عام » لنذهب إلى الرئيس«

صقر الصنيدي –

الساعة تقف عند العاشرة وعشرين دقيقة إنها لحظة تذكر قاطني المحافظات الجنوبية بلحظات انتصر فيها السيف على العقل في 1986م لتصبح فيما بعد نذير شؤوم «عشرة وعشرين» هكذا كانت تنطق _ الحال لم يكن نفسه قبل عام في هذه الدقائق وقف الرئيس الذي صوت له اليمنيون ليؤدي القسم أمام البرلمان مع عاصفة من هدوء نادر ماتتكرر في مجلس النواب الذي حضر فيه كل من تغيبوا لسنوات نظراٍ لحساباتهم السياسية – وأراد الرئيس عبد ربه منصور هادي ان يعيد لهذا المكان بريقه فقدم إليه عقب إعلان النتائج بأيام قليلة « اربعة ايام « ليس فقط ليؤدي القسم ولكن ليعلن عن خطوط ومهام عليه أن ينفذها ونقاط يتوجب ان يصل إليها ولن يكون وحيدا في النجاح أن تم فالنواب يمثلون الأمة من اقصاها الى اقصاها وعليهم فرض ان يعينوا أعلى سلطة في البلاد .
اذا لم نستطع التعامل مع (المشاكل) بطرق واقعية ومنظمة فإن الفوضى هي البديل المحتمل هكذا لخص خطاب رئيس الجمهورية  قبل عام مهام المرحلة التعامل مع المشاكل التى تعرض البلاد للانقسام والتجاوب مع رياح الخارج ودوامات الداخل – ورغم أن المبادرة الخليجية حصرت دور البرلمان في زوايا مرئية الا انها لم تمنعهم من أن يكونوا سندا للخروج من الهم وهو ما أراد رئيس الجمهورية الدفع به نحو التنفيذ – فأين كانوا يقفون خلال عام .
اعقب قسم الرئيس إجازة برلمانية قصيرة وكأنها لتحديد المواقع الجديدة والأدوار الجديدة أيضا كما يقول الدكتور عبدالباري دغيش عضو المجلس حدث تغيير في شروط العمل السياسي والبرلماني حيث لم يعد الصوت البارز للأغلبية بل صوت الوفاق في اتخاذ أي قرار هو الأسلوب وقد استشعر البعض من الزملاء هذا التغير في الأدوار ولم يستوعب آخرون حيث استمروا في لعب دور الأغلبية والأقلية السلطة والمعارضة .
يضيف النائب القادم من عدن موضحا الإشكاليه التي اعاقت الوفاق حيث لم يصبح على الأرض بنسبة 100% لكنه حدث ونجح المجلس في تجاوز العقبات وأهم الأمور التي انفذها اقراره الموازنة العامة للدولة وتجاوزه لمحنة منح الحصانة لإتمام شروط المبادرة الخليجية قبلها كان المجلس قد زكى الرئيس عبدربه ليكون مرشحا توافقيا يعبر بالبلاد الى الضفة الأخرى من الأمان في ظروف بالغة التعقيد وقد رأينا تحسنا خلال العام الذي مر في المستوى الاقتصادي والأمني وغيره وقد بذلت جهود من قبل رئيس الجمهورية ومن قبل الحكومة في ظل انقسامات واستقطابات وتدخلات وتأثيرات متصارعة اجتهدت لتبطئ سير التغيير الإيجابي نحو الأفضل .
تدخل الرئيس أكثر من مرة لإعادة الاستقرار الى مجلس النواب وتهدئة الأمواج حيث دعاهم للاجتماع معه أكثر من أربع مرات تقريبا اقربها الاجتماع الذي سبق التصويت على الموازنة العامة للدولة حيث دخلت دهاليز الصراع والعناد السياسي بين الاطراف المعنية بإنجاح عمل الحكومة – لكن تدخل الرئيس لم يكن محل ترحيب بعض النواب أنفسهم فقد كانوا يفضلون ان يحل المجلس قضاياه منفردا وأن لا يذهب الى الرئيس ووفقا للنائب ناصر عرمان فان لدى رئيس الجمهورية ما يكفي من المشاكل ولا ينقصه ان يحمل البرلمان خلافاته إليه ليضيف الهم وكثيرا مانصح عرمان زملاءه بتجاوز اى خلاف قبل أن يصل الى أعلى سلطة منتخبة .
لكن نواباٍ آخرون اعتادوا على التلويح ببند في المبادرة الخليجية ينص على ان القرارات في مجلس النواب تتخذ بالتوافق مالم فترفع القضية الى رئيس الجمهورية فيتخذ مايراه مناسبا ومن هؤلاء النواب عبدالكريم شيبان النائب الإصلاحي الذي كان يرد على أي تفاقم للخلاف بعبارة « لنذهب الى الرئيس « ليعود صوت عرمان وهو من أكثر النواب اتزاناٍ في طرح القضايا يا جماعة لا تدوشوا الرجل دعوه يعمل في الجبهات التي يواجه فيها .
النائب عبدالعزيز جباري عد هذا التاريخ هاماٍ لأن فيه اقتنع الفرقاء على ضرورة الحل السلمي لكنه في ذات الوقت تمنى ان لايتحول الى يوم تمجيد للأفراد وقال « اصبح لدينا خوف من التواريخ التي استخدمت سابقا للتمجيد « وعاد جباري الى القول ان هذا اليوم علامة فارقة وتمهيدا للوصول الى انتخابات عادلة ونزيهة لا تستخدم امكانيات الدولة لصالح طرف أو شخص – لايهمنا من يحكم ولا من أين جاء بل نحن مهتمون بكيف يحكم كان اسمه سعيد أو أحمد أو قاسم الأسماء ليست مهمة بل طريقة الحكم .
وأوضح النائب التارك لصفوف المؤتمر منذ سنوات انه رغم الصعوبات حدث تقدم والرئيس والحكومة عملوا مع وجود أخطاء وملاحظات على الاعمال وحتى على القرارات التى اتخذت وحصل بموجبها متهمون بفساد ومتهمون بقتل على مناصب , انا متفائل بالنجاح خاصة وان مؤتمر الحوار يتقدم بخطوات وبمباركة دولية تشير جميعها الى نجاح هذا الحدث الكبير والهام جدا ,  الناس تواقون الى دولة وهيبتها والى قانون يسود ويحكم .

قد يعجبك ايضا