبئ, المصري قولوا: من يحسن الكلام على كوكبة التابع “الليل العربي”.؟
آه كم هي الأرض مرهقة حقاً من الصراع بين النون والياء والكاف ولدت تراجيديا العالم وفي غابة من طحالب اليورانيوم تنشئ أفراناً تقدم لنا الخبز الجرثومي.
هل أخطئ إن قلت للضرورة هاتي ثمارك؟ وللمصادفة أقطفيها؟
هل أخطئ إن قلت أن الطريق إلى الغد جرح مفتوح؟
وقلت لأنابيق تحاور المجهر أو تسيل في أنابيب سيميائية حيث للحب شكل البويضة وللشعر سرعة الضوء قلت: ما أوهن بيتاً تعيش فيه حكمة يمليها حبر نيويورك.
اكتمل كل شيء يقول الشاهد الذي يموت إنه عصر الإنسان الذي لا يكاد يولد حتى يشيخ.
ولا أرى، أينما اتجهت، إلا غلياناً غامضاً ولا أجد أية مظلة وكيف أحذر مما يأتي والحذر نفسه هو الرعب؟
“علي محمد سعيد ـ أدونيس”