¶ بريطانيا في حرب ضد اليمن على مدى عقود
¶ في الستينيات قتلت 200 ألف يمني بأسلحة كيماوية باستخدام غاز الفوسجين
الكاتب: ت.ج.كلوز
بريطانيا كانت تسحق اشتراكيي الجنوب في اليمن على مدى أكثر من عشرين عاماً، كما أنها قدمت الأسلحة والتدريب خلال” عملية الأرض المحروقة”, الحرب التي لا يعرف عنها سوى القليل التي شنت السكان والمدنيين في الشمال.
افصاحات حديثة وانتقادات
في عام 2015, كشفت النيويورك تايمز أن” خبراء حقوق الإنسان الذين يرقبون المفاوضات ” في الأمم المتحدة للقيام بالتحقيق في جرائم حرب سعودية في اليمن” يقولون: يبدو أن الولايات المتحدة, وبريطانيا وفرنسا قررت بدلا من دعم قرار توافقي” إطلاق العنان للنظام السعودي أن يوقف التحقيق.
في بداية 2016, تم التأكيد من قبل مستشاري وزارة الدفاع البريطانية ووزير الخارجية السعودي, عادل الجبير أن” الخبراء العسكريين البريطانيين موجودون في غرف السيطرة يساعدون التحالف بقيادة السعودية على شن غارات جوية في كل أنحاء اليمن, الأمر الذي أدى إلى قتل آلاف المدنيين (صحيفة الديلي تليجراف). عبر عدد كبير من معلقي اليسار في الإعلام وحتى أعضاء في البرلمان عن قلقهم حول انتهاكات القانون الدولي الإنساني.
على سبيل المثال, اوين جوين في الجارديان كتب: “كما طرح المسألة , انجوس روبيرتسون, ممثل الحزب الوطني الاسكتلندي, في وجه رئيس الوزراء ديفيد كامرون, بريطانيا مشاركة بشكل فعال في حرب [على اليمن]”، ومع ذلك عدد قليل من البريطانيين فقط يعرفون شيئا عن هذا”. وعدد أقل يعرفون ما حدث في التاريخ الحديث.
سجل حافل من “عنف يبث الرعب”
عدن سابقا , الآن اليمن , كانت “مستعمرة” بريطانية. بعد الحرب العالمية الثانية, تم إخضاعها, بسلاح الدمار الشامل حينها, الطائرة القاذفة. في عام 1947, قاد ابن امير الضالع, حيدان, انتفاضة تم سحقها بسلاح القوات الجوية الملكية.
بروس هوفمان من مؤسسة راند (RAND) للبحوث والتنمية, [منظمة أمريكية غير ربحية مستقلة] يكتب ما يلي” بنفس السرعة التي تم بها القضاء على التهديد الذي مثله حيدان اندلع الاضطراب من قبل قبيلة أخرى, في قرية الحسيني المجاورة. يشرح هوفمان “عقاب “القصف الجوي”العقاب”:” أربع طائرات حربية من نوع مسكويتوز وثلاث من نوع تيمبيستس من السرية رقم 8 تم توجيه الأمر لها بتدمير القرية. قال تقرير- بعد الضربة- إن “القذائف ومدافع الضربة الجوية كانت أكثر تأثيراً وبثاً للرعب, ومما لا شك فيه أن الهجوم خلق انطباعاً لن ينسى بسهولة”.
من عام 1962, إدارت بريطانيا حرب مرتزقة سرية في اليمن, هلك فيها ما يقارب 200,000شخص خلال فترة امتدت ثمان سنوات, كثير منهم قتل بالأسلحة الكيماوية, مثل غاز الفوسجين, الذي يتم إنتاجه في معامل بورتون داون الممول من دافعي الضرائب (مركز الحرب البيوكيميائية البريطانية).
تم إدارة العمليات من قبل/ديك وايت/ رئيس وكالة الاستخبارات البريطانية (MI6) , ونائب رئيس (MI6) /جورج يونج/الذي تحول إلى عامل مصرفي بواسطة /نيل مكلاين/ عميل الموساد المتحالف مع بريطانيا.
المفوض السامي سير /كينيدي تريفاسكيس/ أشار على قوات المرتزقة البريطانية أن “ينشروا الخوف من الموت في أوساط القرويين اليمنيين ” بمزيد من الغارات الجوية”. وكتب رئيس الوزراء البريطاني/هارولد ماكميلان/ ” لن يكون مناسبا لنا بشكل كبير جدا إذا تم احتلال اليمنيين من خلال شئونهم الداخلية خلال السنوات القليلة القادمة”.
سحق اشتراكيي الجنوب
في عام 1990, تم إعادة الوحدة بين الشمال والجنوب. وأصبح اليمنيون الجنوبيون مهمشين بشكل كبير من قبل الحكومة المركزية, وفقد كثير منهم وظائفهم ومعاشاتهم التقاعدية.
الحراك الجنوبي الانفصالي هو إطار فضفاض يضم مجموعة من الاتجاهات والمصالح, منها الحزب الاشتراكي اليمني. ويستخدم شبكات الفئات الكادحة لحشد الدعم للحركة. منذ عام 2007, تواصل منظمة هيومن رايتس ووتش تقاريرها أن ” اليمنيين الجنوبيين نفذوا عدداً من الاعتصامات, والمسيرات والمظاهرات للاحتجاج على ما يقولون إنه ظلم ضدهم من قبل الحكومة المركزية ذات الهيمنة الشمالية, بما في ذلك فصلهم من الأجهزة المدنية والأمنية.
في تقاريرها السنوية عامي 2006-2007, وزارة الدفاع البريطانية نشرت خريطة للانتشارات القائمة حينها, ويشمل ذلك هذا الإفصاح: “اليمن: دعم التدريب لقوات وزير الداخلية.” وتم نشر خريطة في 2009-2010, يؤكد تقرير أن التدريب مستمر. تم استخدام ذاك التدريب بشكل مدمر في فترة الربيع العربي.
الحرب الصامتة في الشمال
في عام 2006, صدرت بريطانيا أسلحة إلى اليمن بمبلغ 7,5 مليون جنيه إسترليني, تم استخدمها بشكل مهلك. وتضمنت الأسلحة وفقاً لتقرير صادرات الأسلحة السنوي: أسلحة رؤية ليلية ونهارية, سيارات مصفحة بشكل كلي, قطع غيار لطائرات الهيلوكبتر المقاتلة, قطع غيار للطائرات الحربية وقطع غيار لطيران الاستطلاع الحربي.”
منذ عام 2009, تسعى منظمات المساعدة الإنسانية للوصول إلى محافظة صعدة الشمالية.كلما اشتدت العمليات العسكرية, تفرض السلطات اليمنية قيودا صارمة على وصول المعونات الإنسانية إلى عشرات الآلاف من الناس المحتاجين. وعلى مدى سنوات ازدادت الحرب شدة.” بعد الجولة الخامسة من القتال الذي اندلع في مايو 2008, منعت الحكومة نقل كل البضائع التجارية, بما في ذلك الأغذية الأساسية والوقود, وهو عمل يبدو أنه يمثل عقاباً جماعياً, هكذا تكتب منظمة هيومن رايتس ووتش.
بعد أغسطس 2009م, بداية الجولة السادسة من الحرب, القصف من كلا الجانبين, مع قصف الحكومة الجوي أدى إلى موت المئات من المدنيين وتدمير قرى بأكملها. وفي فبراير 2010, كانت وكالات الإغاثة تكافح من أجل تقديم المساعدة حتى إلى جزء من النازحين الذين وصل عددهم إلى 265000 شخص, معظمهم كانوا من الأطفال والنساء.
في لقاء رفيع المستوى حول اليمن عقد في لندن في يناير 2010م, أشار وزير الخارجية البريطاني حينها/ ديفيد مليباد/ أن بريطانيا ملتزمة بعدم التدخل في شئون اليمن الداخلية بعد 5 سنوات من الحرب دمرت مئات ألاف من المواطنين.
الإعلام البريطاني نجح في إبقاء الدور البريطاني في اليمن مخفياً عن الجمهور. وعندما بدأت العربية السعودية قصف اليمن في حربها الأخيرة, أصبح الوقت ملائما لانتقاد السعوديين واختلاس بعض الانتقادات الضيقة لمساهمة بريطانيا في جرائم حربهم. مع ذلك, هذا النوع من التغطية الإخبارية فقط يجعل الصورة التاريخية الأكبر –حديثة العهد, أكثر ضبابية.
9 فبراير2016م (موقع آكسس أوف لوجيك الفنزويلي *, ترجمة: عبد السلام القراري-سبأ)
* موقع دولي مستقل, محرروه في عدد من الدول.