اسماعيل سيف ..
ن ………….والقلم
عندما تكون قريبا من الصورة لا تتبين تفاصيلها , فيأتي ربما حكمك على مدى فنيتها وأجمالها قاصرا , فلذلك ربما أحد أسباب أن الرسام لا يقرأ لوحته , فيترك لخيال القارئ أن يبحر كلا بطريقته , لذلك تجد الأحكام متباينة , مختلفة , وهنا سر أن تترك للآخرين أمر تقييم عملك . كيف يمكن لك أن تحكم على شخص أقترب منك كثيرا فصرتم بحكم المهنة وعلاقة العمل أقرب إلى بعضكما من قرب أهلكم منكم ؟؟!! . اسماعيل محمد سيف القباطي رحمه الله أو فن الاعلان لوحة جميلة اقتربت منها إلى درجة أنني عجزت عن قراءة ملامحها الجميلة !!! , لكن أستطيع القول بثقة وحتى اخرج نفسي من الحرج أن اسماعيل أحد رموز مدرسة الاستاذ في مجاله عبدالجليل أحمد محمد الزريقي من فتحنا أعيننا مهنيا على هذه المؤسسة وهذه الصحيفة لنجد أمامنا نحن رعيل واكب تأسيس مؤسسة سبأ للصحافة والأنباء تلك الاسماء المحترمة وغيرها كثير , وجدنا محمد عبدالجبار سلام , محمد ردمان الزرقة , , حسين الاغبري , عبدالجليل , عبدالعزيز الشعبي , محمد علي هادي , محمد هزاع , اسماعيل سيف , وآخرون كثر هم محل تقدير واحترام . كانت المؤسسة في بيت صغير بشارع عمر بن الخطاب , ثم انتقلت إلى بيت أصغر على السائلة , ثم إلى بيت التويتي بشارع القيادة , الادارة في مبنى والمطابع في الدكاكين , ومنذ البداية أسس اسماعيل سيف اعلانات الثورة وكبر معها , حتى وصلت إلى ما وصلت إليه , حتى ازيح عنها فظل بين السماء والأرض مظلوما فقط لأن الإعلان يجلب إلى الجيوب الذهب !!! . سنوات واسماعيل تحول فيها إلى موظف عادي لا يدري ما يفعل سوى أسمه تراه في بعض التعازي أو التهاني إذا ما كان هنالك بعض الفرح وقد شح الآن إلى حد الكفاف والعدم !!!! , ليغيب في السنوات الأخيرة نهائيا ويعلم الله كيف كان حاله !! , لأنه لم يكن شاطرا ويؤسس مكاتب اعلان موازيه كانت ربما ترفعه ماديا الى السماء وكان قادرا , لكنها التربية , والتأثر بعبد الجليل الزريقي أحد عناوين النزاهة الحقة في هذه البلاد , لقد اختفى زميلنا اسماعيل سيف من أمامنا , وانزوى في بيته في ظل ظروف قاسية جدا , فلم ينتبه له احد , لم يسأل عنه أحد , لم يشر إلى ما فعله أحد !!! , احترم نفسه وصمت حتى توفي لنتذكره جميعا بعد جحود دام لسنوات اكتوى خلالها بظروفه القاسية , واخشى الآن اننا سننسى عبدالسلام منصر وهو أحد هؤلاء الذين ساروا وما يزال على خطى اسماعيل , لن ادبج الخطابات الآن إذ لم يعد الأمر مجديا , فقد ذهب الرجل ومعه كرامته فقط التي لم يكسب غيرها , وأجمل ما في الأمر أن هذا النوع من المهنيين الرجال أنهم يذهبون كبارا راضين عن أنفسهم وما قدموه وهو ما يزيدك عليهم الما فوق المك على ظروفهم , أنا كتلة من حزن , لا أدري ما أقول أكثر من هذا فالغصة تكاد تخنق اللسان , ليس لي أن أقول الاَّ رحمك الله يا اسماعيل , والأمر لله من قبل ومن بعد .