تحليل/ اسكندر المريسي
منذ تأسيس ما يسمى بمنظمة الأمم المتحدة عام 1945م في خضم الحرب العالمية الثانية وحتى اللحظة الراهنة لا يمتلك العرب والمسلمون تحديداً موضوعاً دقيقاً لما تقوم به تلك المنظمة من أعمال تتنافى جملةً وتفصيلا مع المبادئ التي تأسست بموجبها منظمة الأمم المتحدة قولاً وفعلاً شكلاً ومضموناً نقيض حقيقي لقول الله عز وجل ( ان هذه امتكم امةً واحدة وانا ربكم فاعبدون ) .
خصوصاً واليهود قد حددوا الوظيفة الأساسية والمهمة الموكلة على كاهل الامم المتحدة وجدت لكي تنفذ أعمال الظلم في الأرض ضد العرب والمسلمين ، فهي لا تذهب الى اوروبا لأنها منهم وفيهم ولا تذهب أيضا الى الغرب أو روسيا أو الصين أو امريكا بقدر ما تتحدد مهمتها استناداً واضحاً الى اتباع خطوات الشيطان في كل خطوة شيطانية تنفذها لا يتحدد ذلك فحسب قبل وبعد وأثناء التنفيذ ولكن تلك الخطوات الشيطانية الهدف منها تأسيس لخطوة شيطانية ثانية وهكذا دواليك .
تثير النزاعات وتنشئ القتال وتغذي الحروب وتسمن الصراعات وتوسع دائرة المعاناة كل ذلك تحت شعار منع الصراعات وتفادي الحروب ووقف النزاعات والعمل على ترسيخ الأمن واستقرار الشعوب ( كبر مقتاً عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ) .
فهي تقول شيئاً نظرياً وتطبق عكساً له ، وكأنها بالتأكيد ليست وكراً للظلم والجور فقط ولكنها كوز النجاسة العالمي ، إنها بكل تأكيد نجاسة اليهود المتحدة التي ابتليت بها الشعوب المستضعفة والمقهورة والبلدان النامية ، فقد دمرت الصومال وقبل ذلك انشأت مفوضية اللاجئين لأنها تعي وتدرك الدور التخريبي الذي تقوم بة تلبية لاهداف اليهود وحماية مصالحهم كما انشأت ما يسمى بالشؤون الانسانية على نحو ما تشهده العراق وسوريا جراء اعمال تلك المنظمة التي تظهر الرحمة وفي باطنها العذاب .
تتكلم على انها وسط محايد وهي طرف اليهود الموحد ، تتحدث عن الحياد والموضوعية وعن النزاهة والشفافية وهي في الحقيقة والواقع اللص الدولي الظاهر والمعلن الذي يشرع للحروب ولنهب الفقراء وقتلهم وسرقة ثرواتهم وإحياء النزاعات وتغذية الحروب وما دخلت بلداً من البلدان إلا وكان الخراب هو النتيجة المترتبة على مفاهيم الوساطة والمبعوث الدولي واستئناف المباحثات واهمية عقد جولة جديدة يحضرها اطراف النزاع يتم من خلالها بحث القضايا الشائكة والمعضلات القائمة الى آخر لغة الكذب المهني وما تنطوي عليه من اطروحات مضللة الهدف منها تزييف وعي الشعوب وتضليل الناس بأكاذيب تلك المنظمة .
التي وحّدت الخلافات بين المسلمين الى درجة صار صراع المسلمين مع بعضهم البعض يتم ويجري وينفذ تحت رعاية الامم المتحدة للظلم والفجور ، ومن المؤسف ان بعض الدهماء من الناس وممن ينتسبون لدين الاسلام دائماً ما يلهثون وراء نجاسة كوز اليهود لكي تطهرهم من الصراعات وتحل مشاكلهم الداخلية وتنشد لهم الأمن والسلام متجاهلين بأنها وجدت لزعزعة امن واستقرار الشعوب وإثارة الاحقاد والضغائن بين المسلمين وتوسيع نطاق الحروب المختلفة .
ودائماً ما تدعو عقب كل جريمة تنفذها ضد المسلمين الى ضرورة وقف العدوان ورفع الحصار والذهاب الى حوار سياسي من اجل عقد مؤتمر وطني شامل لكل الاطراف السياسبة ويضم كل المكونات الصغيرة والكبيرة على أهمية اشراك المرأة في ذلك المؤتمر لكي يكون لها دور فاعل في تحقيق الأمن والاستقرار وايجاد التنمية المستدامة وفقاً لسياسة الوضوح والشفافية التي تتميز بها منظمة الامم المتحدة .
ان ذلك الحديث المشار إليه هو اسطوانة المنظمة الاممية جرى طرحه في السودان سابقاً فحصل الانفصال واتسع نطاق المشكلة وزاد الصراع وتعددت أطرافه وجرى طرح تلك اللغة القائمة على الكذب المهني والمجردة من الحقيقة في بلاد اليمن عندما تم تكليف وسيط تلك المنظمة عام 2011م ، كانت المشكلة القائمة ممكن حلها في نطاق اليمن والازمة لم تكن في دائرة التصعيد الذي يباعد بينها وبين الحلول والمعالجات في النطاق المحلي المحدد.
غير ان ذلك المبعوث دوّل القضية وأزّم الازمة ووسع دائرة الصراع لكي تشهد البلاد النتائج المترتبة على مسمى المبادرة الخليجية والوساطة الدولية تلى ذلك عقد مؤتمر الحوار المسمى بالوطني والشامل لتوسيع النزاعات ثم اعقبها بعد ذلك العدوان كما هو الحال في الظرف الراهن بعدها اصدرت المنظمة بيانات عدة تشيد فيها بتحسن الاوضاع الانسانية لجهة المفوضية التابعة لها والمتخصصة بالشؤون الانسانية وذلك مجرد كذب لا اساس له .
فالاوضاع جراء العدوان السعودي انعكست على الحالة الانسانية كثمرة ونتيجة مدمرة للمنظمة الشيطانية التي لم تدخر جهداً لإدانة الحرب والعدوان وقابلت ذلك بصمت مطبق لا يمكن تفسيره إلا من خلال انها شريك فاعل لما يتعرض له الوطن من اعمال عدوانية خارجية ، علماً بأن تلك المنظمة الشيطانية منذ نشأتها وحتى اللحظة الراهنة كمنظمة مختصة بالمسلمين والبلدان العربية لم تحل اي مشكلة ولا انهت صراعاً وانما العكس صحيح لأنها اصلاً المشكلة والصراع معاً .