الحيادية الغائبة!
عبدالفتاح البنوس
أن يعتدى على شعب وتنتهك سيادة دولة ويقتل ويشرد الآلاف وتدمر البنية التحتية ويفرض عليها الحصار برا وبحرا وجوا لأكثر من تسعة أشهر مسألة طبيعية لا تحتاج إلى تدخل أممي ولو بالإدانة والشجب والاستنكار من قبل الهيئات والمنظمات الأممية وخصوصا عندما يكون الطرف المعتدي بحجم السعودية الرابضة على كم هائل من المخزون النفطي والمنتجة لأكثر من 12 مليون برميل نفط يوميا.
ولكن المسألة غير الطبيعية وغير المقبولة لدى هذه الكيانات الدولية المأزومة أن يقوم مجموعة من الشباب الغاضبين على الإجرام السعودي بالهجوم على سفارة قداسة آل سعود في إيران، فهذا جرم خطير وانتهاك للمواثيق والمعاهدات الدولية أما قتل شعب وتدمير وطن فحدث عارض لا يستحق من جلالة الأمم المتحدة قول “لا” لغلمان آل سعود ومن تحالف معهم من عربان الخزي والعمالة والارتزاق الذين باعوا أنفسهم للرياض والبيت الأبيض.
وهنا أتساءل أين الحيادية التي تتغنى بها الأمم المتحدة في تعاطيها مع العدوان على اليمن؟! فهاهي بالأمس تسمي العدوان على بلادنا بالصراع في توجه ينم عن انحياز فاضح إلى جانب الجلاد على حساب الضحية التي تكالب عليها العالم ما بين معتد ومساند ومؤيد ومتفرج وكل ذلك من أجل المال والنفط السعودي الذي تحول إلى نقمة على شعوب المنطقة .