للأنشودة الحماسية الثورية أهمية كبرى في حياة كل منشد
لقاء / إشراق دلال
أسامة الأمير منشد من أبناء صنعاء القديمة ، درس القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية على يد العديد من كبار العلماء في اليمن، كذلك خريج كلية الشريعة والقانون – جامعة صنعاء.. برع وأبدع في الإنشاد كما أدى ولحن العديد من القصائد والأناشيد .. يرأس فرقة صنعاء الإنشادية بصنعاء .. (فنون الثورة) التقت بالمنشد أسامة الأمير أجرت معه هذا اللقاء فإلى الحصيلة:
* في البدء أسامة الأمير لو تحدثنا عن البدايات ؟
– بدايةً أصلي وأسلم على رسول الله وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار ، و أتقدم بالشكر الجزيل لصحيفة الثورة لاهتمامها المتواصل بالإنشاد , بالنسبة للبدايات فقد كانت في مرحلة الطفولة حيث كنت أهوى وأحب الاستماع وتقليد تلاوة وأداء مشايخ القرآن رحمهم الله، إلى ذلك شجعني والديّ وأعجبا بتلاوتي وأدائي على نفس النسق إذ لقيت منهما ( ومن أسرتي) الدعم والتشجيع أيضاً عندما كانوا يستمعون إنشادي لبعض الأناشيد التي كنت أحفظها وأرددها رغم صغر سني وكذلك كنت أحصل على أشرطة لبعض المنشدين الأوائل فحفظت بعض الأناشيد وكنت أنشدها في المدرسة في مراحلي الدراسية الأولى وكنت أحيي في المدرسة أي حفل يقام سواء بتلاوة بعض آيات من كتاب الله العزيز أو إنشادي لبعض الأناشيد الدينية في الحفلات المدرسية والمناسبات الوطنية والإذاعة المدرسية فلقيت تشجيعا كبيرا من المدرسين والطلاب رغم إني في ذلك الوقت لم أتجاوز الثامنة من عمري فشجعوني على الاستمرار وعلى مواصلة فن الإنشاد وتنمية الموهبة ثم حفظت وأتقنت بعض أناشيد الزفة الصنعانية وكنت أشارك بأداء بعضها واستمريت في هذا المجال لحبي الشديد لهذا الفن الراقي والتراث العظيم..
احترام الموهبة
* ما المنهج والطريقة التي يجب على المنشد أن يسير بها ليكون ناجحا وموفقا؟
-المنشد الذي منحه الله تعالى صوتا جميلا يجب عليه التحلي بالآداب الحسنة والأخلاق الطيبة واحترام الموهبة وأن يلزم التواضع الذي هو أساس الإبداع والنجاح فالمنشد هو في مقام المرشد هذا من جهة ، ومن جهة أخرى يجب عليه أن يدرس علم التجويد وأن يكون مجيداً له ولتلاوة كتاب الله العزيز عند مشايخ القرآن , فلا يخفى ما للقرآن من دور عظيم في سلامة النطق ووضوح الكلمات وإظهار مخارج الحروف بالشكل الصحيح , كما يجب عليه دراسة اللغة العربية والإلمام بقواعدها لأنها من أجل العلوم وعلم النحو هو كما قيل ( مقيم الألسن ) , وهذه الجوانب تزرع الثقة في المنشد وهو يؤدي وينشد القصائد فلا تنفر أذن السامع منه بل يتقبلها بأذن صاغية , فمن غير اللائق بالمنشد الذي هو قدوة أن يخطئ في القصائد التي ينشدها , ويجب عليه معرفة مناسبة القصيدة وقائلها وأن يتفهم معانيها وأن يلزم الإخلاص والصدق مع الله جل وعلا في موهبته وعمله وعليه كثرة الإطلاع والثقافة والإبحار في جميع مجالات ونواحي هذا الفن..
ارتقاء بمستوى الذوق
* ماهي القصائد القريبة لقلب أسامة الأمير وكيف تختار قصائدك الإنشادية والألوان الإنشادية التي تؤديها في أعمالك ؟
– إتباعاً لقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ( إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحر) صدق رسول الله، بشكل عام أحب إنشاد القصيدة الهادفة ذات النفع والحكمة والفائدة التي تعود للمستمع , والقصائد التي تتضمن ذكر الله عز وجل وتوحيده وحمده والثناء عليه ليعم الأجر ، كذلك المدائح النبوية سواء كانت من الشعر الفصيح ( الحكمي ) أو الملحون ( الحميني ). كما أحرص على رقي الكلمة وسلاستها للارتقاء بمستوى الذوق لدى المستمع وكذا ملاءَمة وتوافق القصيدة وانسجامها مع الموضوع أو المناسبة التي تنشد فيها لتنوع الطقوس والمناسبات في يمننا الحبيب فكل مناسبة لها قصائد وألحان خاصة بها , تردد وتنشد فيها وهذا يعبر عن ثراء هذا التراث البديع وأحب كل ألوان التراث الإنشادي اليمني خاصة الصنعاني والحضرمي.
أهمية كبرى
* أين موقع الأنشودة الحماسية والثورية لأسامة الأمير ؟
– بالتأكيد لها أهمية كبرى في حياة كل منشد فحب الوطن من الإيمان ولها الأولوية، اذكر بعض أعمال سجلتها للثورة اليمنية المباركة أنشودة (هو الشعب في نهضة عارمة) وكذلك (لجاننا الشعبية) كتب كلماتها الأستاذ عبد الحفيظ الخزان وأنشودة (شعب الإباء) و(ردد نشيدك ثائرا) كتب كلماتها الأستاذ ضيف الله الدريب وأيضا أنشودة (في فمي عيسى وفي قلبي محمد) للأستاذ حسن عبدالله الشرفي تخص القضية الفلسطينية وغيرها من الأناشيد الثورية.
ربوع التراث
* يعتبر ضبط الصوت في الإنشاد دون موسيقى من أصعب الفنون .. كيف يستطيع المنشد أن ينجح في أدائه إنشادياً وبالصوت فقط؟؟
-أهم ما يتميز به تراثنا الإنشادي هو خلوه من مصاحبة الآلات الموسيقية خاصة تراث صنعاء الإنشادي الذي يكمن جماله وروعته في خلوه من الموسيقى لبلاغة قصائده وعذوبة وجمال ألحانه لذلك هو قائم بذاته لا يحتاج إلى أي محسنات موسيقية فالمنشد المخلص والمتشبع بالاستماع والحفظ للألحان والأداءات لا يحتاج إلى شيء يصاحب صوته فعندما يؤدي المنشد الأناشيد فكأن حنجرته آلة موسيقية طبيعية ، فربوع التراث مشرقة وأركانه ناطقة محكمة البنيان وأغصانه مطوقة بقلائد وجواهر النقاء والصفاء.
موهبة وقدرات صوتية
* وهل يستطيع أيُّ كان أن يكون منشداً ؟
* بالتأكيد الصوت الجميل هو هبة من المولى عز وجل ولا يمكن لأي شخص ليس لديه موهبة وهواية أن ينشد إذا كان لا يملك قدرات صوتية ومؤهلات إنشادية تجعل منه منشدا ناجحا .
أعمال متنوعة
* لو تحدثنا عن آخر إصداراتك ؟
* أعمال متنوعة لعدة مناسبات منها” ولد الهدى فتعطري “ونشيد الفجر” وكذلك ” ولائي وانتمائي” ومرحبا نور البرايا “للشاعر الأديب ضيف الله الدريب “وصلوا يا كرام ” و”يا دهر قف ” للشاعر الأديب أمين يحيى الأمير.
إصدار جديد
* وهل هناك أعمال قادمة تنفرد بالتصريح عنها لصحيفة ” الثورة ” ؟
* نعم إن شاء الله تعالى هناك إصدار سيصدر قريباً بعنوان ” المجتبى ” يضم عدة أعمال جديدة أسأل الله التوفيق وأن تنال رضا الله تعالى ثم رضا الجمهور.
درجة عالية من المسؤولية
* في الختام .. كلمة أخيرة أو رسالة تحب أن تختم بها هذا اللقاء ؟
* أتمنى من كل أطياف المجتمع اليمني أن يغلبوا مصلحة اليمن وأن يكونوا على درجة عالية من المسؤولية في تعاطيهم مع مستقبل اليمن وأمنه واستقراره ليخلدهم التاريخ وليذكرهم أبناء وأجيال اليمن، وأسأل الله تعالى أن يحفظ اليمن وأهلها وأن يوفقنا لكل خير إنه سميع مجيب..