اليمن بين المعيارية والتأنيب
زياد السالمي
إذا كان لديك فرصة المضي على الحافة لا تتردد استمر في السير . لعل الله يجعل بعد ذلك مخرجاً .
إذا كنت أكثر تنويها هناك بالمقابل أشياء تفرض تنافرها أو اللا مبالاة حيالها ؛ مع ذلك لا تكن متحيزا إلا لك ؛ ليس تمترسا خلف قناعة إنما أنت القناعة ذاتها ؛ في ظل الرتابة ؛ العمق والتأني في استقراء الواقع والإغراق والجهد الزائد في استكناهه؛ لا يلاقيان إلا مجموعة من غوغائيين يحكمون على العمل بالاصطناع ؛ الإنسانية اليمنية التي أعدها موازية للإنسانية جمعاء بعدما أثبت العالم أن اليمني ليس منه وأنه معزول عن هموم الأمم والشعوب جراء نفط أعراب الخليج ؛ والذي أصبح اليمني خطراً على البرجماتية الدولية ؛ أي تفاهة أمر مضغا كالوقوف أمام هذه المستجدات بتأييد أو صمت أو ما شابه..
اليمن أشبه بمتفان يبذل ما بوسعه ليلقى الإقصاء والتهميش والاعتداء والسخرية ؛ وعلى هذا المنوال يحصد اليمن كإثنية ما يحصده كإنسان نتاج ما يقوم به أبناؤه تجاه بعضهم البعض.
معانتان لا يبرح الوطن من تجرعهما الأولى مؤدى الأخرى ؛ هل لنا الحق في الشعور بالخذلان أن نتبرم لماذا لا يلتفت إلى مظلوميتنا ولا نمنح حقنا كشعب ووطن من احترام إنسانيتنا وسيادتنا ونحن لا نحترم بعضنا أولاً علينا أن ننظر إلى الأمر بجدية كي نتدارك الموقف ونتطور ابتداءً مدركين أن الإنسان منظومة لا أفضلية ؛ فعامل البناء كالمجاهد كل له دوره الهام قد يكون أيضاً تاجر السوق السوداء هذه الأيام له دور إيجابي طالما نعاني حصارا جائرا بتغطية السوق ويسد رمق الحاجة كحل وقتي استدعته الحرب والعدوان حسب نظرية أستاذ الاقتصاد اليمني أ. د. علي عبد الله قايد تحت مسمى اقتصاد الأمر الواقع.
مع ذلك لا نملك إلا التبرم. ؛ علينا أن ندرك كشعب يمني أننا أسقطنا بعضنا البعض فأسقطنا العالم ككينونة وإرادة ؛ المسؤولية ليست في قاموس الحياة اليمنية ؛ تتكلم في مثل هكذا موضوع فتلحظ تجاهلا كالعادة إنها الآنية والأنانية ؛ أخيراً نصرخ ” مظلومين ” أي ظلم أشد من وجود يشعر بالوحدة كفاعل والتجاهل كمؤدى والانتهار كباذل ؛ يصمت العامة ويشتعل التثبيط وتستعد سياط السخرية والأذية بعد ذلك نوزع التهم أن أحداً كان السبب ” ما شاء الله ” يا سيدي اليمني الحياة بمن فيها فعل والمشكلة مشكلة الجميع ومن الجميع إذا لم نتكاتف ونتعاون ونكمل بعضنا البعض فلن نخرج من هذه الحفرة العميقة المظلمة وقل على الدنيا السلام ؛ عليك الاحترام والتشجيع وتقديم ما تملك من مكنة لنجاح الجميع لعلك قد تخطو خطوة نحو تجاوز انهزامك الداخلي ؛ ما دام إجهاض إرادة الشعب اليمني تلقى مبررها من اليمني ذاته ؛ بل تجد لها أيدا وخلايا لا تمت إلى العقل والإنسانية اليمنية بصلة في حين العواقب وخيمة جداً لو انتصر العدو لن ينجو منها المؤيد والعميل أيضاً.
ولا أمقت من تبديل المساندة الوطنية بالغدر والخيانة لحاملي عزة اليمن على عاتقهم باذلين أرواحهم في مسارح البطولة والتضحية سيجيب المعني بتساؤلي نعم نريد الحياة .. إذن لماذا تسعون إلى الموت بأيديكم وقلوبكم بكل برود .. الموت الذي أعنيه ليس بالدفاع عن السيادة الوطنية والحدود اليمنية ؛ إنما الموت الجماعي والتاريخي حال لو انتصر العدوان المتصحر” لا سمح الله “.
هل داعش يأتي معها دولة مدنية ؛ مثل دمار البنى التحتية هل ستأتي بالدولة المدنية ؛ أم قتل الأطفال الرضع والمساكين ووووو يخدمنا كشعب سعى إلى التغيير نحو الأفضل .هل الحصار سيأتي باليمن الجديد حافلا بالتقدم والازدهار .
الموضوع برمته مخطط غربي خليجي لإنهاء شعوب وتدميرها عبر الداخل ؛ فهل ذلك يمنحك الحق أن تأيد موتك ؛ أن تأيد تفكيك نسيجك الاجتماعي والثقافي والقبلي والمدني والوطني ..
لا اعتقد أن هناك من يقول نعم إلا من طمس الله على قلوبهم وعقولهم وجعل أفئدتهم خواء من البصيرة ؛ لقد اختبرنا وصبرنا على قيام آل سعود بتدمير وهدم الوطن والمواطن طيلة ثمانية عقود من الزمن ؛ فكيف استطاعت الأهواء الدونية تضليل الحقيقة عنا ؛كيف نسينا أو تناسينا ، هل يفهم الداخل هل يفهم اليمنيون – أستثني في خطابي هذا كل من رحل أو ترحل بنفسه الأمارة إلى آل سعود فقد انتزعت عنهم الهوية الوطنية ؛ هل يفهم اليمنيون مؤدى العدوان كإشعال حرب أهلية بعد تفكيك بناء الدولة وتمزيق الجيش ؛ يريد إشغالنا بأنفسنا ؛ أي جرأة هذه ؛ وإلى أي حد وصلت !!
تنشد الأرض كما تصاغ أدبيات الحق أن نصحو من هذا السبات وأن نضع حدا لهذا الاستهتار والصمت والتأييد لعلنا نستعيد ذواتنا من أهوائها من ثم نستعيد الوطن .
تهتف الأرض كما تردد أدبيات الحق للأباة الشجعان الذين يقدمون أرواحهم أولاً ؛ وثانياً للرافضين المواجهين هذا العدوان كل بما هو أهل له … والله من وراء الخائنين محيط .