جنيف 2.. ومصرع الكولومبيين
حامد البخيتي
أعلن مبعوث الأمم المتحدة موعد انعقاد مفاوضات (جنيف 2) والتي يجب أن يسبقها عقد هدنة وقف إطلاق النار تُستأنف من خلالها العمليةُ السياسية في حوار يمني – يمني بعيداً عن إملاءات وضغوط الخارج في ظلال صمود الشعب اليمني وانتصارات الجيش واللجان الشعبية على دول العدوان والغزاة والمرتزقة في كل الجبهات والتي كان آخرها يوم أمس “بمصرع 6 كولومبيين وقائدهم الاسترالي خلال مشاركتهم في الزحف على معسكر العمري بتعز ” فهل تعتقد دول العدوان والأمم المتحدة أن من السهل خداع وتضليل الشعب اليمني في ظل وجود الغزاة متعددي الجنسية على الأراضي اليمنية والغطاء الذي أعطي لداعش وجرائمها من قبل دول العدوان على اليمن .
مما لا شك فيه أن الشعب اليمني بوعيه بوطنه وحريته واستقلاله والرافض للوصاية الخارجية والاملاءات والضغوط الدولية لن يخدع بمجرد إعلان الأمم المتحدة موعد المفاوضات مالم يتبعها ذلك خطوات تتمثل في وقف أطلاق النار وسحب الغزاة متعددي الجنسية من الأرض اليمنية ورفع الغطاء الذي منحته الأمم المتحدة ودول العدوان لداعش والجماعات التكفيرية التي ارتكبت في حق أبناء اليمن أبشع الجرائم وتهادنت فيما بينها وبين دول العدوان ونفذت أجندتها في قتل اليمنيين وتدمير اليمن.
وبالرغم أن من أهل اليمن دعاة سلام وخير لكل العالم ومن منطلق إيمانهم كأهل إيمان وحكمة بقوله تعالى “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها” إلا أن الدعوة للمفاوضات وتحديد موعدها في ظل تواجد للغزاة على الأراضي اليمنية يؤكد على جدية الدعوة التي جاءت عن طريق الأمم المتحدة والتي أثبتت لليمنيين عجزها عن اتخاذ أي موقف جاد وصادق ينعكس ذلك على إيقاف العدوان والحصار المفروض على الشعب اليمني , وهذا ما يعزز لدى اليمنيين بان دول العدوان التي ارتكبت أبشع الجرائم لن تكون صادقة وجاده في التعامل مع دعوة الأمم المتحدة للمفاوضات بسحب الغزاة والمرتزقة من كل الأراضي اليمنية التي يتواجدون على ترابها الطاهر والذي بات اليمنيون على يقين بأنهم لن يخروجوا منها إلا بما يرونه من قبل أبناء اليمن في المواجهات.
لذا فإن أي مفاوضات تتبناها الأمم المتحدة وتعلن عن موعدها لا يهتم بها أبناء اليمن الذين يواجهون الغزاة والمرتزقة في كل الجبهات بما في ذلك الانتصارات الكبيرة والعظيمة في نجران وجيزان وعسير خصوصا بعد بدء المرحلة الأولى من الخيارات الاستراتيجية والتي سبقها توقيع وثيقة الشرف القبلية وكل الخطوات التي تعكس عزة وشجاعة وكرامة الإنسان اليمني الذي يعتصم بالله وحده في مواجهة الظالمين والمجرمين والتي كانت السبب الحقيقي لإعلان دول العدوان على لسان الأمم المتحدة عن المشاورات .