مارب.. عظام ديناصورات أم جمل؟
الثورة/ عبدالباسط محمد
نشرت العديد من وسائل الإعلام المحلية أخباراً تتعلق باكتشاف عظام ضخمة في وادي عبيدة محافظة مارب الأسبوع الماضي ، وتداولت معها صورة لعظام كبيرة، مع ترجيحات أنها قد تكون بقايا عظام ديناصورات، الأمر الذي قد يجعلنا أمام اكتشاف كبير .. فما هي حقيقة هذا الموضوع وهذه العظام وهل تم نزول المختصين إلى الموقع لمعاينة تلك العظام وفحصها .
رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف مهند السياني أوضح أنه تم تكليف فرع هيئة الآثار في المحافظة للنزول الميداني إلى الموقع ولكن لم يتم ذلك حتى الآن بسبب وقوع ذلك الموقع في منطقة عسكرية تتبع قوات مايسمى بتحالف الرياض .
وقال في تصريح لـ( الثورة) إن “تلك العظام عثر عليها أثناء ما قامت تلك القوات بعمل معسكر لهم في تلك المنطقة وأثناء العمل والحفر ظهرت تلك العظام، وبالرغم من تشكيل الهيئة لفريق آثاري متخصص من فرعها بمارب للمعاينة والفحص إلا أن ذلك الفريق منع من الوصول إلى الموقع نظراً لمخاوف أمنية أبدتها قيادات ذلك المعسكر ولازالت الاتصالات والتواصلات معهم من قبل فرع الهيئة بمارب لإقناعهم بالسماح للفريق بالدخول إلى الموقع” .
ولفت السياني إلى أن “المعلومات الأولية غير مؤكدة تشير إلى أن تلك العظام هي عظام جمل حيث تم إرسال الصورة التي جاءت من الموقع إلى أحد الخبراء الاثارين في إيطاليا وبدوره أكد أنها عظام جمل وأرسل بدوره صوراً مشابهة للصورة التي تم أرسلتها له الهيئة” .
لكن رئيس هيئة الآثار والمتاحف مهند السياني، أكد إلى أن “الزيارة الميدانية والبحث المعملي أمر لابد منه للتأكد والوصول إلى نتائج دقيقة لماهية هذه العظام الضخمة” .
وحول بقاء الموقع سليماً حتى يتم السماح للفريق الأثري بزيارة الموقع ، قال السياني : “هذا الشيء لا نعلمه ولا يمكننا أن نضمن بقاء الموقع على ما هو عليه من دون عبث ونبش ، وهو ما يجعلنا نوجه دعوة ونداء عبر صحيفتكم لتلك القيادات الموجودة في ذلك المعسكر لحماية ذلك الموقع والحفاظ عليه حتى يتم السماح لفريق الآثار بإجراء دراساته ومعاينته” .
من جهته قال مدير عام الآثار والمتاحف في مارب مبخوت مهتم إن “المكتب شكل فريقا آثارياً متخصصاً للنزول الميداني إلى وادي عبيدة لدراسة وتقييم الموقع الذي عثر فيه بعض الأهالي على بقايا ديناصورات” .
وأضاف في تصريح صحافي إذا ما سمح للفريق بزيارة الموقع فحتماً سيرفع نتائج دراسته الميدانية خلال الأيام القادمة وسيتم بموجبها تحديد الفترة التي يعود إليها ذلك الموقع وأهميته التاريخية والحضارية ، مشيرا إلى أن الصور الأولية التي ترافقت مع البلاغ و وصل إلى مكتب الآثار جديرة بالاهتمام والوقوف امامها بالدراسة والتحليل ولا ينبغي ترك الموضوع معلقا دون الوصول إلى النتائج القطعية .
داعياً الجهات المسؤولة في وادي عبيدة إلى “التعاون مع فريق الآثار والسماح له بزيارة الموقع ، فالعمل الآثاري بعيداً عن أية صراعات وحسابات سياسية “.
لكن مدير هيئة الآثار في مارب مبخوت مهتم أوضح أن مكتب الآثار ومع اهتمامه بهذا الحدث لازال يعتبر هذا الموضوع مجرد بلاغ حتى يتم التأكد منه والوقوف على خلفياته التاريخية والجيولوجية وهذه مهمة الفريق الآثاري المتخصص وبموجب تقريره النهائي سيتم الإعلان لوسائل الإعلام واتخاذ كافة التدابير لحماية الموقع والحفاظ عليه” .
ولفت إلى أن “الدراسات التاريخية التي أجريت على العديد من مناطق الربع الخالي أشارت بعضها إلى وجود نشاط إنساني في تلك المناطق يعود إلى ما قبل التاريخ بألاف السنين وبالتالي لازالت تلك المناطق والمناطق القريبة منها مليئة بالكثير من الأسرار والخفايا التاريخية”.