استطلاع/عبدالباسط النوعة –
خمسة وأربعون يوما تفصلنا عن مهلة اليونسكو عن الإنذار الأخير لزبيد لشطبها من قائمة التراث العالمي فهل الاجتماعات الأخيرة تشفع للمدينة لإبقائها ضمن قائمة التراث العالمي خاصة بعد اجتماع مجلس الوزراء في الحديدة والاجتماع الثاني في صنعاء والذي خصص جزءاٍ من أوراق عمله لمدينة زبيد واتخذت قرارات تمنع استحداث أي اعتداء أو مخالفات معمارية في المدينة..
وحول هذا الموضوع يؤكد الأخ ناجي ثوابة القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية أن المخالفات المعمارية بعد اجتماع مجلس الوزراء وقراراته فيما يتعلق بالمدينة ارتفعت تلك المخالفات إلى حد يفوق التوقعات حيث بلغت خلال عشرة أيام تلت الاجتماع إلى أكثر من 60 مخالفة معمارية منها 30 مخالفة جسيمة جدا وهذا العدد من المخالفات كان يحصل في زبيد خلال السنوات الماضية في أشهر عديدة حيث بلغت المخالفات العام الماضي 180 مخالفة معمارية وخلال عشرة أيام فقط بعد اجتماع مجلس الوزراء 60 مخالفة برغم القرارات والتوجيهات التي صدرت من المجلس ورئيسه بعدم استحداث أي مخالفات لكن ما جدوى هذه القرارات والتوجيهات دون أن تنفذ على أرض الواقع.
وحول مؤشرات هذه المخالفات بعيد اجتماع مجلس الوزراء أحجم ثوابة عن الإجابة وقال: لا نريد أن نخسر أحدا داعيا فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي إلى سرعة عقد مؤتمر صحفي خاص بزبيد بحضور الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة وسفير الاتحاد الأوروبي ودعوة المانحين والدول الشريكة في الحفاظ على التراث الإنساني للإسهام في إنقاذ زبيد كونها تراثا إنسانيا عالميا وحتما سوف يحدث تفاعل عالمي كبير وبهذا ننقذ زبيد وبدون هذا قد يكون من الصعوبة بمكان أنقاذ المدينة.
لا مقارنة بين تعاون أمين العاصمة ومحافظ الحديدة
وحول مدى استمرار المخالفات أوضح ثوابة أن المخالفات خفت مطلع هذا الأسبوع والسبب يعزى إلى التواصل والاتصال الذي تم بين الهيئة وعدد من مؤسسات وشرائح المجتمع المحلي بزبيد ومنهم نقابة المدرسين في المدينة وخطيب الجامع الكبير وعدد من الشخصيات الاجتماعية الفاعلة ولازالت اللقاءات والتواصل معهم قائما للخروج برؤية موحدة تصب في إنجاح عملية الحفاظ.
وأضاف: في الحقيقة ما لمسناه من المحافظ يدعو إلى الإحباط فتعاونه لا يرتقي إلى المستوى المطلوب وليس دون المستوى وربما يكون السبب في ذلك أهداف سياسية يسعى وراءها وتحديدا من أجل الانتخابات والحصول على أصوات كثيرة ولا ضير أن يكون الثمن تدمير أو تخريب الموروث الحضاري وإذا ما قارنا تعاون كل من أمين العاصمة من صنعاء القديمة ومحافظ الحديدة في زبيد فالمقارنة هنا غير جائزة ولا يوجد أوجه لها فالأول متعاون بنسبة 90٪ والثاني بنسبة 5٪.
من جانبها تقول الأخت أمة الرزاق جحاف القائم بأعمال وكيل هيئة الحفاظ على المدن التاريخية: إن كل المعطيات المستمدة من الواقع تدل دلالة واضحة على ان زبيد سوف تخرج من قائمة التراث العالمي خاصة أن المهلة التي أعطتها اليونسكو حتى إنذارها الأخير لم تبق لها سوى أسابيع قليلة وما يجعلنا نقول ذلك أنه وبعد اجتماع مجلس الوزراء في الحديدة والذي أعطى لنا املا كبيرا سرعان ما تشتت بالواقع حيث ارتفعت نسبة المخالفات في المدينة بصورة غير متوقعة ولم يسبق لها مثيل بنسبة 50٪ عن السنوات الماضية في عشرة أيام فقط وكل القرارات والأشياء التي تم الاتفاق عليها داخل مجلس الوزراء أو اللجنة الوزارية المصغرة أو عبر شخص رئيس الوزراء ووزير المالية وكذا محافظ الحديدة تبخرت في السماء وكانت كل تلك القرارات عبارة عن دعاية إعلامية لا أكثر ولا أقل حتى أن وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل انسحب من الاجتماع عندما لاحظ عدم الجدية لدى مجلس الوزراء.
وأكدت أن اجتماع مجلس الوزراء كان بمثابة الضوء الأخضر لابناء زبيد كي يعملوا ما يشاؤون والدليل على ذلك زيادة المخالفات بصورة غير طبيعية خاصة أن أبناء زبيد ومسؤوليها وعلى رأسهم المحافظ لا يريدون أن تبقى زبيد ضمن القائمة العالمية ولذلك تشهد زبيد كل يوم ارتكاب مخالفة جسيمة بإصرار وتحد حتى أن المحافظ يصر على خراب المدينة فقد بذلنا جهوداٍ كبيرة لتغيير مدير الأمن السابق وفعلا تم تغييره لأنه كان حجر عثرة أمام عملية الحفاظ على المدينة وها هو المحافظ يعمل على إعادته مرة أخرى فماذا يعني هذا¿¿!!
واستغربت جحاف من مطالبة رئيس الوزراء عبر رسالة وجهها إلى مجلس النواب بسحب قانون الحفاظ على المدن التاريخية ووقفه رغم أنه لا يحق له المطالبة بسحبه خاصة بعد أن تم إقرار 85٪ من مواده ولولا اجازه المجلس لكان تم إقراره كاملا وأصدر كما ان مجلس الوزراء سبق وأن صادق عليه ورفعه إلى مجلس النواب فكيف يعود رئىس مجلس الوزراء ويطالب بسحبه ووقفه من أجل مصالح شخصية لأفراد ومن أجل مشاريع فردية يتم التضحية بهوية وطن وتاريخه وثقافته أليس هذا مخجلا¿¿ والكلام لجحاف.
وأضافت: وهذا يجعلنا نشعر أن هنالك تواطؤاٍ من مجلس الوزراء بإخراج زبيد من قائمة التراث العالمي.