بطل ماراثون بغداد الدولي الأول القوباني في أول حوار صحفي لـ(الثورة الرياضي):

فرحتي برفع علم اليمن لا توصف وأثبتنا للعالم وجودنا رغم حرب الإبادة

بدايتي مع كرة القدم  وعباد دفعني لممارسة ألعاب القوى ..وسلام معبر نموذجي

شاركت حافي القدمين وقدماي لفتت انتباه القنوات والصينيين طاردوني
حاوره/عادل الطشي

عبدالله احمد القوباني ..ابن قرية العليب بمدينة معبر بمديرية جهران بذمار ..ذو الخمسة عشر ربيعا ..بزغ نجمه في مضامير أم الألعاب وسار فيها بخطى ثابتة وموزونة ليصنع لنفسه مكانة خاصة في قائمة نجوم وأبطال ألعاب القوى اليمنية من خلال تتويجه بالعديد من الألقاب والميداليات المختلفة في بطولات الجمهورية والتي كانت بمثابة جواز المرور للانضمام الرسمي إلى المنتخب الوطني لناشئي أم الألعاب.
يمتلك موهبة فطرية فريدة جذبت أنظار الجهاز التدريبي لمنتخب ناشئي القوى ليدخل رسميا في دوائر الاهتمام وصنع أبطال المستقبل.
لاعب صغير في السن .. خجول جدا..ويشهد له الجميع بحسن الخلق والانضباط الدقيق في كل شيء ..حتى صار محل ثقة وإعجاب كل من يعرفه.
كان له شرف تمثيل بلادنا في بطولة العالم للرجال لألعاب القوى بالصين وكعادته كان نجم البطولة ومحط أنظار ومتابعة وسائل الإعلام العالمية ..كما كان له الفضل بعد الله تعالى في رسم الفرحة على شفاة الشارع اليمني بفوزه بذهبية ولقب بطل ماراثون بغداد الدولي الأول لفئة الناشئين الذي أقيم مؤخراً.
(الثورة الرياضي) وحرصا منه على الاحتفاء بكل نجوم وأبطال اليمن في مختلف الألعاب والرياضات استضاف البطل الصغير عبدالله القوباني في أول حوار صحفي في حياته ..حيث فتشنا في الكثير من أوراقه والتي نقدمها لكم في السطور التالية:

البداية مع كرة القدم
* حدثنا عن بداياتك الرياضية؟
– بدايتي الرياضية كانت في العام 2013م في لعبة كرة القدم التي مارستها في مدرستي وحارتي بقرية العليب وكنت أتميز فيها بالسرعة متفوقاً بها على أقراني عندما كنا نلعب كرة القدم.

حضرت مرافقا ..فأصبحت بطلا
* وكيف تحولت إلى ممارسة ألعاب القوى؟
– في العام 2013م سمعت أن هناك اختبارا لاختيار اللاعبين الواعدين من قبل المدرب القدير فؤاد عباد فحضرت الاختبار مرافقا لأحد أصدقائي الذين تم استدعاؤهم لدخول الاختبار وشاركت في السباق وحصلت فيه على المركز الأول ما جعل الكابتن فؤاد يهتم بي ويسجلني رسميا ضمن فريق نادي سلام معبر  ولعل ما زاد من حبي لألعاب القوى كثرة الأخبار التي سمعتها عن اللعبة وتألق لاعبيها وبروز الكثير منهم على مستوى الوطن فتوكلت على الله وتركت كرة القدم تماما وانخرطت في التدريبات على يد المدرب القدير فؤاد عباد الذي صقل موهبتي وكان أيضا بتعامله مع الجميع مثل الأب الحنون سببا آخر في حبي للعبة وعشقي لها.

ثلاث مشاركات وأربع ميداليات
* وماذا عن مشاركاتك الداخلية؟
– شاركت مع فريقي سلام معبر رسميا في ثلاث بطولات للجمهورية لفئة الناشئين، الأولى في العام 2014م وكانت بطولة المضمار في العاصمة صنعاء في سباق 3000م  وحصلت فيها على المركز الثالث وبعدها في بطولة الجمهورية للناشئين بصنعاء سباق 3000م وحصلت فيها على المركز الثاني وبعدها في بطولة الجمهورية للناشئين في ذمار التي شاركت فيها في سباقين، الأول سباق 3000م وحصلت فيه على المركز الأول والميدالية الذهبية والثاني سباق 5000م والذي توجت فيه أيضاً بالمركز الأول والميدالية الذهبية بتوفيق من الله سبحانه وتعالى.

الانضمام للمنتخب
* هل يعني ذلك أن هذه البطولة كانت بوابة العبور إلى المنتخب الوطني؟
– نعم فعقب البطولة مباشرة تم اختياري للانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني للناشئين والذي كان بمثابة منعطف هام في حياتي الرياضية حيث كنت حريصا على التواجد اليومي في الحصص التدريبية التي حددها الجهاز الفني للمنتخب وكنت حينها أقطع مسافة 30 كم يوميا للانتقال من قريتي إلى مضمار استاد ذمار الدولي لحضور التمارين، والحمدلله التزامي بالتدريبات ومواعيد الحضور في وقتها أدى إلى أن اسمع العديد من كلمات الإطراء والتشجيع من قبل المدربين والاتحاد العام للعبة التي أسمعتني العديد من الوعود باعتمادي رسميا ضمن صفوف منتخب الناشئين وترشيحي للعديد من المشاركات الخارجية مما رفع من معنوياتي كثيرا وجعلني أثابر واجتهد بشكل اكبر لكي أكون عند حسن ظن الجميع والحمد لله تطور مستواي كثيرا لأكون ضمن قوام منتخب لناشئين رسميا.

مشاركات خارجية
* وماذا عن مشاركاتك الخارجية؟
– كانت أول سفرياتي إلى معسكر الجزائر والذي شاركت فيه في أول سباق خارجي لي على هامش المعسكر وكان سباق ضاحية وحصلت فيه على المركز 13 من بين 120 مشاركاً، بعدها شاركت في الصين في بطولة العالم للشباب في سباق 8 كم وتعتبر البداية الحقيقية والرسمية لي، وعقب ذلك شاركت في بطولة آسيا للناشئين في قطر في سباق 3000م وحصلت فيه على المركز الخامس من بين 12 مشاركاً، كما شاركت في بطولات متعددة أثناء تواجدنا بمعسكر قطر وفيها حصلت على المركز الثاني في سباق 3000م حرة بالمضمار والمركز الثاني أيضا في سباق 3000م داخل الصالات والمركز الخامس في سباق 8 كم للناشئين، وعقب ذلك شاركت في بطولة العالم للرجال في الصين كممثل وحيد لليمن وكانت المشاركة هامة جداً خاصة أنها جاءت وبلادنا تعيش ظروف الحرب الصعبة وعدم قدرة أي لاعب من فئة الكبار على السفر والتوجه إلى الصين فتم ترشيحي للمشاركة فيها حيث دخلت السباق حافي القدمين نظرا لعدم امتلاكي حذاء ريش النعام المخصص للبطولات الكبرى والذي يساعد اللاعب على التألق والبروز نظرا لخفة وزنه وخامته العالية.

إحساس رائع
* كيف كانت الانطباعات عن مشاركتك في هذه البطولة؟
– بعد مشاركتي حافي القدمين وجدت اهتماماً كبيراً وملاحقة قوية من وسائل الإعلام الصينية حيث طاردتني إحدى القنوات الصينية إلى المدرجات وقامت بإحضار مترجم خاص لسؤالي عن سبب مشاركتي حافيا بدون حذاء ..وصرحت حينها لكل وسائل الإعلام أن قدمي عندما تلامس الأرض أشعر بإحساس رائع ..وتصدرت هذه المقولة العديد من العناوين الخاصة بالبطولة التي حرصت فيها على عدم قول الحقيقة بعدم صرف حذاء الجري الخاص بالمضمار وعدم امتلاكي له والمسمى ريش النعام.

الطريق إلى ماراثون بغداد الدولي
* وماذا عن ماراثون بغداد الدولي؟
– بعد عودتنا إلى قطر تم اختياري وزميلي يحيى الفقيه للمشاركة في ماراثون بغداد الدولي الأول كوننا لاعبي مسافات طويلة ودخلنا في مرحلة إعداد خاصة لهذه البطولة على يد المدرب السوداني الكابتن خميس – بطل العالم سابقا في سباق 3000م موانع – والذي يعمل مدربا للمنتخب القطري وقد استفدنا منه كثيرا من خلال برنامجه التدريبي المميز، ولكي نقول الحقائق فقد وجدنا كل شيء في بغداد مميزا ورائعا للغاية من حيث الإعداد والتنظيم للبطولة إداريا وفنيا ورياضيا ووجدنا بغداد تعيش حياة طبيعية وآمنة جدا وهذا ما طلب منا الأخوة في العراق نقله إلى كل العالم خاصة وان شعار البطولة كان يحمل اسم (ماراثون بغداد الدولي الأول – المحبة والسلام) وتعد هذه البطولة في نسختها الأولى التي يسعى الاتحاد العراقي لتأسيسها رسميا ناجحة بكل المقاييس وأقيمت فيها سباقات الماراثون للفئات العمرية الثلاث: ناشئون لمسافة 4 كم  والتي وفقني الله فيها وحصلت على المركز الأول والميدالية الذهبية، وسباق الشباب لمسافة 8 كم والذي توج بذهبيته والمركز الأول فيه زميلي النجم يحيى الفقيه، وسباق الكبار لمسافة 12 كم الذي كنت أتمنى المشاركة فيه وأنا جاهز له تماما إلا أن اللجنة المنظمة منعتني من الاشتراك فيه نظرا لصغر سني واعتمادي ضمن فئة الناشئين بحسب تاريخ الميلاد.

لحظات مميزة لا تنسى
* مواقف لن تنساها؟
– لعل ابرز لحظات حياتي في هذه البطولة تتمثل في موقفين: الأول عند تأخري في انطلاق السباق بسبب تأخري في خلع الملابس مما جعلني آخر اللاعبين انطلاقا ولكني بفضل من الله تعالى لحقت بالمتسابقين وتجاوزتهم وظفرت بالمركز الأول، أما الموقف الثاني فهو عند سماعي اسم بطل ماراثون بغداد الدولي الأول لفئة الناشئين حين تم إعلان اللاعب عبدالله احمد القوباني من اليمن بطلاً للسباق وتكريمي من قبل وزير الرياضة العراقي، ولا أستطيع وصف الفرحة والفخر والاعتزاز التي تملكتني عند سماع اسم اليمن على الرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا والتي أثبتنا فيها للعالم أننا موجودون وأبطال اليمن مستعدون للمنافسة وإحراز الانجازات التي تسعد الملايين من أبناء الشعب وتبعث لهم الأمل والحياة من جديد بحلاوتها على الرغم من حرب الإبادة التي تتعرض لها بلادنا.

شكراً لهؤلاء
* كلمة أخيرة؟
– أتوجه بالشكر الجزيل لصحيفة الثورة وملحقها الرياضي والتي تحرص دائما على التألق والاهتمام بكل نجوم اليمن وأبطاله، كما أتوجه بالشكر الجزيل للمدرب القدير الكابتن فؤاد عباد الذي اعجز عن التعبير بما يجيش في صدري تجاهه ولأفضاله الكثيرة علي بعد الله سبحانه وتعالى ..كما أتوجه بالشكر والعرفان للإخوة في إدارة نادي سلام معبر الذين نعتبرهم بمثابة الآباء المهتمين بكل اللاعبين فبدونهم لا يمكن أن نسير في درب البطولات والانجازات من خلال رعايتهم الدائمة لنا ومتابعتنا وتوفير كل ما نحتاجه، ولعل إقامة حفل استقبالي وما لقيته من تكريم مادي ومعنوي دليل واضح على تميز هذه الإدارة بقيادة الأب الروحي عبدالاله القوباني وكل أعضاء الإدارة الذين قاموا بخطوة كان يفترض أن تقوم بها وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية والاتحاد العام لألعاب القوى ومحافظة ذمار ومكتب الشباب والرياضة بالمحافظة بتكريمي أنا وزميلي يحيى الفقيه للانجاز الذي حققناه في بطولة بغداد الدولية وتقديرا للفرحة التي رسمناها على شفاة جماهير شعبنا العظيم، ولا ننسى الشكر والتقدير للاتحاد العام لألعاب القوى لاهتمامه ورعايته لكل اللاعبين.

قد يعجبك ايضا