انعدام الديزل يحول دون تشغيل مضخات المياه في مختلف المحافظات
الثورة/ أحمد السعيدي
لم تقتصر معاناة المواطن اليمني البسيط في عموم محافظات الجمهورية على انقطاع الكهرباء وانعدام الغاز المنزلي والمشتقات النفطية فقط, بل وصل الأمر إلى انعدام مياه الشرب والاستخدام المنزلي عن أغلب مناطق الجمهورية لتتفاقم المعاناة وينقطع شريان الحياة بسبب عدم ضخ المياه إلى بعض الأحياء لعدة أسباب, أبرزها الحصار الظالم الذي يفرضه تحالف العدوان بقيادة السعودية على الشعب اليمني.
“الثورة” تنقل معاناة المواطنين جراء استمرار الحصار ومنع دخول المشتقات النفطية التي تقوم عليها مضخات المياه في مختلف محافظات الجمهورية.. فكانت الحصيلة التالية:
معاناة
تتكرر معاناة الحاج حسين الغراب عندما يقطع مسافة النصف كيلومتر يوميا للوصول إلى اٌقرب مسجد من منزله وذلك لتعبئة “الدبات” الخاصة بمياه الاستهلاك المنزلي.
تلك المسافة التي يقطعها هذا المسن تحت وطأة حرارة الشمس ليست إلا صورة مكررة لمعاناة يعيشها كثير من المواطنين في أمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية نتيجة انقطاع الشرب والاستهلاك المنزلي.
اما المواطن سعيد الحمادي فقد أثقل كاهله شراء وايتات الماء بشكل متكرر في الشهر الواحد, فأصبح راتبه كاملا لا يكفي لأكثر من شراء وايت ماء مرتين في الشهر الواحد وذلك بسبب ارتفاع سعر وايت الماء إلى ما يقارب عشرة آلاف ريال في بعض الأوقات نتيجة انعدام المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها الخيالي في السوق السوداء نتيجة الحصار السعودي على الشعب اليمني منذ بدء العدوان.
وأمثال المواطن الحمادي كثيرون ممن لا يستطيعون تحمل ارتفاع أسعار وايت الماء ولا يستطيعون أيضا الحصول على الماء المنزلي بسبب تواجد منازلهم في مناطق لا يوجد بها مضخات أو مساجد تسمح للمواطن التعبئة منها.
وفي حي الأصبحي بأمانة العاصمة يتجمع غالبية أبناء الحي بـ”دباتهم” حول الوايت الذي اشتراه فاعل الخير للحي, فيرافق عملية الحصول على الماء زحام شديد وطوابير طويلة وأحيانا تحدث مشاكل بين المتزاحمين ليتم حرمان الجميع من الحصول على دبة الماء أو أكثر.
ذلك المشهد يتكرر في أحياء أمانة العاصمة ومحافظة تعز وباقي محافظات الجمهورية المكتظة بالسكان.
العدوان يشارك
أما عن العدوان السعودي على اليمن فحدث ولا حرج فقد شارك هو أيضا في عملية حصار المواطن وعدم حصوله على الماء الذي يحتاجه بشكل يومي عندما قصفت طائراته عدداً كبيراً من خزانات المياه وانابيب وشبكات تغذي أحياء كثيرة وأسراً أكبر, ففي محافظة صعدة مثلا استهدف العدوان الغاشم خزانات المياه بجبل تلمص التابع لمحطة مشروع المياه بمدينة صعدة وشبكة الانابيب التي تربط الخزانات بالمدينة ومطار صعدة ومحطتي الغاز والكهرباء.
وفي محافظة مارب أيضا شن طيران العدوان عدة غارات على خزانات مشروع مياه مجزر مما أسفر عن تدميره كليا وخروج المشروع عن الخدمة.. يذكر أن مشروع خزانات مياه مجزر بلغت تكلفة إنشائه أربعة ملايين دولار بدعم شركة توتال للغاز المسال ويستفيد منه نحو خمسة آلاف نسمة من أبناء المديرية بحسب مصدر محلي بمكتب مياه مارب.
محافظات كثيرة تعرضت لاستهداف مشاريع المياه وكانت أهدافا لطائرات قوات تحالف العدوان إلى جانب محافظتي صعدة ومارب, وحتى أمانة العاصمة لم تسلم من ذلك العدوان الهمجي الذي حرم المواطن من أبسط حقوقه في العيش.. فقد استهدف مشروعا للمياه تابعاً لأحد المواطنين حسين هاشم مرغم.. الذي أكد أن طائرات العدوان استهدفت خزان المياه الذي يمول المواطنين بالمياه بعدة غارات.. مشيرا إلى أن تكلفة إنشاء المشروع تفوق 9 ملايين ريال وينتظر لجنة حصر الأضرار الناجمة عن العدوان والمشكلة من اللجنة الثورية العليا لحصر وتقييم الاضرار الناتجة عن استهداف المشروع.
شراء الديزل
التقينا الأخ أشرف معاذ نائب مدير عام مؤسسة المياه للشؤون المالية والادارية لمعرفة أهم أسباب انعدام المياه فأجاب قائلا:
الميزانية التشغيلية للمؤسسة تذهب لشراء مادة الديزل ومرتبات للمواطنين وأيضا لوازم التشغيل الأخرى مثل الصيانة والمتابعات وغيرها.
*وحول ما إذا كانت اللجنة الثورية عبر أمانة العاصمة حددت مخصصات لمادة الديزل للمؤسسة قال معاذ:
نعم تم تحديد مخصص من مادة الديزل للمؤسسة في حالة توفر الديزل, لكن في ظل انعدامه فلا, وبالنسبة لمشكلة الديزل فقد تم حلها عندما تكفلت اليونيسف بمادة الديزل للأشهر السابقة ووفرت أمانة العاصمة ما تحتاجه المؤسسة لشهرين قادمين لكن المشكلة تظل في رواتب الموظفين الذين هم أساس التشغيل ومستلزمات التشغيل مثل بنزين السيارات وزيوت المولدات وصيانة الانابيب والخزانات وغيرها من النثريات.
وأكد نائب مدير عام المؤسسة أن المؤسسة ناشدت المواطنين عبر جميع وسائل الإعلام بأن هناك وضعاً حرجاً للمؤسسة ويعتبر ما يسدده المواطن من مديونيته هو دعم للمؤسسة لاستمرار الخدمة لهم بدلا من توفير وسائل أخرى قد تكون مكلفة ومتعبة في نفس الوقت.
70 مشروعاً استهدفت
أما بالنسبة للعدوان وتأثيره في قطع خدمات المياه على كثير من المناطق في محافظات الجمهورية قال الأستاذ أشرف معاذ:
نعم لقد شارك العدوان الغاشم في انقطاع خدمات المياه أولا بحصاره الجائر الذي نتج عنه غياب المشتقات النفطية وعزوف المواطن عن التسديد, وثانيا باستهدافه المباشر لمشاريع المياه في كثير من المحافظات, ففي أمانة العاصمة مثلا استهدف طيران العدوان الخزان الرئيسي في منطقة النهدين والذي يغذي أكثر من ثلاثين ألف مواطن وتكلفته حوالي ثلاثة ملايين دولار واستهدفت غارات العدوان عدداً من الآبار في مناطق مختلفة كـ”الحفا ونقم” وتأثرت الشبكات في المناطق التي تم استهدافها وحتى مؤسسة المياه تهشمت جميع نوافذها وأبوابها الزجاجية نتيجة سقوط صاروخ في منطقة مجاورة.
وقد أكدت غرفة عمليات وزارة المياه والبيئة أن عدد المشاريع التي استهدفتها طائرات العدوان تجاوزت الـ70 مشروعاً وكان لمحافظة صعدة نصيب الأسد من تلك الغارات.
مناشدة حكومية
من جانبه أكد الأستاذ عبدالجليل الكميم مدير العلاقات والإعلام بمؤسسة المياه ضرورة تفاعل المواطن في تسديد ما عليهم من التزامات للمؤسسة لما تمر به من وضع حرج وعجز مالي يهدد بإيقاف خدماتها نهائيا ولا مانع من تقسيط المبالغ إلى أقساط شهرية.
ما يمكن تقديمه
“الثورة” بدورها خاطبت اللجنة الثورية العليا عبر الدكتور صالح صايل عضو اللجنة حول ما يمكن أن تقدمه الدولة للتعامل مع الديون المتراكمة التي تعيق مؤسسة المياه عن أداء دورها الذي يساعد المواطن في التخلص من هذه المعاناة قال الدكتور صالح صايل:
تم تشكيل لجنة للتحقيق في هذا الموضوع وعدة مشكلات أخرى, وباشرت هذه اللجنة عملها بالنزول الميداني والالتقاء ببعض الشخصيات التي لها علاقة وسيتم رفع التقارير في حالة الانتهاء من عملها وسنقوم بدورنا الايجابي في وضع الحلول والمقترحات التي تقف إلى جوار المواطن وما يعانيه من وضع إنساني حرج نتيجة الحصار الذي فرضه العدوان منذ ما يقارب العشرة أشهر.