نحن والأغبياء..
عادل عبدالاله العصار
اليمن ليست الكويت، وصنعاء ليست بغداد، واليمنيون ليسوا بالشعب الذي يستسلم أو يفرش الأرض رملا ووردا أمام الغزاة..
عشرة أشهر من العدوان الهمجي..
عشرة أشهر من الصمود الأسطوري،
ورغم كل ذلك ما يزال حلف العهر العربي المدجج بأحدث أسلحة الأرض وبالمرتزقة والصمت العالمي يجهل ماذا يعني العدوان لشعب يمتلك ثقافة حربية عمرها ثمانية آلاف سنة..
عشرة أشهر من الغباء السياسي والعسكري والتاريخي لحلف العدوان الصهيوسعودي الذي توهم أن بإمكانه تركيع الشعب اليمني خلال عشرة أيام ولم يدرك أنه ألقى بجنوده وآلياته العسكرية في أتون بركان اليمنيين الذي يزداد عنفا وتأججا وثورة كلما زاد الضغط عليه..
عشرة أشهر من الغباء وما أقبح وأبشع الحرب عندما يشنها ويدير معاركها مجموعة من الأغبياء الذين لا يمتلكون ذرة من أخلاق أو قيم أو مبادئ ويجتهدون في ترجمة وتجسيد قبح سياساتهم باستهداف الحياة والمواطنين الأبرياء..
عشرة أشهر من العدوان والرهانات الخاسرة والأوهام التي اعتقدت مملكة العدوان أنها ستحققها من خلال شن حرب على الشعب اليمني ولم تدرك أنها بذلك ستفتح على نفسها أبواب جهنم..
إننا نخوض اليوم حربا نواجه فيها مجموعة من الأغبياء ولو لم يكونوا أغبياء لأدركوا أن الشعب اليمني لا يحتاج لأن يتعلم كيف يواجه الغزاة ولا يحتاج لأن يتعلم كيفية استخدام السلاح وكيف يصيب من يتجرأون ويحاولون تدنيس أرضه..
ولأدركوا أن الشعب اليمني لا يحتاج لأن يتعلم كيف يخوض الحروب أو يدير المعارك، لأن الحرب كتابه القديم الجديد والانتصارات عناوين أسفاره وفصوله المتوارثة جيلا بعد جيل..
الشعب اليمني يعلم الحرب جيدا وأنتم أيها الأغبياء من تجهلون الحرب وتجهلون مع من تتعاملون ومن تواجهون، ولو لم تكونوا كذلك لأدركتم أنكم تواجهون شعبا مقاتلا خاض آلاف الحروب وآلاف المعارك ويمتلك في رصيده ثمانية آلاف عام من الإنتصار..
أنتم أيها الأغبياء من تجهلون الحرب ولو لم تكونوا كذلك لأدركتم لماذا سميت اليمن “مقبرة الغزاة“.. ولأدركتم ماذا يعني أن تغزو بلدا يمتلك شعبه 60 مليون قطعة سلاح، 60 مليون فوهة موجهة إلى صدر كل من يتجرأ مواجهة المقاتل اليمني وشن حرب ضد شعب يستند إلى ثمانية آلاف سنة من التاريخ والمجد والإنتصار..