شهد توقف أكثر من 373 مشروعاً و131 شركة هندسية و6,550 عاملاً في مختلف محافظات الجمهورية :
الثورة / أحمد السعيدي
أكثر من 300 يوم مضت على بدء عدوان التحالف السعودي-الأمريكي الذي حقق كثيراً من المكاسب الدنيئة التي تدل على حقده الأعمى على الوطن والمواطن ولعل أهمها تدمير البنية التحتية للبلاد من خلال استهداف المنشآت الهندسية والخدمية والتعليمية والصحية وغيرها من المرافق والمنشآت الحكومية , ويعد استهداف المباني والمنشآت الحكومية والخاصة التي لازالت قيد الإنشاء وأيضا التي شارفت على الانتهاء في خطط ممنهجة لتدمير القواعد الهندسية والتسبب في شلل تام لقطاع الإنشاءات فهذه الحرب العدوانية ألقت بظلالها على اكثر من 373 مشروعاً تنموياً يخدم المواطن وتوقف أكثر من 6,550 مهندساً وعاملاً هندسياً وتعطيل 131 شركة هندسية.
« الثورة « سلطت الضوء على أوضاع هذا القطاع ونقلت هموم العاملين فيه وأثر ذلك على الوطن ككل وخرجت بالحصيلة التالية :
عبر وزارة الأشغال العامة والطرق التقينا المهندس / أحمد علي مهدي الذي حدثنا عن أرقام حصرتها الوزارة لعدد كبير من المشاريع المتعثرة والمهندسين العاطلين ورسالة وجهها للعدوان السعودي الحاقد حيث قال :
« في البداية دعوني أتحدث عن هذا العدوان الغاشم الذي تقوده مملكة آل سعود بأنه لم يتعمد تدمير اليمن بطائراته وبوارجه وعملائه فحسب , بل سعى جاهداً إلى قتل كل مظاهر الحياة وتركز عدوانه في الفترة الأخيرة على تدمير البنية التحتية واستخدام أساليب قذرة من حصار خانق ودعم للمرتزقة لإيجاد شلل تام وتوقف مطلق لكل القطاعات الحيوية والمنتجة وكل ذلك لمنع اليمنيين من النهوض من جديد وممارسة حياة طبيعية ويعد القطاع والعاملين فيه هم الأكثر تضرراً لتوقف أعمالهم نهائياً والتي تزيد من خسارة الشركات الهندسية وزيادة نسبة البطالة واستمرار معاناة المواطن نتيجة تعثر المشاريع الخدمية جراء الحصار الجائر «
توقف 373 مشروعاً صيوياً
وأضاف المهندس مهدي :» عبر وزارة الأشغال ومنذ بداية العدوان استطعنا حصر توقف أكثر من 373 مشروعاً حيوياً وخدمياً بين طرق وجسور وأنفاق وإعادة أعمار ومرافق حكومية وغيرها مما أدى إلى توقف تام لما يقارب 131 شركة هندسية بينها شركات أجنبية وبعض تلك الشركات اعلنت الإفلاس وأخرى باعت معداتها واما عن المهندسين والكادر العامل في هذه الشركات الذين فقدوا أعمالهم أكثر من 6550 عاملاً بمعدل 50 في الشركة الواحدة معظمهم من المهندسين وهذا الرقم المخيف ليس إلا صورة من صور جرائم العدوان في حق ابناء هذا الوطن الغالي ولكن رسالتنا جميعاً للعدوان بأننا صامدون والصبح قريب «
شركات متضررة
تسبب عدوان تحالف الشر وحصاره المقيت منذ 9 أشهر إلى توقف تام للشركات الهندسية عن العمل واستكمال المشاريع المرسومة مما أدى إلى خسائر كبيرة لتلك الشركات ومعاناة أكبر لأصحابها وحتى الشركات الهندسية الغربية كان لها توقف اضطراري أيضاً بسبب العدوان فقد أعلنت المنظمة النرويجية للهندسة توقفها عن العمل ومغادرتها اليمن بكامل طاقمها بعد أن كانت بدأت بتنفيذ مشروع إعادة إعمار محافظتي أبين وصعدة واستعانت بمجموعة كبيرة من المهندسين الشباب والذين تخرجوا حديثاً من الجامعات الحكومية والخاصة وقد وصل المشروع إلى استكمال المرحلة الأولى منه وهي المسح لأضرار الدمار للمدينتين .
وعلى صعيد آخر غادرت الشركة الصينية المتخصصة في الطرق والجسور الأنفاق أرض البلاد وعلقت جميع مشاريعها إلى أجل غير مسمى وتعد الشركة الصينية هي الشركة الرائدة في اليمن التي نفذت كثيراً من مشاريع الجسور والانفاق في البلاد وعلى مدار 15 سنة من العمل في أرض السعيدة.
معدات مرهوتة
أما عن الشركات المحلية فتوقفت هي الأخرى عن العمل وعلقت مشاريعها التنموية وقال المهندس / حسين علي أبو بكر والذي يدير شركة « Golden Gate « وهو شقيق مالك الشركة التي مقرها محافظة حضرموت عن وضع الشركة بسبب العدوان ,,,
« بسبب الحصار والعدوان أوقفنا مشروعاً في محافظة مارب وهو طريق يربط مديرية الجوبة بجبل مراد والذي يبلغ طوله 32 كيلو مترا وتحملنا جراء ذلك التوقف التزامات مالية تجاوزت الـ 500 مليون ريال مما اضطررننا بسبب عجزنا المالي عن تسديد هذا المبلغ الكبير والناتج عن انقطاع تمويل المشروع إلى رهن معداتنا العملاقة حتى تنزاح هذه الغمة وبالإضافة إلى خسارة شيء من سمعتنا التي حافظنا عليها منذ تأسست شركتنا قبل عشر سنوات ونفذت عدداً كبيراً من المشاريع الخدمية للوطن والمواطن «
عجز في التسديد
أما المهندس / عدنان الإرياني – فني شركة « ريمان « للهندسة والمقاولات فقال :» ان شركة « ريمان « اليوم أصبحت عاجزة عن تسديد إيجارات مبنى الشركة ومكاتبها في أربع محافظات بسبب توقف مشاريعها طيلة عشرة اشهر منذ بدء العدوان في حادثة لم تحصل للشركــــة من قبل ويعـــــتبر مشروع توسيـــــع خط الحديــــدة ( متنة – باجل ) هو آخر أعمال الشركة بداية العام الماضي ليتوقف العمل نهائياً, وتخسر الشركة ومهندسوها خسارات متتالية إلى اليوم , ولكننا سنعمل جاهدين على تخطي هذه المرحلة بإرادة الشعب اليمني وصموده , وبسالة الجيش واللجان الشعبية وسنعلن قريبا ً انتصارنا وكسرنا للعدوان وتعود الحياة الطبيعية ويمارس المهندسون دورهم الوطني الرائد في بناء اليمن من جديد وإعادة إعمارها وخدمة المواطنين في عموم محافظات الجمهورية «
افلاس الشركة
أما شركة « إعمار « التابعة لرجل الأعمال المعروف / عبد الخالق دبوان فهي الأخرى تعرضت لنكسة فقد قال المهندس / عوض محمود – مسؤول الشركة المالي :
«حالنا اليوم كحال باقي الشركات الهندسية المحلية والتي توقفت بسبب العدوان على اليمن لكننا اليوم قررنا وبعد تردد كبير إعلان إفلاس الشركة وإقفالها نهائياً وقمنا بتحويل مقرها إلى مركز طبي يحتوي على عدد من العيادات المختلفة والمتخصصة وقد جاء هذا القرار نتيجة الخسائر الكبيرة للشركة وتفادي الحجز على ممتلكات الشركة لتسديد ديونها للمتعهدين والمهندسين وفي ظل هذا الوضع الذي جثم فيه العدوان على صدور اليمنيين وكافة القطاعات الحيوية ليس لنا إلا أن ندعوا الله عز وجل أن ينصرنا على حلفاء الشر الذين اتفقوا على قتل كل شيء جميل في اليمن والله على نصرنا لقدير»
ارتفاع البطالة
اما عن المهندسين اصحاب الكفاءة العاطلة وزيادة نسبة البطالة في هذه الشريحة التي تخدم المجتمع فحدث ولا حرج فبعد ان كانت العقول النيرة للوطن اصبحت اليوم وبسبب العدوان المعاناة المنسية
يقول المهندس / أبو بكر القدسي صاحب الخبرة الهندسية الطويلة قائلاً :
« عشر سنوات من العمل الهندسي لخمس شركات مختلفة وفي مشاريع متنوعة في محافظات متعددة خلال تلك السنوات لم أتوقف عن العمل لأكثر من شهر وهذا ما يجعلني قادرا على العطاء بشكل اكبر , اما اليوم فاشعر باني صرت غير قادر على العمل مثل السابق وذلك بسبب فترة الانقطاع عن العمل الهندسي والتي دامت أكثر من 9 أشهر تلك الفترة جعلتني انسى مفاهيم كثيرة وافتقد معاني اهم وكأنني بدأت من جديد لذلك سأحتاج لممارسة العمل لفترة لا بأس بها حتى استطيع الدخول في جو العمل الهندسي وأكون أكثر إبداعاً «
البداية المتعثرة
أما المهندس / هيثم السعيدي – معيد – جامعة صنعاء كلية الهندسة ,عندما سنحت له الفرصة للانخراط في عمل هندسي على أرض الواقع يطبق ما تعلمه خلال أربع سنوات دراسية ويضع بصماته وإبداعه ويكتسب خبرة في العمل الميداني حتى أتى العدوان الغاشم بقيادة المملكة السعودية ليضع حداً لبدايته الموفقة بشنه حرب عبثية وحصار خانق على الوطن ككل وتجعل منه عاطلاً عن العمل ينتظر الفرج .
هيثم يعتبر من أبرز المتمكنين في العمل الهندسي والتفوق الدراسي وأذهل جميع من عرفوه بإبداعه في التصاميم والابتكار وقد اختارته جامعة صنعاء ليكون معيداً فيها وممثلاً لها في المنظمة الأوربية التي تبنت مشروع إعادة إعمار محافظتي صعده وأبين لكن المشروع توقف بسبب العدوان وغادرت المنظمة البلاد ليعاني هيثم وزملاؤه البطالة التي يعانيها غيره ممن لم يتخرجوا من الجامعات
عائــل الأســرة
اما المهندس / مكرم المطري فتحدث للـ « الثورة « بحزن عن معاناته قائلاً:
« كانت علاقتي بالهندسة علاقة حب كبيرة وقصة عشق لا تنتهي أثناء الدراسة الجامعية وفي قلب الميدان العملي أيضاً من خلال المشاريع التي عملت فيها وأما الآن فإني أكرهها من كل قلبي وأتمنى لو كنت درست تخصصاً آخر أو ظليت بلا تعليم فبعد أن توقفت المشاريع نتيجة العدوان انقطع مصدر دخلي الوحيد الذي أصرف به على أسرتي المكونة من 11 فرداً فعجزت عن تسديد إيجار المنزل وها أنا الآن أعمل على هذا الـ « الموتور» تاركاً مؤهلاتي الجامعية وشهائد دوراتي وخبراتي السابقة في المنزل لكي استطيع جمع قوت أسرتي بهذا الموتور الذي أعمل به في كل شوارع العاصمة فشريحة المهندسين هي الأكثر تضرراً في حالة الحروب وعدم الاستقرار وأما رسالتي للعدوان فهي صبر وصمود ومن ثم انتصار وانتقام فقد تلذذوا بإهانة الشعب اليمني «
هجرة المهندسين
من جانبه عبر المهندس / فكري السنيدار عن خيبة أمله مما يحدث وهو رحيل الكفاءات الهندسية الوطنية إلى دول الجوار لتحظى بإمكانياتهم وخبراتهم الهندسية الكبيرة
قال المهندس السنيدار :» بعد أن تلقيت عرضاً للعمل في دولة أوروبية ومع أنها لم تكن رغبتي وكان هدفي يقتصر على خدمة بلدي اليمن وجدت معظم زملائي في العمل الهندسي قد غادروا الوطن والتحقوا بالعمل الهندسي مباشرة وبدون توقف وبمبالغ خيالية تفوق ما كانوا يحصلون عليه هنا بكثير في دول أخرى عربية وغربية , ويبدو أنني سألتحق بركبهم حتى يزول الحاقدين على اليمن ونساهم في بناء بلادنا التي تستحق ثمرة جهدي وإمكانياتي «
النماذج السابقة هي صورة حية من رقم كبير جداً لعدد العاطلين من القطاع الهندسي والذين بلغ 6650 عاطلاً في ظل العدوان الغاشم .
والمواطن يدفع الثمن
مما لا شك فيه ان توقف القطاع الهندسي وتعثر المشاريع الخدمية ينعكس سلباً على المواطن الضحية الذي يدفع ثمن جرائم آل سعود على كل القطاعات وفي كل المحافظات فقد تجرع المعاناة من قبل الحرب العدوانية بتعثر الكثير من المشاريع وغياب الصيانة عن بعضها الآخر وها هو اليوم تستمر معاناته عبر الشلل التام للقطاع الهندسي ليفقد الآمل نهائياً وفي ظل العدوان باستكمال المشاريع الضرورية التي تخدمه وتوفر عليه المال والجهد ورغم هذه وذاك يعيش المواطن لا يزال يحدوه أمل كبير وتفاءل أكبر بأن يعود العمل في تلك المشاريع المتعثرة وينعم بها مستقبلاً بعد دحر العدوان وإذاقته الخزي والعار ليكون عبرة لكل الواهمين باحتلال أرض اليمن العصية على الغزاة على مر التاريخ
رسالة الختام
رسالة الختام وجهها المهندس / يونس الجايفي – صيانة الطرق
قائلاً « رسالتي لجميع المهندسين اليمنيين في فترة العدوان أن اصبروا ورابطوا فإن الصبح قريب والعدوان سيزول وكل ما ترونه من دمار في بلادنا اليوم أنتم من سيشيده من جديد ويعيد إعمار وطننا الغالي فوق رؤوس المعتدين ومرتزقتهم وحينها سنبحث عنكم وعن إمكانياتكم الكبيرة لنبني يمن الإيمان والحكمة رافعين الرأس بعيداً عن الحاقدين والمتآمرين على نهضة هذا البلد فأنتم مستقبل اليمن القادم وفرصتكم قادمة لا محالة لإبراز مهاراتكم الفعالة في بناء كل ما طالته يد العدوان الآثمة وحلفائها الأشرار الذين سعوا بكل قوة إلى تدمير كل جميل في اليمن وكل مظاهر العيش لحصار المواطن والتضييق عليه ليركع للطغاة وأذنابهم في ربوع اليمن السعيد وهذا أبعد عليهم من عين الشمس فهم محتلون وسيرحلون عما قريب والنصر لليمنيين الأحرار وسيرتفع علم اليمن الموحد عالياً, ليكون المهندسون وشريحتهم التنموية هم أمل المواطنين الشرفاء في رؤية بلادنا تتزين بمشاريعها العملاقة التي يتفاءل بها كل المواطنين «.