ن …والقلم.. (عبدو قاسم)

ذات تقديم لاحد المبدعين من على منصة منتدى التبادل المعرفي في (البيسمنت), قلت إن المبدع في هذه البلاد مظلوم مرتين, أولى عندما يظل يرى إبداعه أو بالاصح أولاده مذرذرين في الطرقات, ومرة أخرى باعتباره موظفا عاما وفي جهاز إبداعي فيفاجأ بالإداري ذات صباح يبلغه وبفجاجة (احلت للتقاعد), يقينا أن الخدمة المدنية أو صندوق التقاعد لا تدري ما هو المبدع!!, هل هو كائن فضائياً, أو أنه إنسان ينتمي إلى فصيلة البشر, يقينا أن أذكى موظف في الجهتين وأعضاء قيادتي الأدباء والصحفيين فيعتبرون المبدع حيواناً منقرضاً!!. في المرة الثالثة يبلغ الوجع نهايات المدى حين يكتشف المبدع وقد حكم عليه بالإعدام إنه لم يبدأ بعد, ولذلك فأنت ترى أن كلٌ منا في أعماقه مبدع حاول أن يتخلص من القهر والضياع فلم يستطع, لأن الكوابح كثيرة, والمناخ العام لا يدري من هو المبدع وكيف يكون حتى شكله, إبراهيم حسين أو (عبدو قاسم) أحد المبدعين في هذه البلاد مات كمداً, قهراً, آمن بفكره, حملها معه من تعز المدينة القديمة الأثيرة إلى نفسينا إلى عدن, حاول هناك بالقرب من البحر أن يتنفس, فاكتشف مع الأيام أن اليمن واحد في كل شيء!!, في القهر, في الظلم, في الضياع, في عدم تقدير المبدع. ذات مساء قبل حوالي العامين تذكرته فاتصلت, ففوجئ باتصالي, وأنا أحسست بامتنان بلا حدود, أفصحت عنه كلماته المنتقاه بهدوء تميز به أبناء المدينة القديمة التي تقاسمناها ذات مرحلة في تعز, هو في الظاهرية وأنا في حافة إسحاق, رحت أحدثه عن كتاب موؤود من قبلي اسمه (حافة إسحاق) ما يزال حبيس مكتبتي, ولن أفرج عنه إلا متى ما أفرج عن البلاد!!. بعد فترة قصيرة من ذلك الاتصال, اتصل بي ذات ظهيرة يسأل عن رقم لم أعد اتذكر صاحبه, ظل يحدثني بطريقة لم أقبلها, بتوجس له حق فيه, ظل يردد (يا استاذ) كثيرا, قاطعته: يا إبراهيم نحن زملاء وأصحاب, والرؤوس متساوية, فلا داعي لل (أستاذ), فلا أستسيغها من أصله, وبالذات الآن, ظل يعتذر, وعنده حق, فلم يعد أحد يقبل احدا , ولم يعد أحد يسأل عن أحد!. ودعنا بعض على أمل التواصل, فأضعت رقمه, وضاع هو, وأدري لماذا؟ للأسباب التي قلتها لكم, ثم أن ما يقتل المبدع عندما يرى حلما اتكأ عليه ينهار, رأيت ذلك في لحظة من لحظات عدن القاسية, حين امتلأ الميدان في كريتر بمئات الكتب, على الرصيف تباع بسعر أحقر السلع, يومها وقد لاحظت الأسماء التي عليها قلت لأحمد شرف: فُقِد الحلم يا صاحبي.., فحين يبيع المبدع كتبه أقرأ على الدنيا السلام, أنا موجوع حتى العظم.

قد يعجبك ايضا