السعودية وأشباح العدوان !
عدنان العماد
حين يزج المرء بنفسه بحماقته في أتون النيران ،فعليه أن يتحمل العيش في الجحيم ، بل والاحتراق فيه، وهذا ما فعله نظام آل سعود حين زين له غروره وكبره الاعتداء على اليمن ،فكيف حين يدعم هذا الغرور والكبر التوأم الآخر للكبر والغرور والصلف العالمي المتمثل بأمريكا التي اتسمت سياستها الإمبريالية ومنذ نشوئها بالبراغماتية الانتهازية والعداء للعرب والمسلمين ،بل وحتى المسيحيين أنفسهم كما في أمريكا اللاتينية والمعسكر الشرقي الذي كان منضويا تحت مظلة الاشتراكية التي كانت سياستها- بغض النظر عن التقييم- مبنية على نصرة المظلومين ودعم طبقة الكادحين والفقراء .
إن العواقب المتوخاة من هذا العدوان المشين والمخزي والمذل لم تحسبها السعودية بتأنٍ، مدفوعة بغرورها وكبرها ومستندة إلى الحض والتحريض الأمريكي الذي لا يهمه سوى تحقيق مصالحه المتمثلة في القضاء على عدو محتمل للغرب المسيحي بما فيها إسرائيل والسعودية الحارسان الأمينان وخدام الرفاه والأمن الوقائي لثغوره تارة أخرى .
إن العداء الغربي للعرب والمسلمين ما يزال يعيش هاجس الحروب الصليبية والفتوحات الإسلامية التي خاضتها قوى غير معصومة تمسك بتلابيب السلطة تتنازعها – بحكم عدم أهلية غالبيتها لتمثيل السلوك الإسلامي الخالص – المصالح والأهواء وبالتالي عدم جدارة وسم كل ما يصدر عنها بالسمة الإسلامية أو موافقة حقيقة الدين وروحه وهذه الفتوحات ما تزال محل نظر لدى بعض النقاد .
إن نظام آل سعود بعدوانه على اليمن أصبح عرضة لأن تتخطف روحه أشباح المقهورين منه ،فمن شبح القصاص اليمني والذي بدأ واضحاً باستعادة بعض أجزاء من الأرض اليمنية المحتلة داخل الخارطة الرسمية السعودية ،إلى شبح انتفاضة شعبية عارمة تجرف النظام وكل من يمثله أو ينظّر له بما في ذلك الوهابية التي امتص منها جل قبحه قاصداً إضفاء الطابع الديني على جرائمه التي يندى لها جبين الإنسانية والتي تأخذ الطابع المتوحش للبراغماتية الغربية ، وبقدر شدة الضغط يكون الانفجار مدوياً تغذيه الجرائم اليومية المنتهكة في اليمن وفي مناطق عدة في السعودية ناهيك عن زيادة هذه الجرائم أفقياً أو رأسياً ما يرشح الوضع للتفاقم .
أما الشبح الثالث فيتمثل في المحاكمات الدولية المحتملة والتي تتأكد باستمرارها في عدوانها ولتصبح يقينية بارتكاب حماقات أكبر وأكثر شمولاً أو أشد عنفاً بحيث توصل هذا النظام والأمر كذلك إلى منصة الإعدام مهما وقف معه الواقفون ،إذ تصبح الجرائم ومعاقبة المجرم حقاً للضمير الإنساني أجمع ، حيث يمكن لنظام ما أن يتغاضى أو يتسامح ولكن حين يصبح معاقبة الجاني حقاً للإنسانية فيستحيل التملص منه لأن الرعاية الإلهية حينئذ هي التي تسدده.
فهل تحتمل السعودية شبحاً رابعاً بفتح جبهة هنا أو هناك ناهيك عن أشباح أخرى نجحت (مملكة الكراهية ) في تفريخهم طوال تاريخها الدموي وشذوذها الديني والإنساني …وللحديث شجون لا ينتهي !