لماذا تعرقل السعودية الحل في سوريا والانفراج بلبنان؟
علي الريمي
لم تدم فرحة اللبنانيين طويلا ، عندما أعلن عن تنازل زعيم حزب القوات اللبنانية / سمير جعجع عن الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية في لبنان ، وأنه أي ” جعجع ” أعلن عن تأييده شخصياً وكذا حزبه ترشيح العماد / ميشل عون / زعيم حزب التيار الوطني / للمنصب الرئاسي الشاغر منذ أكثر من سنة ونصف ، بعد أنتهاء ولاية الرئيس / ميشيل سليمان.
لقد تم وأد تلك الفرحة التي عمت الغالبية العظمى من اللبنانيين في الداخل والخارج بقرب إنتها أزمة المعضلة الرئاسية وصولاً إلى ملء الفراغ السياسي في هذا المنصب السيادي الهام، الانفراج – المفاجئ – الذي لامس تلك المعضلة اللبنانية لاقى ترحيباً كبيراً من مختلف الدول والقادة في العالم ، إلا أن هذا القبول الواسع بالخطوة التي قام بها السياسي / سمير جعجع / اصطدم هو الآخر مثلما تم قتل فرحة اللبنانيين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم.
العبث السعودي .. يفرمل الحلول !
ودائماً .. فتش عن المعيق لبوادر الانفراج لازمة الرئاسة في لبنان أو للجهود الدولية المبذولة حالياً لوضع حد للكارثة السورية وحتى المساعي المستمرة لتوفير المعالجات للقضية العراقية ناهيك عن محاولة الأمم المتحدة جمع الفرقاء في اليمن للبحث عن حل سياسي للأزمة في اليمن فلن تجد سوى اليد السعودية العابثة التي تأبى “وفي إصرار عجيب لا يخلو من الغباء السياسي ” إلا استمرار مسلسل الصراع أو التصارع في غالبية الأزمات التي تشهدها البلدان المشار إليها وفي العديد من الدول الإقليمية!
ففي ملف الرئاسة اللبنانية، جاء الاعتراض السعودي مؤخراً- لينسف كافة المحاولات التي سعت لتذليل العقبات بين مختلف أطياف العمل السياسي الداخلي اللبناني وصولاً إلى حدوث التوافق بين هذه الأطياف الذي كان قاب قوسين أو أدنى في طريق اختيار الرئيس العتيد للجمهورية اللبنانية، إذ أصدرت مملكة الرمال الممثلة في نظام بني سعود فرماناً يحق المبادرة التي قام بها- مؤخراً- قائد القوات اللبنانية / سمير جعجع/ حين أعلن تأييده لترشيح/ غريمه اللدود/ ميشيل عون لتولي منصب رئيس الجمهورية!
الفرمان السعودي قال: أن الانفراج الذي حدث في لبنان تجاوز خطير (من سمير جعجع) للخطوط السعودية الحمراء واصفا ما أقدم عليه ( جعجع) بالخطيئة!؟ .
آخر السطور
التعنت السعودي الغريب المعارض لأي تقارب من شأنه حلحلة الأزمات الداخلية في كل من اليمن ولبنان وسوريا ومن قبل في العراق وغيرها من البلدان، يحدث في ظل الصمت المريب للإدارة الأمريكية ومعها الدول الغربية – عموماً وكل ذلك يعطي النظام السعودي الضوء الأخضر للاستمرار في إعاقة جميع المبادرات المتعلقة بإحلال الأمن والأمان والوئام وإعادة الاستقرار إلى شعوب تلك الدول ويؤدي إلى إراقة المزيد من الدماء والخراب الأمر الذي يؤثر على كل دول المنطقة وبل ويزعزع الاستقرار والسلام العالميين !
وإجمالاً فإن كل ما تقوم به السعودية حالياً وسابقاً، ليس إلا سلوكاً خائباً يبحث عن الزعامة الإقليمية.. لكن دون جدوى لأن البحث عن دور أو أدوار إقليمية.. بالتأكيد لن يتحقق عن طريق إشعال الحرائق وتأجيج الفتن الطائفية، بل عن طريق آخر.. تتقنه مملكة البترودولار، التي لا تملك سوى المال السياسي القذر، ومن خلاله تقوم بتحريك أذيالها وأدواتها النتنة لتؤدي دوراً قذراً في خلخلة استقرار الدول غير الخانعة للرياض وهي الدول التي تصنفها السعودية بالخارجة عن عقال ( طويل العمر ) وبالتالي العمل بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة على زعزعة تلك الدول والعمل على تغيير أنظمتها تحت أي عنوان، ومن ذلك محاربة المد الايراني والتغلغل الفارسي، لكن بعيداً عن المواجهة المباشرة مع إيران الدولة التي عادت – مؤخراً- إلى الأسرة الدولية وتم رفع العقوبات الدولية التي كانت قد فرضنت عليها، إثر توقيع إيران للاتفاق النووي مع الغرب وهو الاتفاق الذي قض مضاجع آل سعود، حتى فقدت هذه الأسرة المعتوهة رشدها السياسي جراء ذلك الاتفاق ووصل جنون بني سعود نتيجة لذلك إلى التفكير بامتلاك (قنبلة نووية) نعم قنبلة نووية..إنه الزهايمر الذي أوصل النظام السعودي إلى درجة الخرف أو التخريف بالسعي للقنبلة النووية!.