فريسة وهمية
إسحاق المساوى
في السياسة ينشأ الصراع بدافع الحصول على أكبر قدر من الامتيازات التي يحظى بها عرش السلطة؛ أما أن ينشأ نفس هذا الصراع على فريسة وهمية فذلك ما يجسد السخرية بأبهى تجلياتها.
إذ لا تكفي الغرابة وحدها عند قراءة تفاصيل الاختلاف المحتدم بين أكثر كائنين يعيشان في تصالح بليد مع واقعهما.. واقعهما الذي لا يحمل من الإغراء ما يدعو (بحاح وهادي) للتنافس عليه بتلك الهمة، وأن يحشد كلاهما أذياله الإعلامية لتأييد الصراع على سلطة خارج إطار جغرافيا اليمن، وباقي المحددات العلمية التي تحتمل مبارزة الخصوم في هذا إطار مفاهيم السياسة المعروفة.
لكن هذان البليدان تصورا أن فنادق السعودية هي المساحة الجغرافية للوطن، فيما الشعب يتمثل بشلة المرتزقة الفارين، فتدافعا وتسابقا لبسط النفوذ على أكبر قدر من الغرف والأجنحة!
ليس ثمة تفسير يوصف هذه الحالة سوى “الجنون” الذي لو عجز صاحبه على تحقيق إرادته في الواقع؛ استعان بخيال جنونه لصناعة أعظم إمبراطورية ترضيه.
هذه الحالة المرضية تمكننا من معرفة نتائج التفكك بين بحاح وهادي وهو ما يقرأ من مقدمة هذا الصدام المضحك، وربما هو الآن في طريقه لجمع مشاهد الخاتمة الكارثية، ليس على المستوى الشخصي وحسب، بل سيشمل من يقفون خلف الستار.
فالحرب الإعلامية بينهما لن تدوم طويلا وستتخطى ذلك إلى المواجهة المباشرة، حينها سيبدو لمن ينظرون بعين واحدة أن استعادة” الشرعية” مجرد ذريعة اختبى وراءها صراع المصالح الشخصية حاملا وزر آلاف الضحايا، والبلد الذي دمرت ثروته وبقي إنسانه رافضا لنوايا الإلغاء والاستلاب.