ترتيب الأولويات وتقيم القدرات

عندما نتحدث عن العلاقات بين اليمن وجيرانها من القارة الإفريقية وشبه الجزيرة العربية ندعي بأنها علاقات طيبة وفي أحسن حالاتها وأن الحكومات متعاونة وقد وقعت اتفاقات واتفاقيات سياسية واقتصادية وغيرها – كلام جرايد- كما يقولون لأن الواقع غير ذلك وما تحت الجلد لا يكشف إلا بمشرط .
جارتنا السعودية نموذجاً فهي التي تتربص باليمن منذ قديم الزمان وهي تعلم جيداً أن اليمن ارق قلوباً والين أفئدة ومن جاءها بالسلم قابلوه بالسلام ومن دق طبول الحرب ردوا عليه وهم يدركون عواقب الحروب ونتائجها، فالسعودية الجارة السيئة لعبت بأموالها كثيراً في اليمن من اجل إضعاف اليمن وتمزيقه وأوجدت لها قوى سياسية ودينية وقبلية وعسكرية تعمل وفق أجندتها وهي القوى التي أعاقت الوطن لعقود وأبقت الشعب على جهله وفقره ، هنا لا نلوم السعودية بل نلوم هؤلاء الذين باعوا أنفسهم ووطنهم في وضح النهار ويعلم الجميع .
السعودية توسعت في الأراضي اليمنية وسيطرت على ” 250 ألف كلم2″ باتفاقيات ومساومات كان اليمن أضعف ما يكون فيها وهو صاحب حق !! طرحت يدها على الأرض وبقوة ولا نية لها لإعادة الحق لأصحابه طالما وهم منشغلون بحروبهم الأهلية والقبلية وطالما عملائها يقومون بواجبهم على أكمل وجه .. المملكة السعودية الجارة التي تعلم منذ عقود أن باليمن وفي منطقة الجوف تحديداً لديه حقل نفطي بمقدوره تصدير ما بين 2- 5 مليون برميل يومياً وذلك من خلال دراسات جيولوجية ومنها ما نشر موقع ” جلوبال ريشرش” الكندي الباحث عن دراسات جيولوجية كشف منها عن معلومات يقول أن اليمن لديها مخزون نفطي يغطي احتياجات العالم لخمسين سنة قادمة !! وقناة ” سكاي تيوز” أكدت في عام 2013م أن أكبر مخزون للنفط في العالم يوجد في اليمن ويمتد قسم منه إلى الأراضي السعودية بجزء بسيط وبعمق ” 1800 متر” إضافة إلى المخزون الموجود في المسيلة بحضرموت وشبوة هذه المعلومات جعلت من اليمن مركز خلاف سياسي واقتصادي بين القوى الكبرى والجارة التي ترى في استقرار اليمن ونموها خطراً ، خاصة وأن الحروب الأهلية والصراعات القبلية لم تؤت أكلها كما ينبغي .
والجيل الجديد في الدولة الفتية يطمح لدولة المؤسسات والقانون والنظام بسياج الديمقراطية والحرية والتنمية كل هذا اقلق القوى الجشعة والمتهورة في العالم وأصبح الصراع الداخلي ودفع به إلى أقصى حد تمهيداً لضرب اليمن وتركيعها بل تدمير وإبادة كل شيء من أجل إبقاء هذا الوطن ممزقاً ، وشعبه مشرداً وبائساً وبلا دولة .. حتى يبقى حقل الجوف ومخزونه طي المجهول لخمسين سنة قادمة هذا مخطط دولي مرعب أعتقد أن الشعب غافل عنه
إن اليمن وبديمقراطيتها الكبيرة وحجم سكانها دولة لها ثقلها ومع إضافة ” 7 ملايين ” مغترب خارج اليمن ، يعيشون في كل القارات تعتبر اليمن بلاد ذات وزن دولي وإقليمي ، فقط تعيد ترتيب أولوياتها وتقيم قدراتها المختلفة .
ومكامن القوة لديها وتعرف جيد أو تحدد ماذا تريد لتفشل كل المخططات الدولية التي ترمي إلى تدميرها وتأخيرها فالحرب لا بد أن تتوقف والحقوق نطالب بها وعلاقات الجوار الطبيعية لاتسود إلا بالحوار والوضوح وحسن النوايا مهما طال أمد الحرب .. وأخيراً على اليمن أن تعطي لمغتربيها على مستوى العالم الدور المناسب في قضية الوطن ومستقبله فهم يوازون ثلث السكان

قد يعجبك ايضا