ن …والقلم…ما الذي نريد ؟؟؟
لو أن أعضاء مؤتمر الحوار الوطني خرجوا إلى الشارع بعد أن أنتهت ((فُهنة )) الموفمبيك إلى الناس وقالوا لهم هذا الذي عملناه , ولو أن الأحزاب نزلت إلى أعضائها وقالت هذا الذي توصلنا إليه , ولو أنهم كأمانة عامة لمؤتمر الحوار تأنت ولم تقفز على الإجراءات المتفق عليها , لو ان اليمنيين تجاوزوا لحظة العجل التي تقتل دائما كل عمل كبير , لو أن الجميع أسسوا لحوار مجتمعي بعد السياسي , بأن طلبوا من الجمهور الإجابة على سؤال ما يزال يُؤرقنا : (( ما الذي نريد ؟؟ )) , لو كنا ولو كنا ما كنا وصلنا إلى ما وصلنا اليه . للأسف الشديد لا نتذكر هذا إلا لحظة الجلوس بين الأنقاض , سواء أنقاض العمران , أو أنقاض الاجتماعات الطويلة والتي تنتج كماً هائلاً من الورق يواكبه نزق اللحظة الأخيرة لكل عمل , حيث نستعجل فنكسر كل الصحون . الآن وقد تكسرت كل الصحون ولم يعد باقيا إلا الأرجل تهرول في كل الاتجاهات , يكون السؤال في اللحظة الفارقة المأزومة : ما الذي نريد ؟ لا يوجد وقت لإدارة حوار مجتمعي , سيكون ذلك الآن ترفاً عظيماً نريده ولا نستطيعه , وبعضهم لا يريده فقد تعود أن يأمر والآخرون يطيعون!!! , علينا فقط التفكير كيف نلملم قطع الصحون المتناثرة , هذا إذا مايزال اليمن في قلوب الفرقاء كما يريده الناس , اما إذا قد وصلنا إلى (( وقلوبهم شتًى )) , فلن نجد الجواب , ومع ذلك لا بد من الاجابة على السؤال , أقول إننا نريد أستعادة أنفسنا برغم كل هذا الضجيج كلاما إلى درجة أن السمع لم يعد يفرق بين أصوات الطائرات والقذائف والصراخ والصواريخ , واصوات باعة رديئين يجدون في الحروب فرصة للإثراء , ويعملون بكل ما أوتوا من قوة لاستمرارها بايجاد مبرراتها , لا يهمهم أن تنزف دماء الناس , المهم أن تسيل الخزائن إلى الجيوب , وكله باسمك يا يمن !!! . كيف نستعيد أنفسنا باستعادة قدرتنا على قراءة اللحظة حيث حاجة الناس إلى وطن آمن هو المطلب الرئيسي , وكنت اتمنى لو ان أي قوة سياسية تمتلك القدرة على اجراء الاستبيانات أو تمتلك الشجاعة أولا على إجرائها , يكون الاستبيان عبارة عن سؤال واحد أوحد للناس : ماذا تريدون ؟؟ سيقول الجميع باستثناء أمناء الصناديق : نريد وطناً , يُظلله الأمن والأمان , نريد مستقبلا لاولادنا , نريد دولة تتساوى فيها الرؤوس , يكون فيها ماهو للدنيا فلها , وماهو للآخرة فبيننا وبين من خلق ورزق , نريد قانوناً ودستوراً يعبر عن متطلبات إنسان القرن الواحد والعشرين , نريد أن نخرج إلى الشارع ونحن يمنيون لا أحد يسأل الأخر من أين أنت ؟ بل يسأله ما الذي أنجزته اليوم , وما الذي تهيئ نفسك لإنجازه غدا ….., لو استطاع اليمنيون الذين في جنيف أن يرتفعوا إلى مستوى أسئلة الشارع فأبشروا بخير , وإن ظلوا يلوكون أسئلتهم هم , فالطريق سيطول لا محالة ..حتى نجد المدخل الحقيقي لوطن نحلم به ……………