صاااااامدون وصاااااابرون
علي محمد قايد
رغم الأزمات المتلاحقة منذ عام 2011م حتى اليوم ورغم عدوان وحصار التحالف البغيض ورغم حالة البلد الاقتصادية المتردية ورغم ضعف الموارد ورغم كل شيء إلا أن المواطن اليمني رغم الظروف الصعبة يعيش مرفوع الرأس على وطنه لايبالي بما يحدث ولم يستغل الظروف ليدق أبواب الدول طالبا اللجوء, ولا عجب في ذلك طالما والسماء تمطر والشمس تشرق والأرض تزرع والوطن ينعم علينا بحبه وحنانه رغم الظروف الصعبة, فالمواطن اليمني له طريقته المختلفة في الحياة فهو يعيش ببركة الله متأقلما مع الظروف وله القدرة على التكيف رغم أنه تعرض للظلم والحرمان والمعاناة بسبب سياسات خاطئة وصراعات ما أنزل الله بها من سلطان ومؤامرات خارجية إلا أنه يأمل في التغيير إلى الأفضل صامدا وصابرا فليس له سوى وطنه يعيش عليه كيفما كان مشاركا وطنه أحزانه صابرا على أوضاعه. وبالطبع تختلف معادن الناس وقد أظهرت الأزمات والحروب الداخلية والعدوان الخارجي معادن من ينتمون لهذا الوطن فهناك الساسة الفاشلون الذين كان لهم دور في وصول الوطن إلى ما وصل إليه هؤلاء عبثوا بالوطن ونهبوا خيراته حتى إذا خافوا على مصالحهم تركوا الوطن بما أنعم عليهم الوطن وبمانهبوا من خيراته ليرتموا في أحضان أوطان أخرى ومنها السعودية راعية العدوان على بلادنا وهناك المواطن البسيط الذي لا ناقة له ولا جمل وليس له سوى العيش على وطنه حسب إمكانياتهم البسيطة ووضعهم الاجتماعي هؤلاء, هم الصامدون والصابرون الذين يعيشون على وطنهم متحملين مرارات وقساوة الحياة وحرمانهم من مقومات الحياة الأساسية مثل الكهرباء والمحروقات وغير ذلك متحملين سنوات عجاف نتيجة الصراعات السياسية السابقة ونتيجة العدوان والحصار ونتيجة فشل قيادة البلاد ممثلة في الرئيس الفار هادي والذي أنتخبه هؤلاء البسطاء ليخرجهم من ظلمات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى النور ولكن حالهم كمن يستجير من الرمضاء بالنار لقد خيب آمالهم ولم يقم بدوره كرئيس منتخب وفي النهاية يشارك في ضرب بلاده وقتل الأبرياء وضرب البنية التحتية لم يحقق شيئاً من مشاريع وإنجازات إنما عمل كدليل للعدوان على ضرب المشاريع والمنجزات التي تحققت وهكذا هم لم يبصروا النور على وطنهم ولم يشعروا على وطنهم بالأمن والأمان والاستقرار المعيشي ومع كل ذلك فقد وقف المجتمع الدولي موقف المتفرج ولم يشارك الشعب اليمني معاناته وتقديم مساعداته إنما أيد العدوان والحصار دون أن يحرك ساكناً واليوم صارت اليمن أشبه بالغابة لا تعرف سوى لغة العنف والقتل نتيجة تطبيق سياسة (فرق تسد) نعم لقد عملوا على تنفيذ تلك السياسة الاستعمارية وأشعلوا الفتنة على الأرض وأوجدوا أطرافاً متحاربة من أبناء الوطن الواحد ورغم كل ذلك نجد أن هناك شريحة من أبناء هذا الوطن ليس لهم سوى الصبر وتحمل كل ذلك آملين في تغيير الأوضاع إلى الأفضل ولكن ذلك مستحيل طالما وهناك أياد آثمة وإجرامية عملت على التمهيد وفتح الطريق لمن لهم أجندة ومؤامرات تجاه هذا الوطن وطالما وهناك أطراف وجماعات حاقدة على الوطن وعلى غيرهم لأنهم فشلوا ويسعون للانتقام حتى ولو ساندوا العدوان على بلادهم.
مآسي وأحزان ومعاناة مستمرة ولكن المخلصين والشرفاء ليس همهم العيش الرغيد بقدر ما همهم الدفاع عن الوطن والحفاظ على أراضيه من الاستعمال وفرض الوصاية.
تعودنا على العيش بكرامة وحرية رغم معاناتنا لأننا ننتمي لهذا الوطن ونشعر بانتمائنا له وحبنا العظيم فلن نبيع الوطن ولن نخذله ولن نتركه فريسة للطامعين.