الخطر الإيراني ، والغباء السعودي
ضرار الطيب
ظلت أمريكا تتعامل مع إيران كعدو ، ولكن بواسطة السعودية .. غير ان السعودية لم تكن عصاً جيدة في هذا الاشتباك الناعم ولم تتوجع إيران منها كثيراً ، بل على العكس ، كانت السعودية بغبائها تقدم إيران كدولة مؤثرة إقليمياً وعالمياً على كل المستويات . ومع كل محاولة كان آل سعود يقومون بها لإثبات إخلاصهم في معاداة إيران وخدمة أمريكا ، كانت العلاقات بين الدولتين تتخذ شكلاً ودياً أكثر من ذي قبل ، وما حصل في النهاية هو أن امريكا وإيران استفادتا من غباء النظام السعودي .
بالنسبة لإيران، وبعيداً عن روحية الثورة الإسلامية الإيرانية ، صار النظام الإيراني يرى أن مصلحة إيران في الانفتاح على العالم أكثر ، والظهور كدولة مصنعة عظمى لها ثقلها في الصراع العالمي ، وربما أن إيران لا ترى أي مشكلة في تقديم التنازلات مادام ذلك سيحافظ على مشروعها النووي ، الذي أثار الكثير من المتاعب والتهديدات والمشاكل على مدى سنوات. وعلى أية حال لا يستطيع أحد أن ينكر بأن رفع العقوبات الاقتصادية سيجلب لإيران الكثير من الفوائد مهما كانت التنازلات السياسية .
وإذن .. إيران لم تعد خطراً ، ولا مشكلة لدى أمريكا في قول ذلك أو التعبير عنه . كما أن أمريكا ربما لن تبقى “الشيطان الأكبر” بالنسبة لإيران ، ولن تكون هناك مشكلة في التعبير عن ذلك . المشكلة الآن في موقف النظام السعودي.
آل سعود الذين بددوا مالا يحصى من المال والنفط في سبيل مواجهة الخطر الإيراني ، طمعاً في رضا أمريكا . وفعلوا حتى ما لم يكن يخطر ببال أمريكا أن تطلبه منهم لأجل ذلك ، ولكن .. ماذا كانت النهاية ؟
الاقتصاد السعودي ينهار ، ونظام الحكم يرتعش ، ولا وجود لأي مستقبل آمن حتى ليحلم به آل سعود أثناء النوم ، وفوق ذلك عليهم أن يشاهدوا إيران المجوسية الرافضية وهي تحتفل برفع الحظر الاقتصادي وتنفتح على العالم بمباركة أمريكا نفسها .
برغم هذا لا نستطيع أن نقول أن هذه أول صفعة يتلقاها آل سعود بين أعينهم ومن أمريكا تحديداً ، ولكن .. ربما تكون المرة الأولى التي سيشعرون فيها أنهم أغبى خلق الله . هذا إذا كانوا يستطيعون أن يشعروا.