عيد الحب

عبدالمجيد التركي

بعد أيام سيطلُّ عيد الحب.. الكثير من مشائخنا الكرام سيتصدى بفتاواه لتكفير كلِّ من يتحدث عن عيد الحب، أو يحتفل به.. وهذا شيء طبيعي لأنهم ممتلئون بالكراهية.. يقولون ذلك بحجة أنه عيدٌ مسيحي.. فلماذا لا يبتدعون لنا عيداً إسلامياً يكون للحب فقط.. أم أن الصَّرامة والتشنُّج هو السِّمة السائدة في الخطاب الديني!!
هل تحدَّث هؤلاء المشائخ الأجلَّاء يوماً عن الحب؟؟
حتى خُطب الجمعة التي يفترض بهم أن يعتلوا منبرها ليحدثونا عن الحبّ وعن معاملة الزوجة معاملة طيَّبة، تراهم يتحدثون عن بيت الطاعة وعن ضرب الزوجة، وعدم الاستماع لمشورتها، ففي رأيهم أنه “ما أفلح قومٌ ولَّوا أمورهم امرأة”.. و”ما يستمع المـرَة إلاَّ من كان مرَة مثلها”.. يا لهذا التفكير العقيم والحقير.
ليس بالضرورة أن يكون عيد الحب- بين صديق وصديقة-كما يفهمه البعض ويحصره في هذا النطاق.. لماذا لا يتحدث الخطباء عن أهمية الحب بين الرجل وزوجته لتستمر الحياة بدلاً من التعامل معها على أنها ناقصة عقل ودين؟
لماذا لا يتحدثون عن فنَّ التعامل بين الرجل وزوجته، ويحاولون إيقاظ الغافلين الذين يتعاملون مع زوجاتهم معاملة رسمية جداً، فالسواد الأعظم من الناس ليس بينهم وبين زوجاتهم أيُّ كلام دافئ سوى أحاديث على هذا النحو: “دبّة الغاز خلَّصت.. المصروف كمَّل.. أمَّك بتدحس.. أمَّك صيَّحت علينا أنا والعيال.. بيت الجيران ابنهم تزوج، فلان تزوَّج على زوجته، فلان اشترى سيارة جديدة”..
أليس الناس بحاجة إلى من يعلِّمهم كيف يتعاملون مع زوجاتهم بدلاً من هذا الكلام الجافّ الذي لا يعرفون سواه وبالذات في بلادنا.. إلى حد أن البعض يجد صعوبة في مناداة زوجته باسمها، فهو يقول لها يا مرَة، يا حجَّة.. والمنفتح منهم يقول لها يا بنت عمي.

Magid711761445@gmail.com

قد يعجبك ايضا