التشاؤم في التبعية والأمل في الإرادة الثورية
زياد السالمي
اعتقدت أن الجدية في الفعل والقول ستلاقي على الأقل انطباعا إيجابيا من الجميع وعلى وجه الخصوص من يفترض أن يكونوا كذلك .. إن لم تكن مدعاة نتائج كسيرورة ومصير الكثير من المأمول فيهم نحو النجاح ؛ يبدو أنه خانني الحدس هذه المرة كم مرة سأردد متبرما من ضيق أفق المعني .. والمتلقي .. يخجلني البوح بمثل هذا الكلام لكن الحال المحزن هذا هو الذي يحدث الآن كما حدث الأمس وربما ما سيحدث مستقبلاً ..هل الاعتذار للذات المجتهدة يكفي لتخفيف حدة الخيبة أم تكفل بإعادة بعض المعنويات والكبرياء .. لقد التبس الوضع كما فقد المتفاعل نشوة البذل والطموح في ظل هذا التقاعس .. الجاد حين تخذله الممكنات وتحبطه الأفئدة اللا مبالية رغم ضرورة تفاعلها كعناية ؛ ماذا يملك غير التبرم أو العدول نحو العزلة أو الهزأ أو الارتداد العكسي في الموقف ذاته كسبيل انتفاء بين زحمة الأنانية وتداعياتها الفارغة والآنية . قلت أشعل شمعة كي يضيء أحدهم مصباحه لا أن تطفئ أو تمتنع عن إشعالها مقابل رفض إضاءة ذلك المصباح .. فكان التجاهل والخصام . قد يكون من الجادين لم يقدم بعدما يود معتبرا ما تم تقديمه هي عبارة عن بروفات لقياس نبض الآخر وطالما النتيجة السلبية لجدية الطرح المبسط تجعله أكثر صمودا ومتابعة كخطاب صداه الضمير الغائب وتوليفاته أجيال لم تولد بعد لعل الله لا يضيع عملاً خالصاً لروحه المتجسدة في الإنسان. هذا التبرير الذي يعشم الجادين على الاستمرار .فيما يحز في النفس أن تصتطدم هذه الطموحات بهشاشة المشهد والمعنى فيكون المرض لاذعا والشفاء أشد ألماً من المرض .
يحز في النفس وتحك القلب حزازة الغباء المتراكمة والاتكال على العدو في تقرير مصير مجتمع عانى الويلات لقرون وأدرك مكمن الويل وحين تلوح بوادر إزالته ينحرف عن الهدف متخذا ذلك الويل خلاصا من الكينونة وتقريرها مصيرها كغيرها من الكينونات الأخرى .فأي مجتمع هذا وأي إرادة تستقي بوادرها من عدوها . أي أمل بعد !! إن لم تكن الجدية والاعتماد على الأبناء حتى وإن كانت بطريقة متأخرة بعض الشيء لا الركون على الخارج بتحديد مصيرنا . وتقريره وإثباته كإعدام أي محاولة من شأنها قد تعين على تجاوز المأزق العدمي .. بقدر ما أنا متشائم أو يفوق ممن ينطبق عليهم ذلك التوصيف ؛ يحدوني الأمل بانتصار الإرادة الشعبية الكادحة تلك التي صحت وثارت بوجه كل من يسعى إلى إخماد جذوة الوجود والتحرر من التبعية الدولية والتي أرادت بقوة إصرارها على إحياء الإرادة وجابهت بكل بسالة وتضحية كل من يستعين بالأفخاذ الملكية على وأد الإرادة والسيادة في أيامها الأولى أي قبل النضوج . والحقائق كشاهد متجدد في مسارح البطولة والتضحية والدفاع عن الوطن هي الأخرى تثبت صدق وعدي كيمني يعتز بتربة وطنه ويعي حجم قوته البشرية رهانه الواقع وجواده الإيمان بعدالة مطلبه وسيفه الحق الإلهي ككينونة ووجود ومنافسة في هذه الحياة .