أسبوع ممتلئ بالدم والسلب والنهب ورائحة بارود العصابات في عدن

 

عدن/ خاص
لا تزال مدينة عدن تعيش واقعاً أليماً وعشوائياً ممتلئ بالدم ورائحة البارود الكريهة، تصنعه ميليشيات الخائن هادي وعصاباته المدعومة من قبل دول العدوان وعلى رأسها السعودية والإمارات العربية البعيدة كل البعد عن قيم العروبة وأخلاقها. فلا يكاد يمر يوم دون أن يكون هنالك سفك للدماء ونهب للأموال والممتلكات. لقد بات العبث والسلب ورائحة الدم هو المشهد اليومي لمدينة عدن “ثغر اليمن الباسم” مثلما قال الأديب والشاعر ناصر الأسعدي.
فالدماء لا تزال تُراق في شوارع المدينة على أيدي مُسلحي وميليشيات هادي، وغالباً ما يكون أصحاب تلك الدماء المُراقة هم الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أن مدينهم باتت اليوم مُغتصبة على أيدي من لا يخشون الله. فقد سجل هذا الأسبوع لوحده العديد من عمليات الاغتيالات والسلب والنهب التي تقوم بها تلك العصابات وأدوات العدوان الداخلية ومرتزقته. حيث سجلت المدينة ومع ساعات الصباح الأولى ليوم الأحد الماضي عملية اغتيال جديدة راح ضحيتها مواطناً “مدني” كان يتناول فطوره في مقهى شعبي بالقرب من مُستشفى الوالي بالمدينة، بعد أن قام مُسلحان على متن دراجة نارية بإطلاق النار على رواد ذلك المقهى، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 2 آخرين بجراح وصفت حالة أحدهم بالخطيرة.
واستمرارا لذات المشهد الدموي، صُدمت المدينة بخبر قيام المُسلحين بفتح نيران أسلحتهم ظهيرة الأثنين الماضي 23 نوفمبر الجاري، في وسط سوق القات بصورة عشوائية أسفر عن مقتل مواطن يُدعى “كلاي” أثناء تواجده بالسوق. ووفقاً لما ذكرته مصادر أمنية فإن المُسلحين وهم من يُطلقون على أنفسهم تسمية “المقاومة” قدموا إلى السوق على متن سيارة “هيلوكس” تحمل على ظهرها مدفعاً رشاشاً، وبدأوا بإطلاق النيران بصورة عشوائية في سوق القات بمديرية المنصورة أدى إلى مقتل مواطن وجرح آخرين.
وفي اليوم التالي أي الثلاثاء الموافق 24 نوفمبر الجاري، وفي ذات المديرية ” المنصورة ” التي باتت مثالاً بشعاً للحياة في ظل حكم العصابات الإجرامية قام مُسلحون آخرون باغتيال مواطن في عقده الثالث أثناء قيادته لسياراته التي يعتمد عليها في جلب قوت أطفاله. وإصابته في رأسه مباشرة، قبل أن يُغادر المُسلحون موقع الجريمة في حي “حاشد” وهم يُطلقون الرصاص في السماء دون حسيب أو رقيب ودون أن تتدخل أي من عصابات هادي في القبض عليهم ، وكيف تفعل ذلك وهم الشركاء في العيث بالأرض فسادا.
إلى ذلك كانت مصادر طبية في عدن قد أشارت إلى أن سيدة قد لقت مصرعها فيما أصيب 2 من أطفالها بجراح بالغة جراء انفجار مقذوف ناري جراء الحرب التي شنها العدوان السعودي الإماراتي على المدينة وسكانها. حيث ذكرت تلك المصادر أن المقذوف عبارة عن قنبلة يُشتبه أنها عنقودية كانت من مخلفات القصف الجوي الذي تعرضت له الأحياء السكنية بالقرب من معسكر الصولبان. مُشيرة إلى أن العديد من مناطق عدن خصوصاً أحيائها الشمالية لا تزال ممتلئة بمثل تلك القنابل خصوصاً وأنها تعرضت لقصف مكثف من قبل طيران العدوان بعد أن شهدت تلك المنطقة مواجهات مسلحة استمرت لعدة أسابيع بين أبطال الجيش واللجان الشعبية من جهة و مرتزقة هادي من جهة أخرى.
ولا يتوقف العبث والرعب الذي تعيشه مدينة عدن على القتل وسفك الدماء، بل أن النهب والفيد وسلب الأموال بات يُعد أحد أبرز ملامح حكم العصابات وميليشيات العدوان، حيث عمد مُسلحو تلك الجماعات على نهب عدد من المصارف والمتاجر والبنوك وكان آخرها ما تعرض له بنك اليمن الدولي من سطو مُسلح ظهيرة الأحد الماضي أسفر عن نهب مبلغ مالي يُقدر بـ50 مليون ريال. وذكر عاملون في البنك لـ”الثورة” أن المُسلحين وعددهم 8 أشخاص قدموا إلى البنك على متن سيارتين كانت إحداهما تحمل شعارات مُشابهة لتلك التي يحملها مُسلحي عصابات الخائن هادي، وأن المُسلحين لم يكن يبدو عليهم أي من ملامح القلق أثناء اقتحامهم لفرع البنك الواقع بمدينة “المنصورة” وقاموا بنهب الخزينة تحت تهديد السلاح بعد أن قاموا بفصل كاميرات المراقبة وتحطيم بعضها. وتأتي هذه العملية بعد فترة بسيطة على اعتداء مُشابه تعرض له مقر (بنك الإنشاء والتعمير) بالشيخ عثمان، وكذلك الاستراحة الخاصة ببنك (كاك بنك).
تزايد عمليات النهب والسطو التي تقوم بها تلك العصابات على المصارف، دفع بالجمعية المُتخصصة بشئون البنوك المحلية في اليمن إلى مُطالبة المسئولين في المدينة بالقيام بواجبهم في حماية مباني البنوك بصفتهم سلطات الأمر الواقع. ويقول (ص.ط) الإداري في إحدى البنوك التجارية في عدن أن تزايد عمليات السطو يُهدد بإيقاف العمل المصرفي في المدينة ما سيزيد من حالة العزلة التي يعيشها أبناء المدينة. مُستغرباً في حديثه مع “الثورة” من حديث أدوات العدوان السعودي الإماراتي عن الأمن والاستقرار الذي تعيشه عدن في ظل استمرار توافد المزيد من قواته ومرتزقته إليها، فيما العصابات المُسلحة لا تزال تُمارس عربدتها وأفعالها الشيطانية في شوارعها.
وبالحديث عن النهب والسرقة، فقد كان العاملون في السلك القاضي على موعد جديد من حلقة أخرى من حلقات التهديد والاعتداءات التي يتعرضون لها منذ سيطرة ميليشيات وعصابات هادي على المدينة وإخضاع سكانها لسطوتهم تحت تهديد السلاح. حيث تعرض قاضي محكمة عدن القاضي محمد عبدالله خميس، للتقطع من قبل أفراد تلك العصابات، ونهب سياراته الخاصة، وذلك مساء الأثنين الماضي، وذلك حينما قام 4 من عناصر تلك العصابات بإيقافه تحت تهديد أسلحتهم النارية بالقرب من جولة “كالتكس”. وكشف أحد أفراد عائلة القاضي أن الواقعة حصلت في الساعة الأولى من مساء يوم الأثنين خلف مجمع العزاني، أمام مرأى ومسمع الكثيرين، لكن أحد لم يتدخل خوفاً من بطش المُسلحين الذين اعتدوا على فضيلة القاضي بالضرب المبرح، قبل أن يُجبروه على ترك سيارته التي استولوا عليها.
ولعل آخر ملامح هذا الأسبوع الكارثي التي باتت نموذجاً لما تعيشه عدن بشكل يومي منذ سيطرة العصابات عليها، ما قامت به جماعة مُسلحة تتبع حزب”الإصلاح” في عدن القديمة من فرض سيطرتها على مبنى مدرسة قديمة تم تحويله لمركز طبي لخدمة أبناء المنطقة. وأكد أهالي مدينة “كريتر” أن المُسلحين وغالبيتهم من عناصر حزب الإصلاح اقتحموا مبنى المركز الطبي تحت تهديد السلاح وطرد العاملين منه بحجة أنهم يمتلكون هذا المبنى، بعد أن كانوا يستعملونه كمركز إسعاف لعناصرهم أثناء الحرب التي عاشتها المدينة.
وقالت المواطنة (م.ح) أن مُسلحي الإصلاح اقتحموا المركز الصحي وقاموا بتهديد العاملين والمرضى بداخله وأجبروهم على الخروج منه تحت تهديد السلاح. مضيفة بالقول ” لقد كنا سعداء بأن أصبح في حينا مركز صحي ، لكن المُسلحين يُريدون سرقة فرحتنا مثلما سرقوا كل شيء آخر في عدن”.

قد يعجبك ايضا