تقرير/ جمال الظاهري
الوازعية إحدى مديريات الساحل الغربي التابعة إدارياً لمحافظة تعز، تبعد عن مركز المحافظة حوالي ثمانين كيلو متراً.. يتوزع سكانها على عدد من التجمعات القروية – الاحيوق والظريفية والمشاولة والبوكرة وغيرها.
تحدها من الغرب مديرية موزع ومن الشرق بعض مقبنة وبني عمر ومن الجنوب مديرية المضاربة ويشتغل سكانها بالرعي والزراعة, مركز المديرية الشقيرة, تتوسط الخط الرابط بين المخا ومركز المحافظة (مدينة تعز).
برزت مديرية الوازعية في خضم الأحداث الجارية هذه الأيام إلى الواجهة وتدور فيها معارك شرسة بين قوات الجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية من طرف وجماعات الاخوان المسلمين (الاصلاح) ومجاميع اخرى قادمة من طور الباحة محافظة لحج, ومرتزقة قوات التحالف المسنودين بغطاء جوي سعودي امريكي كطرف مقابل.
موقعها الجغرافي الحساس في ظل ما تشهده تعز من هجمة شرسة من قوى تحالف العدوان وعملائهم, كان سبباً لدخولها دائرة المواجهات المسلحة, وجعلها هدفاً للقوى المعتدية التي سعت للسيطرة عليها بحكم قربها من باب المندب وأحد المداخل المؤدية إلى تعز، لكن الوازعية ( المديرية) كانت قلعة صمود أسطورية كما كانت في الموعد للتصدي للغزاء ومرتزقتهم، ومع تسارع الأحداث القتالية والهزائم التي تلقاها الطرف المدعوم من قبل تحالف العدوان بمدينة تعز وتخومها, وبعد الانكسارات المتتالية والخسائر التي تكبدتها جحافله التي سعت للسيطرة على المحافظة والمدينة بالذات’ عمل عناصر الاصلاح وقوات التحالف على فتح الجبهة الساحلية.. حيث توجهت فلول العملاء وبعض قادة الإصلاح من المناطق التي خسروها في جبهة الضباب وصبر وعدد من المواقع في المدينة إلى هذه المديرية.
طيران التحالف هو الآخر كان حاضراً في جبهة الوازعية, في إطار حملته على المنطقة الساحلية (المخا) الرامية إلى تهجير اهلها بعد أن فقد الامل في شرائهم أو ضمهم إلى عناصر العملاء التابعين له في الداخل أو الفارين في الرياض, وفي كسب تعاطفهم أو صمتهم على اقل تقدير، وباشرت طائراته وبوارجه استهداف المنطقة بالصواريخ والقنابل التي تلقيها على كل ما يتحرك فيها, وخنق وحصار الصيادين واستهداف مراكب صيدهم, فيما جماعة الاصلاح, قامت بتسليح ونشر عناصرها في قرى مديرية الوازعية المحاذية لمنطقة الصبيحة – محافظة لحج – والقرى والجبال والوديان القريبة من الطريق الرابط بين المخا ومدينة تعز.
وعمد المنضوون في جماعة الاصلاح والقاعدة وداعش إلى تفجير الوضع محاولين السيطرة على المراكز الاستراتيجية ذات الاهمية في هذه المديرية التي التحق عدد من ابنائها بقوات الجيش واللجان الشعبية.. حيث استهدفتهم ولا تزال صواريخ الطيران السعودي في منازلهم ومزارعهم وطرقهم واسواقهم, والكثير من الاسر دمرت بيوتها على رؤوس ساكنيها ودفنت مع اطفالها ومواشيها تحت انقاض البيوت التي دمرتها صواريخ الطائرات المعادية.
كل ذلك كان الهدف من ورائه تشتيت جهود الجيش واللجان الشعبية, والحصول على منفذ وطريق آمن يتسنى لهم من خلاله ادخال المرتزقة الذين جلبوهم من عدد من الدول الافريقية وغيرها, بعد أن يبسطوا سيطرتهم على هذه المناطق, ومن ثم يمدون عملاءهم الذين تتهاوى مواقعهم ويفقدون السيطرة كل يوم وعقب كل معركة يخوضونها مع الجيش واللجان الشعبية في مدينة تعز بالتحديد, وكل جبهات المواجهة التي تشهدها المحافظة, ومن هذه المنطلقات برزت الاهمية العسكرية والاستراتيجية لهذه المديرية.
وبدأت المواجهات في هذه المديرية منذ شهر تقريباً وبالتحديد بعد ان تمكن ابطال الجيش والجبهة الوطنية الوطنية من ابناء المنطقة واللجان الشعبية من هزيمة ودحر عناصر تنظيم الاخوان والقاعدة والمرتزقة من منطقة الضباب, لتتسع المواجهات في الايام الاخيرة – بالتزامن مع اعلان تحالف العدوان عن حملته العسكرية التي أسماها بـ(معركة تحرير تعز).