وكيل محافظة ريمة لـ “الثورة” :
ريمة/ أحمد المحفلي
كشف وكيل محافظة ريمة الأخ محمد الوسد عن حجم الخسائر التي تكبدتها محافظة ريمة جراء سلسلة الغارات التي شنها طيران العدوان السعودي الأمريكي على عاصمة المحافظة .
وأوضح الوسد في حديث مقتضب لـ (الثورة) أن حجم الخسائر نتيجة الدمار المهول الذي لحق بمجمع المحافظة الحكومي بلغ وفق آخر التقديرات قرابة خمسة مليارات ريال, مشيراً إلى أن قصف المجمع من قبل طيران العدوان أعاق العمل المؤسسي في مختلف الجهات الحكومية في المحافظة والتي كانت تتخذ من أقسام المجمع مقرات ومكاتب لها تدير أعمالها ومهامها من خلالها.
وأضاف : إن أكثر من 20 مكتباً تنفيذياً ومؤسسة حكومية تم تدمير مكاتبها ومقراتها بكل ما تحويه من أثاث مكتبي ومعدات وتجهيزات لازمة، كما أتلفت غارات طيران العدوان آلاف الملفات المتعلقة بمئات المشاريع الخاصة بالمحافظة وآلاف القضايا الخاصة بالمراجعين وغيرها, مؤكداً أن ذلك جعل كل تلك الجهات الحكومية عاجزة عن تقديم أي خدمة للمواطنين في جوانب واجباتها الوظيفية بعد أن فقدت كل الوسائل والإمكانات الضرورية لتسيير مهامها، بالإضافة إلى فقدانها لمقراتها التي كانت من خلالها تقوم بواجبها لخدمة المحافظة وأبنائها.
وأضاف وكيل محافظة ريمة : إن العدوان كان يهدف من استهدفه لمجمع ريمة إلى القضاء على الأمل الوحيد فيها والمتمثل في المنشأة الوحيدة التي كانت محافظة ريمة تدير مهامها من خلالها لخدمة المواطنين.
وقال : إن تدمير مجمع المحافظة جاء نتيجة حقد كبير على أبنائها كافة، بحيث أن المجمع لم يكن يشكل أي خطر على تحالف العدوان ولم يكن يتواجد فيه أية ثكنة عسكرية أو أمنية تتبع الحكومة أو أنصار الله بل كان خالياً تماماً إلا من مكاتب وأجهزة وملفات المكاتب التنفيذية, وقصفه بهذه الهمجية كان يهدف أيضا إلى جعل المؤسسات الحكومية والمكاتب التنفيذية في المحافظة تعود إلى الوراء 10 سنوات من الآن حتى تستطيع أن تبحث لها عن مقار بين منازل المواطنين في عاصمة المحافظة والتي لا تتوافق مع طبيعة أعمالها وكذا الدفع بتلك المكاتب والمؤسسات الحكومية في المحافظة نحو البحث عن أماكن جديدة لتسيير أعمالها.
وقال الوكيل الوسد : وبرغم هذا الوضع الإنساني الصعب والدمار الفادح الذي لحق بمحافظة ريمة جراء استهداف منشآتها فقد استطاعت وبكل جدارة القيام بواجباتها الوظيفية وتقديم خدماتها للمراجعين وعامة المواطنين في المحافظة والقادمين أيضاً إليها من بقية المحافظات.
كما أكد أن الجهات الإدارية والضريبية استطاعت وبتعاون وتجاوب كافة المكلفين والتجار في المحافظة تحسين إيراداتها خلال الشهرين الماضيين, مفيداً أن إيرادات ضرائب القات وحدها ارتفعت من نحو 400 ألف ريال إلى نحو مليون و600 ألف ريال في أقل من شهر وفي نحو مديريتين فقط من مديريات المحافظة.
وقال : إن هذه الإيرادات ستعين المحافظة على التغلب من خلالها على الصعوبات التي تواجهها مؤسسات ومكاتب المحافظة الحكومية من جراء الدمار الذي لحق بمبانيها, كما ستعمل على تقديم خدمات أكثر جودة لأبناء المحافظة والذين ظلوا وعلى مدى عقود محرومين منها.
وأشار إلى أن السلطة المحلية في المحافظة تعمل الآن وبالتعاون مع مختلف الجهات التنفيذية والإدارية بروح الفريق الواحد وهي الآن تعمل من أجل رفد المحافظة بالطاقة الكهربائية, مبيناً في هذا الجانب أن المحافظة ستحصل قريباً على مولد كهربائي ضخم ينتج نحو 1000 كيلو وات من الكهرباء وقيادة السلطة المحلية والجهات المعنية في المحافظة تعمل بشكل متواصل من أجل تسهيل كافة السبل مع الجهات المركزية في العاصمة على رفد المحافظة بهذا المولد.
وأضاف في هذا الجانب : إن الدراسة المعنية بهذا المشروع جاهزة وقد حددت نوع التجهيزات وحجمها وكلفتها والتي ستساعد على إنارة مختلف مديريات المحافظة بالتيار الكهربائي, وأن العائق الأكبر أمام السلطة المحلية لتحقيق هذا الأمل الذي يتطلع إليه كافة أبناء المحافظة هو فقط تكاليف نقل المحول الكهربائي من العاصمة صنعاء إلى عاصمة المحافظة (مدينة الجبين) والتي تعمل المحافظة جاهدة من أجل توفيرها في أقرب وقت ممكن, داعياً الجميع في المحافظة إلى التعاون مع جهود السلطة المحلية المتمثلة في محافظ المحافظة الأخ حسن العمري وجميع وكلاء المحافظة ومدراء المديريات والوحدات التنفيذية والذين يعملون بروح الفريق الواحد من أجل خدمة المحافظة والتغلب على الظرف العصيب الذي تعيشه ريمة خاصة والوطن عامة في ظل استمرار العدوان السعودي الغاشم على اليمن وفرض الحصار الجائر والظالم على الشعب اليمني.
وكان طيران العدوان السعودي الأمريكي قد شن في الـ 29 من سبتمبر الماضي نحو 20 غارة جوية استهدفت المجمع الحكومي وملحقاته في عاصمة محافظة ريمة مدينة الجبين، حيث أسفرت عن تدميره بشكل كلي, كما استهدف طيران العدوان حينها إدارة الأمن بالجبين بخمس غارات جوية أدت إلى تدميرها، فيما تعرض مبنى المواصلات في المحافظة لأضرار كبيرة نتيجة القصف وتم أيضاً استهداف نقطة أمنية في منطقة باب الثلوث .
وفي 13 مايو الماضي قصف طيران العدوان بعدة غارات منطقة علجوة في مديرية الجعفرية, حيث استهدف إدارة الأمن في المنطقة وقد أسفر القصف عن استشهاد 4 مواطنين وتدمير إدارة الأمن بصورة كاملة, كما استهدف طيران العدوان بعدة غارات المنطقة الأمنية لمديريتي “الجعفرية” و”كسمة”، الواقعتين على المدخل الغربي للمحافظة، بخمس غارات جوية أدت إلى تدميره بالكامل وتضرر الكثير من منازل المواطنين.