*مجيب قحطان العزي –
بالأمس القريب ودعتنا أستاذة الإرادة وصانعة التحدي الأستاذة الفاضلة جمالة صالح البيضاني .. ودعتنا جسدا◌ٍ ولم تفارقنا روحا◌ٍ ..رحيل مؤلم وخسارة كبيرة أن يأفل نجم ريق نجمة ساطعة في سماء التحدي ومواجهة الصعاب بإصرار وعزيمة رائعتين لكن مشيئة الله فوق كل شيء .
أعزي نفسي وأعزي جميع ذوي الإعاقة برحيل أستاذتنا جمالة البيضاني فإنني لا استطيع أن أكتب الجمل أو أصيغ المعاني والعبارات في هذه الإنسانة (جمالة البيضاني ) التي كان كل عملها جميلا◌ٍ مثل اسمها وقلبها أبيض كلقبها بيضاني. هي أستاذة رسمت ملامح التحدي شعارا◌ٍ لها وعملت على تحقيقه على أرض الواقع وإن كان لم يكتمل بعد إلا ببناء مدينة التحدي للخدمات الإنسانية, لكن أقول: لقد أسست لبنة قوية للتحدي ورسمت ملامح الطريق لمن سيخوض غمار التحدي بعد أن ترجلت عن جوادها وغادرت وهي مرتاحة الضمير والبال وقد أوجدت ما يؤمن حياة كريمة لبنات التحدي ولكل فتاة ذي إعاقة من تأهيل ومن خدمات تعليمية وعلاجية ومن سكن داخلي غيرها .
أقول وقلبي يعتصر حزنا◌ٍ وكمدا◌ٍ على فراق صاحبة التحدي وإنسانة المواقف: رحيلها خسارة خسارة ليس على بنات التحدي فحسب بل على كل فئات الإعاقة¡ فكانت رحمها الله إنسانة شاملة تقدم نفسها لخدمة أي معاق فهي شمعة أضاءت الدرب لنا نحن ذوي الإعاقة ولنا فيها دروس وعبر فمنها تعلمنا التحدي وفهمنا كيفية التغلب على الصعوبات وعرفنا منها كيف يمكن لنا ذوي الإعاقة أن نكون ذووا إرادة نحطم قيود الإعاقة ونصنع من إعاقتنا أشخاصا◌ٍ يقهرون المستحيل ويثبتون ذاتهم في المجتمع.
وإنني وأنا أكتب عن سيدة الخصال وصاحبة البسمة العريضة النابعة من القلب الأبيض جمالة البيضاني أدعو الجميع وخصوصا◌ٍ الوسائل الإعلامية أن تعمل على جمع كل ما تركته الفقيدة من إرث معرفي وتعريفي لذوي الإعاقة وعرض ما قدمته من خدمات ومنجزات طيلة حياتها في العمل الخيري والتطوعي وخدمة ذوي الإعاقة ليعرف الجميع عنها وعن رصيدها الخيري ما لم يعرفه وهي بين ظهرانينا .
ختاما◌ٍ أقول أستاذتي جمالة نامي قريرة العين إلى جوار الأنبياء والصديقين بإذن الله ولنا بعدك الذكرى والدعاء لك بالرحمة والغفران وإنا لله وإنا إليه راجعون.
*مسئول العلاقات العامة والإعلام بجمعية
رعاية وتأهيل المعاقين حركيا◌ٍ